بوابة شموس نيوز – خاص لقد كان الزمن محور اهتمام منذ القرن التاسع عشر و بداية القرن العشرين الذي شهد ثورة صناعية واكتشافات ميكانيكية و اختراعات على علاقة بالحركة و مفهوم الزمن. فكانت نقطة الانطلاق مع "ادغار ديغا"و"اوغوست رودان" اللذين اهتما بعنصر الحركة في أعمالهم، الا ان حركة كل منهما وصفية منعزلة تماما عن عنصر الزمن على خلاف ما ذهب إليه " إيتيان جيل ماراي" و "إدوارد مايبريدج" من خلال بحوثه حول تحليل و تفكيك و إعادة تركيب الحركة و تحديدها وإقتطاعها من الزمن، وهو ما انكب عليه جملة من رواد المدرسة المستقبلية، هذه الحركة و الاتجاه الثائر التي أسسها الكاتب الايطالي " فيليبو مارينيتي" داعيا فيها إلى قطيعة تامة مع كل الأشكال و المواضيع و طرق التناول الفنية السابقة عليه، عبر انتاج فن مستقبلي الحركية أساسه و منطقه، و هو السوط الذي يلسع ظهر الحاضر و يسوق عين الناظر إلى العمل الفني، حيث الحقيقة لا تتجلى الا في الحركة. لذلك نستطيع أن نميز التحليل الفكري و العملي لقضية الزمن عند المستقبليين بالذكاء، إذ ان الزمن رغم عدم إدراكه و عدم الاحساس به باللمس أو بالمشاهدة أو بأي عنصر من عناصر الحواس فإن له وجودا بالذهن و الوجدان و هو ديمومة تحتسب على أساس الفعل الإنساني أو حركة الاشياء في الكون، حتى صار من أهم المعايير في الحياة البشرية، بل عليه تتوقف الحياة في تحديد مصيرها.