خرج علينا "محمود عبد الرازق شيكابالا" لاعب نادي الزمالك هذا الصباح بمفاجأة مدوية أربكت كل متابعي كرة القدم المصرية، إذ أعلن أنه سيرسل خطابا إلى اتحاد الكرة يبلغه فيه بقراره اعتزال اللعب الدولي مع منتخب مصر، وأوضح أن ذلك يأتي كرد فعل منه على ما أسماه هتافات جماهير الأهلي العنصرية ضده أثناء وبعد لقاء فريقه أمام الأهلي بالأمس. ويبدو أن قرار شيكابالا لم يحرك ساكناً في الجهاز الفني للمنتخب بقيادة "حسن شحاتة"، اللهم تصريح خاص انفرد (shootha.com) بنشره لمدرب المنتخب "حماده صدقي" الذي أكد أن القرار لا قيمة له؛ حيث إن جهاز المنتخب لم يكن يفكر من الأساس في ضم شيكابالا إلى قائمة بطولة حوض النيل والمقرر إعلانها في الغد، كما أكد صدقي أن قرار اللاعب لن يجبر الجهاز على التمسك به أو تغيير الموقف تجاهه. ومع القليل من التدقيق في قصة نجم الزمالك الدولية، نخرج ببعض النتائج أو السيناريوهات لتفسير قصة شيكابالا مع المنتخب مع العلم أن هذه السيناريوهات مجرد اجتهادات وقصص من استنتاجات البشر يمكن أن تصيب أو تخطئ، ولعل أبرزها الآتي: السيناريو الأول حسام حسن المدير الفني للزمالك يكره القائمين على مسئولية الكرة في مصر ويضغط على لاعبيه بشدة من أجل عدم الذهاب للعب ضمن صفوف المنتخبات، وبتحريض منه إلى الفهد الأسمر زاد شعور اللاعب بعدم أهمية الانضمام للمنتخب في الفترة الحالية خاصة أنه لا يشارك بشكل أساسي، فضلا عن تصريحات المعلم شحاتة التي يؤكد فيها دائما عدم رضاه عن سلوكيات شيكا. لذا نستطيع الجزم بأن هتافات جماهير الأهلي لم تكن هي المحرك الأساسي وراء اعتزال نجم الزمالك، فاللاعب كان متخذا قراره منذ وقت طويل وكان ينتظر الفرصة المواتية من أجل الابتعاد بهدوء دون إثارة الأزمات مع المنتخب، والدليل على ذلك أن شيكابالا حاول من قبل الهروب من معسكر المنتخب قبل مباراة أستراليا مدعيا الإصابة لكن الجهاز الطبي بقيادة الدكتور أحمد ماجد استطاع كشف المخطط، وكان اللاعب على حافة الإيقاف من قبل الجبلاية بعد تهربه لكن الأزمة مرت بردا وسلاما على معشوق جماهير الأبيض بعد تغاضي المسئولين عن الموقف. ولكن إصرار شيكابالا على الابتعاد عن المنتخب استمر ووجد الفرصة الجيدة لذلك عندما قامت جماهير الأهلي بتوجيه الهتافات ضده، فقرر الفهد الأسمر استغلال ذلك لصالحه وزاد من سخونة الأمر عندما رفع الحذاء في وجه الجماهير الحمراء المحتشدة باستاد القاهرة، وأكمل الخطة بإعلانه اعتزال اللعب الدولي نتيجة تصرفات الجماهير. وتحقق المراد بإشارة بعض أعضاء الجهاز الفني للمنتخب بعدم اهتمامهم بالأمر، وأن اللاعب من الأساس لم يكن في دائرة الاهتمام. السيناريو الثاني شيكابالا لاعب حساس، كما أكد معظم أبناء قريته بمحافظة أسوان، لذا فهو من طبيعته أن يتأثر بكل ما يدور حوله، كما أن مشاعر الناس تجاهه تؤثر على أدائه بشكل كبير داخل الملعب، ويبدو أن الكراهية التي أظهرها جمهور الأحمر أثناء لقاء القمة بالأمس كان لها مفعول السحر في إيقاف خطورته وإخراجه عن تركيزه؛ حيث ظهر الفهد الأسمر كما لو أنه لم يحضر من الأساس للمباراة. وعقب انتهاء اللقاء أحكم اللاعب التفكير فيما حدث واستنتج أن جماهير الأهلي تمثل أكثر من 70% من قوام جمهور المنتخب، لذا من المتوقع أن تحدث الإساءات نفسها ضده في مباريات المنتخب، ووقتها ستكون العواقب السيئة أكبر فالأمر يتعلق بسمعة بطل إفريقيا. لذلك قرر شيكابالا أن يسلك الطريق الآمن بإبعاد البنزين عن النار، وأن يبتعد هو عن ارتداء قميص منتخب بلاده. السيناريو الثالث حسام حسن طموحه لا يتوقف عند حد تدريب الزمالك، بل إنه ينظر إلى أبعد من ذلك وهو قيادة المنتخب الوطني، لذا عليه من إضعاف قوة المنتخب من أجل الإسراع في رحيل الجهاز الفني الحالي بقيادة شحاتة، وبالتأكيد عندما يتولى هو زمام الأمور سيأتي باللاعب رغما عنه. وتزيد أهمية ذلك المخطط في الوقت الذي يتراجع فيه مستوى معظم أبناء الجيل الذهبي للمنتخب الذين نجحوا في تحقيق ثلاث بطولات إفريقية، لذا سيكون انضمام شيكابالا في هذا التوقيت من أهم عناصر القوى لعودة الفراعنة إلى مجدهم، أما عدم انضمامه فيعني فقدان المنتخب لمجهودات لاعب صاحب مهارات هائلة لا تعوض. وبالطبع لا ينسى الفهد الأسمر فضل مدربه "حسام" عليه، فهو من وثق فيه وأعطاه كافة الصلاحيات ليظهر مهاراته ويبدع في مباريات الفريق حتى أصبح من أهم اللاعبين في الدوري، لذا لن يجرؤ شيكا في يوم من الأيام على التمرد على حسام كما يفعل الآن مع شحاتة. وتجدر الإشارة إلى أن الأيام القادمة ستظهر صحة أي من هذه التفسيرات، كما يمكن أن تكشف عن حقيقة جديدة لم تكن في الحسبان.. لذا علينا الانتظار.