بقلم الفنان والناقد التشكيلي عبد القادر الخليل بوابة شموس نيوز – خاص فنان الواقعية الاجتماعية في حلب . فنان المدرسة الاشتراكية السورية, فنان نقاوة الضمير وتضامنه مع الانسانية وفنان التوعية الشعبية نحو الثقافة في المجتمع واهمية الصلة العائلية في الطبقات الانسانية. الوان الفنان وحيد مغاربة هي لون الزمن، انجزها في مخبر الروح الانساني وكانها الفضاء المجهول، والوان حفلة ليلية تتفجر بها اشعة الاضاءة. يصح القول عن مسيرته انه فنان المدرسة الانسانية , وهو ماهر ايضآ في تصميم منجزات من مختلف المدارس الاخرى. , المدرسة الانسانية التي حافظت على علوم السيريالية الروحية والتي تضامنت على تقديم منجزات تحكي عن ظاهرة الضمير وكي يرضى ضمير المتلقي ايضأ. حين وصل الفنان الفرنسي ماتيس الى المغرب العربي قال. يجب على الفن الغربي ان يتعلم الثقافة العربية كي يكون الفنان من كبار الفنانين. . علمأ ان الفنان ماتيس كان زعيم الحركة الفوبية في العالم. لا اعرف ماذا قال الفنان السوري وحيد مغاربة عن ثقافة الفن الغربي حين وصل الى روما في 1975؟ . ولا اعرف إذا اعطيً الفنان وحيد مغاربة مكانه المناسب حين عاد الى الوطن بعد نهاية دراسته في روما؟ ام انه عانى مأساة الوحدة والغيرة كما ناله الفنانين الذين سبقوه في الدراسة وفي العودة الى الوطن؟ أنا واثق بانه احيط في العجب حين وقف في متاحف روما امام شعراء الفن العالمي، وأمام لوحات وتصميمات كبار الفنانين في ايطاليا. رفائيل, مايكل انجلو، كارافاجيو, جيوطو وغيرهم . وانا واثق بأنه تأثر في علوم كبار الفنانين وصنع تجارب تجمع ملامح الشرق ووضعها في الغرب كما تأثر ماتيس في اضاءة الشرق وألوانها التي انتقلت معه الى باريس ونالت بهجة البشر ورضاء الناقدين والمهتمين. فهل اعتنى الكتاب والناقدين في الشرق بتقارب الفنان السوري وحيد مغاربه من علماء ايطاليا التي استقبلت جميع موجات الحداثة من الدول المحيطة بها ؟. الفواكه الناضجة سبق انها تغذت من الماء الوافي ومن اضاءة الشمس، بينما ثمار الفن التشكيلي يختلف نضوجها عن ثمار الشجر. الاولى تتغذى من اي غيمة تهطل المطر, بينما الفنانين فإبداعهم ينضج حين يشربوا المياه من غيوم بعيدة ومن جهات مختلفة . تتأقلم مذاهبهم على الامطار المحلية, لكن لا تنضج ثمارها الا حين تختلط غيوم الشرق والغرب والشمال مع الجنوب وهناك تنضج روائع الفن التشكيلي. هكذا وجدت في تطور كبار الفنانين من امثال ماتيس, كوربيه، ديغا، بيكاسو، دالي، كلي، كاندينسكي وغيرهم حين ذهبوا الى دول الشرق والغرب وانجزوا تصميم بأفكار ممتزجة من ثقافات مختلفة. هكذا ارى في ابداع الفنان وحيد مغاربة. فنان تأثر اولا في زملائه لؤي كيالي ونذير نبعة. تاثر بأفكارهم التكوينية والتكتيكية ثم في السفر الى اوربا لزيادة الثقافة البصرية من منتجات الفن العالمي في الغرب, واشير الى زملائه انهم ايضا صمموا دراسات فنية في اكاديميات الغرب. الاستاذ وحيد مغاربة فنان حمل علوم الشرق الى الغرب ومزج بين الوانها وانتج الوان صافية وممتعة. وهذا واضح في لوحاته الكبيرة والتي هي مسرح الرؤية البصرية ومعجم التفسير الاجتماعي. تتقارب افكاره من التيارات التي نشأ بها وفيما بعد ، من صلته في الاكاديمية في روما التي كانت تمتص ايضأ كل انواع التطور الفني. حيث كانت تصل تيارات محملة بغيوم الحداثة الاجتماعية من روسيا في مسيرة الواقعية الاشتراكية, ثم من ابعاد المكسيك والثورة المعارضة. كما كانت تحصل تغيرات عالمية في باريس وعلى ايدي فنانين ذهبوا من ايطاليا الى فرنسا كما حدث الى موديلياني وتأثره من بيكاسو الاسباني وريفيرا المكسيكي. . وهنا ارى في منجزات الفنان وحيد مغاربة الذي انتقلت ريشته من تصميم المناظر والاشكال الفردية الى تصميم اللوحات الكبيرة وكأنها جدرانيات, وأقصد في محتوى هذه اللوحات . وهي عبارة عن لوحات انسانية اجتماعية , يظهر بها التآلف الاجتماعي بغض النظر عن المستوى الثقافي, كما يظهر فيها التآلف اللوني مع لوحات الفنانين Maximo Gorki, Valdimir Krijtzki, y Diego Rivera. Modigliani. Massimo Campigli, Charley Toorop Mario Sironi , De Cherrico: الصلة التي اشاهدها بين الفنان وحيد مغاربة مع هؤلاء الذين ذكرتهم لها مرحلتين, الاولى وصلت من الفنانين السورين الذين درسوا الفن في الغرب. والثانية بعد وصوله في 1975 الى ايطاليا. لكن في محتويات الرؤية البصرية حافظ الاستاذ وحيد على اسلوبه الشرقي بما فيها منجزات اجتماعية من طابع الحزن والشجن وذلك في مرحلته قبل بداية القرن الجديد. ثم فاضت منجزاته في متعة اللون والاضاءة الجذابه في تجاربه مع بداية الالفين. حين اقف امام تصميم الفنان وحيد مغاربة اجد انني امام اشياء غريبة لانه فنان يتميز بأشياء قوية فيها متعة بصرية تحتفل في الاضاءة السحرية, وتجذب المتلقي ان يغوص في فكرة التكتيك وفي قراءة المغزى البعيد ويحفها في اطار الاشعة الشرقية الساطعة. يغمرني التعجب في مهارته الفردية حين تتقارب افكاره مع تيارات المدرسة الاجتماعية في روسيا, وفي المكسيك وغيرهم من المظاهرات الانسانية, ولم تبدوا في لوحاته اي بادرة من العنف ام من المظاهرات التي لاتليق وعرفنا منها عند بعض الفنانين, من امثال الفنان ريفيرا,ام اوروثكو, ام لدى فنانين الواقعية في الشمال. اي انه كان فنان دقيق في الفكرة ورفيع الادب, رفيع الثقافة ويفرض على نفسه الاحترام وان كان في عمله انواع من الشكوى وتقارب مع الاحلام. الى مسافة ابعد اقول. وجدت في بحثي الطويل أن الفنان وحيد مغاربة لم يكون متأثر هو في الاخرين كما تاثر به الفنانين فيما بعد. وأحيانآ رايت انه متأثر بنفسه الذاتي, ولهذا يعيد تصوير بعض الافراد في لوحات مختلفة. وفي بعض الاحيان رايت ان بعض لوحات الاخرين وصلت الى تقليده في كثير من المظاهر. وهذا الدليل يشرح نقاوة الفنان وحيد من الناحية الفكرية والتقنية ايضا. في هذه المناسبة لا اطلب من القارئ ان يكون مواليا لرؤيتي وعبرتي في الفنان وحيد مغاربة, بل اطلب من القارئ ان يرى منجزات الفنان وحيد ثم يدلي برأيه ولو كلمة. لقد قال كبير النقاد في امريكا الجنوبية, أكتافيو باث, ان امر الجفاء لأي فنان ان يمر الانسان ولا يقول شيء؟ ا اسبانيا. 29/7/2018