في مثل هذا اليوم 21 مايو عام 2008 فقدت الرياضة المصرية واحداً من أهم رموز كرة القدم في مصر، والذي قدم الكثير سواء أثناء تواجده بالملاعب، أو حتى بعد اعتزاله للعبة والاتجاه إلى مهنة التدريب. إنه "محمد عبده صالح" الملقب بالوحش الذي ولد في 9 مايو من عام 1929 بحي السيدة زينب بالقاهرة، انضم إلى صفوف النادي الأهلي وكان عمره آنذاك 15 عام، ولكنه اعتزل كرة القدم وهو في الخامسة والعشرين من عمره. وبعد اعتزاله اتجه "الوحش" لعالم التدريب بعد أن حصل على دورات تدريبية في النمسا وألمانيا، ليتولى مسئولية تدريب الفريق الأول بالنادي الأهلي عام 1959، وفي عام 1963 انتقل إلى تدريب المنتخب الكويتي وظل في منصبه لمدة 5 أعوام، ليعود بعدها لمنصب المدير الفني للشياطين الحمر. صورة نادرة تجمع الوحش مع المايسترو صالح سليم وفي أواخر الستينيات يسافر "الوحش" إلى ليبيا ليبدأ رحلة جديدة في عالم التدريب، ويشرف على فريق أهلي بنغازي ليفوز معه بلقب بطولة الدوري الليبي، ويعود من جديد لبيته النادي الأهلي. ومع بداية السبعينيات يسافر "الوحش" إلى السعودية ليتولى تدريب فريق الشباب السعودي، وبعد عودته إلى القاهرة يتولى منصب المدير الفني لمنتخب مصر الأول عام 1977، ولكنه تقدم باستقالته بعد شهرين فقط من توليه المسئولية بعد قرار حل الاتحاد بسبب رفضه المشاركة في دورة الألعاب الإفريقية بالجزائر. وفي عام 1982 عاد "صالح الوحش" لتدريب الفراعنة ويبقى في منصبه لمدة ثلاثة أعوام حتى يتم إقالته من منصبه بعد فشل المنتخب في الصعود لكأس العالم 1986. بعدها قرر "الوحش" إنهاء مسيرته التدريبية، ونجح في تولي رئاسة مجلس إدارة النادي الأهلي عام 1988 وحتى عام 1992، ليبدأ بعدها عمله بالاتحاد الإفريقي لكرة القدم "الكاف" ويتدرج المناصب حتى يصبح محاضراً دولياً في عام 1998، وأحد الخبراء الأكاديميين باللجنة الفنية للاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا". وفي عام 2000 تولى "عبده صالح الوحش" منصب رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم بشكل مؤقت. اعتبر "الوحش" من رواد التدريب في المنطقة العربية بأكملها، لما كان يتمتع به من الخبرة في عالم التدريب. *