ياسر أيوب...........2010/12/25 التقيت مانويل جوزيه كثيراً وسألته وأصغيت إليه بما يكفى لأن أعرف الإنسان والمدرب.. أعرف فلسفته فى الحياة ورؤيته للناس وحقائق علاقته بكرة القدم وأعرف أيضا لماذا يريد جوزيه العودة للأهلى.. فالسنوات التى قضاها الرجل مع الأهلى كانت وحدها الأكثر دفئاً وإنسانيةً وسط مشوار حياة طويل وبارد.. فالخواجة الأوروبى لم يعرف كل هذه المشاعر والانفعالات إلا هنا.. والفيلسوف المسكون بالأفكار والشكوك لم يخرج من عوالم الكتب والصمت إلا هنا.. والبرود والجمود والجفاء لم تذوب إلا هنا فى الشوارع وعلى الأرصفة ومع الأطفال المصابين بالسرطان.. وإذا كان الكثيرون يتصورون أن جوزيه يريد العودة فقط لأنه لم ينجح بهذا الشكل إلا مع الأهلى.. ولم يعرف مجد البطولة وفرحة الانتصار إلا مع الأهلى، فليس ذلك صحيحا، لأن جوزيه يريد أكثر العودة لجمهور الأهلى.. للحب والصخب وزحام الناس والمشاعر وجنون الكرة وفوضويتها وجمالها الحقيقى.. ولكن ليس كما يتصور البعض ويسرقون من الرجل موهبته وقدرته كمدرب وينسبون كل الفضل للاعبين والنجوم، وإنما نجح جوزيه لأنه كان أولا مدربا قديرا وحقيقيا يملك شخصيا وفنيا ما ينجح به.. ولأنه كانت هناك أيضا ظروف وعوامل أخرى كثيرة ساعدت وأدت لكل هذا النجاح.. جماهير عاشقة نجح الرجل فى التعامل معها دون أى فواصل بينه وبينها.. إدارة مستقرةt ومنضبطة تخلق مناخا صالحا للنجاح، وتملك مالا يحقق مطالب جوزيه واحتياجاته.. نجوم ومواهب حقيقية كانت تخوض تحديات جديدة وهائلة، وتريد أن تنجح لتثبت نفسها بقدر احتياج جوزيه للنجاح نفسه.. ومنافسون كانوا يعيشون فترة اضطراب وتراجع وارتباك فاضطروا للانسحاب من الساحة تاركين منصة الضوء والمجد للأهلى وحده.. ولكن ما الذى سيجده جوزيه الآن من بين كل هذا.. الإدارة لم تعد بنفس قوتها القديمة.. والمال فى الخزانة لم يعد يكفى كل المطالب والأحلام.. والنجوم لم يعد بعضهم فى حاجة للتحدى وإثبات الذات ومعظمهم جرت به وسبقته سنوات القدرة والعطاء.. والآخرون أيضا استردوا قوتهم وطموحاتهم القديمة والمشروعة.. سيبقى الحب فقط.. وسيبقى جمهور الأهلى العاشق للأهلى ومانويل جوزيه.. فهل يكفى أو يصلح هذا الحب كبداية للبناء من جديد؟! هنا تختلف الآراء وتتقاطع وجهات النظر.. جماهير الأهلى تراها عودة الفارس القديم الذى ستعود معه الفرحة والثقة والانتصارات، وستقف وراء فارسها العائد بكل قوتها.. بينما تراها جماهير الزمالك أشبه برحلة ريتشارد قلب الأسد لتحرير أورشليم، حيث تحطمت على أرض الواقع أسطورة ريتشارد، واكتشف الناس يوما بعد آخر أنه ليس قويا أو مرعبا كما كانوا يتصورونه.. فلم ينجح ريتشارد فى تحرير بيت المقدس ولا استطاع الصمود أمام صلاح الدين، ابن الأرض وصاحب قضية الحياة والوجود والبقاء.. وأنا شخصيا لست مقتنعا بأن جوزيه سيصبح ريتشارد أو يلقى مصيره على أبواب أورشليم.. لكنه قد يكون بالفعل قلب الأسد الذى يحتاجه الأهلى الآن.