بقلم الفنان والباحث التشكيلي السوري عبد القادر الخليل بوابة شموس نيوز – خاص لوحات الحرية المطلقة, فكرة الدفاع عن الفرد, الاشارة الى مصائب ذات اسم ولقب نجدها في لوحات الاستاذ عبد الزاق ولم تمسح العادت ان تظهر على الرؤيا العامة. لوحات الروح الحرة وتنادي في الحياة مع فنان العراق اقف مع الاستاذ عبد الرزاق المولى الذي ترعرت مسيرته في حقول الواقعية, ثم في مروج الانطباعية وبعد تخضرمه في الوطن ذهب الى موسكو وغاص في بحور الفن الروسي وعانق معجبآ الفن التجريدي التعبيري, وتخرج في عام 2001 ثم عاد الى الموصل كي يعطي درسا ومسيرة كبيرة في الفن التعبيري في العراق . ليس غريبا ان يتاثر الفنان عبد الرزاق بعلماء الفن التجريدي الروسي ومن الذين اسسوا هذه المدرسة وكان في مقدمتهم الفنان كانيدينسكي. الحداثة في الفن التشكيلي العربي يجب ان تضاعف جهدها في كشف الحقيقة الكونية وجعلها كحقيقة خاصة للاشياء. كما يجب ان لا يحدث التكرار ورش الالوان دون جدوى, والقول عن اي بادرة انها من الفن الحديث. تطور الفن شيء اساسي وتطور الرؤية في القيم التجاربية اساس كبير . الطريق الاساسي كي يكون الاحساس قادر ان يعرف الجمال دون اي جهد هو الفن بكل انواعه. ليس الصعب مواجهة النقد الاجتماعي, راينا فنانين تجاوزوا هذه المسؤلية وساروا من الصفر بعد ان كانوا مشهورين . فقط لاجل التطور الفني , لهذا اعطي كل التشجيع للفنان عبد الرزاق الذي ذهب الى رؤية البذرة قبل تطورها وقبل ان تُفرع, وأقدر جهده المتضاعف في البحث عن بذور الرموز التي يصعب تفسيرها. لكن مأخوذة من الجذور الاجتماعية ولهذا يمزجها في مسلسلات من الحروف للاشارة الى اهدافه الروحية ويجعل منها تصميمات بمظهر تعبيري متجرد, وتكعيبي يطل على حقول الدادية. هي الحان من الموسيقى الشرقية تعزفها ادوات غربية. كما يذهب الى افكار مجاورة في استخدام الالوان الفوبية والتي هي اكثر نقاوة, ليصمم اشكال تحمل تحليلات فكرية وغنية. لوحاته التشكيلية تحمل الطابع الخاص في الاضافة انها تحمل رسالات الشمال والغرب والشرق, اي انه يرسم اللوحة بتأثير الثقافة الروسية والرؤية اللونية , وكما انه يواظب على اسس الفن الاوربي والحركات التي ظهر منها اسلوب التجريدي والتكعيبي , ويمضي في طرح مواضيع بقلب عربي. ليجعل من الحرف العربي اسلوب جديد في اللغة التكعيبية. تصميمات الفنان عبد الرزاق تتكون من مناظر هندسية متظاهرة في عالم التكعيبية . ارى اهتمامه بصيغة العبرة الداخلية مما تكون في القشرة المشيرة الى صبغة الجمال البصري. من الالوان المتجاورة يصنع اضاءة العمل ويعطي منه ايضا لغة الظل المناسب. يتقارب من نظريات الفنان سيزان وبيكاسو في تحليل الخطوط المتوازية وايضا في بعض منجزاته نراه يُسلط الاضاءة دون تظليل ويصنع الحدود المتطرفة في بناء العمل. بينما في منجزات ثانية اراه يرضي نظرية التحليل للاشياء من خلال الاشكال الهندسية . يُحطم هناك الاضاءة لبناء المنظر في شكل مختلف وفي حقيقة تشكيلية. كما تتمتع منجزاته بصفة التجريد الهندسي يخطر لي انه ايضا له تأثير من الفنان روبيرت ديلاوني. في لوحاته المختلفة, اشاهد قراءات كثيرة ناتجة من مواضيع الفنان المولوي في استخدام تجارب مختلفة المذاهب , لم يستخدم الحروف العربية كما يستخدمها فنانين الشرق, بل جعل من الحروف اشكال ثانية , تكوينات من التكعيبية الاوربية, لكن بألوان الشمال الذي عُرف بتهذيب الالوان في خدمة ذوق الفنان. عرفت روسيا في الالوان الوضاءة , الساطعة, الجذابة, النظيفة, وهذه لم تظهر في التعبيرية الاوربية ولا في المدرسة التكعبية في فرنسا. الحروف العربية في ادوات التركيب الموضوعي يتعاطف في المغزى وفي الشكل مع امته وقومه. لهذا اشير الى اسلوب ذاتي جديد دون تحطيم الاسس المعروفة وبغض النظر انه يُترجم حالات عاشها في رؤية الشمال ومن الثقافة المكتسبة في الدراسة العامة. يبدوا انه في بعض الاحيان ايسير في اسلوب التكعيب التحليلي لكن دون استخدام الكولاج. اشكال متقاربة مع الفنان العالمي خوان جريس من خلال رؤية روسية وقلب عربي, هذه الميزات المختلفة هي نقطة الحوار في اسلوب الفنان المولوي. ويمضي في تجارب اخرى يستخدم التحليلي حيث يُجزء مساحة القوة جاعلا من مساحة اللوحة سطحيات بلورية. كما يستخدم المذهب التعبيري, مذهب ظهر مع ايام الحروب العالمية وواجه كثير من المعارضات لانه يبتعد عن الواقع ويخدم مظاهر باردة , وقيل عنها انحطاط الشكل. لكن الفنان الاصيل الفنان المبدع كما كان كاندينسكي وبيكاسو وتتقارب من نظريات الفنان براق وفلسفته . لوحات الفنان عبد الرزاق تتميز في التوازن النظري واناقة المتعة الداخلية, خطوط افقية وعامودية تأتي في الاضاءة من حيث الانعكاس. وغيرهم من هذه الطليعة استطاعوا ان يجعلوا من تظاهر المحتجين حفلات لصالحهم ومن منجزاتهم انواع من الحسنات. لا يوجد فن رديئ. الفن هو الجمال والفنان الاصيل من امثال عبد الرزاق هم الذين يجعلون من اي لوحة موقف لرؤية الجمال. ينتج لوحات تحمل اسلوب الموسيقى والشعر الحساس, لانه يستخدم الحروف العربية لتكون هي ادات الشكوى والاحتجاج امام مساوئ الحروب. الفنان عبد الرزاق المولى يسبح في بحور الفن الغربي ويستخلص منها مايليق لتكوين عمله لكن ببناء شرقي وإسمنت روسي, قليل من هذه الوجبات التعبيرية نجدها . يليق القول انه يسير في اسلوب التعبيرية في ايام الحروب الباردة, لانه ياتي بأشياء من مدارس مختلفة ويمزجها في تظاهر حديث. تظاهرات تختلف كليأ عن التعبيرية الكلاسيكية. فإذا كان الفنا الروسي مالافيج محور التطور الفن الروسي بعد عام 1900 وكان ممن انجزوا اسس الثورة التشكيلية في روسيا, لا بد ان اشير الى زمرة هامة من الفنانين التشكيلين في العراق وهم ايضا وضعوا اسس جديدة للفن في العراق بعد 1990. ومنهم الفنان عبد الرزاق المولى, فنانين تأقلموا في ارض الوطن واضافوا لتعليمهم افكار جديدة حين ذهبوا الى اكاديميات الغرب وخاصة في روسيا. ايضا الفنان عبد الرزاق المولوي تأثرت رؤيته البصرية في الاطلاع على ماليفيج والذي انذاك ووصلت لمسامعه صدى اصوات فنانين باريس . رأيناان الفنان ماليفيج تغبب في اسلوب الحقيقة المظهرية بين زملائه, ارى الفنان عبد الرزاق يتردد على الطريقة التي فيها اصوات بعد التعبيرية. وهي التي اضاءت افكاره بعد انتمائه الى اكاديمية الفنون الجميلة في موسكو. هذه ادخلت الفنان عبد الرزاق في فضائيات التكعيبية واحيانأ الى المستقبلية. كلنا نعرف تأثير البيئة على الانسان, ايضا لها فاعل هام في مسيرة كل فنان. لها ميزة في رؤية الاشكال وما تطرح من الانارة والظل. هكذا ايضا حصل للفنان بيكاسو بعد ذهابه الى باريس بع ان كان يرسم الانطباعية والواقعية كما كان الفنان عبد الرزاق. لوحات الفنان عبد الرزاق يتمتع بها المتلقي لاسباب كثيرة تليق للبصر, الفرشاة العريضة, الخطوط العامودية والافقية الحروف العربية التي تحمل لرموز وتشرح خفايا وتغمر اخرى تاركا لكل متلقي حرية التحليل.