بقلم عبد القادر الخليل. فنان وباحث تشكيلي El Artista de siria: Abdul Brahmán Mhana بوابة شموس نيوز – خاص فنانة المكسيك السيدة فريدة كحلو كانت تقول؟ ( اذا تريدون رؤية الألم الإنساني تشاهدوه في لوحاتي) وانا اقول. اذا ترغبوا رؤية الفن التعبيري العالمي ترونه كاملأ في تصميمات الفنان السوري عبد الرحمن مهنا. الفنان الذي يجسد مظاهر القلوب ويشير الى الفارغة, الفنان الذي يجسد النفوس العارية. الفنان الذي يشير الى المأساة دون ازعاج احد. الفنان الذي يحتج ويصرخ امام الظلم دون ان يرتفع صوته. الفنان الذي لا يهتم في الاشياء غير الاشكال الانسانية, لان الاخرى اشكال لا تتألم وليست هي التي حُجبت عن العدل والمساواة. يشير الفنان الى الانسان الصامت بين المجتمع إما من الخوف او من الظلم, ام من الحروب, ام من اسباب الحاجة. الفنان عبد الرحمن مهنا يبحث عن حرية التعبير الانساني من خلال المذهب التعبيري. الفنان عبد الرحمن يغوص في اعماق الفكرة ليُجسد مشاعر حية. ويُدخل الحيوية في رؤية المتلقي من خلال تكوين اللوحة . يجعل الناظر ان يشعر بإحساس مختلف ويدخل التطور في كل لوحة كما رأيناه في منجزات الفنان كاندينسكي. لا يبحث عن الجمال السطحي لهذا لم يجسد الاشياء العامة. بل يفحص الحواس العميقة وهي لا توجد الا عند الانسان. نراه يقف في زوايا اللوحة , في نقاط مختلفة ويجعل اللون فيه كثيف يريد اهتمام المتلقي ليقرأ الفكرة هناك , لان الالوان لها لغتها وهو يستعملها بفصاحة. الوجوه في لوحات الفنان عبد الرحمن هي التي تتظاهر. هي التي تصرخ, هي التي تبكي, هي التي تتألم, هي لغة الفنان مهنا. وجوه غير محددة. ووجوه غير مُعينة, هذا ايمان في التعبيرية, هذا هو مذهب التعبيرية. لقد قال لنا دافينشي ان الفن التشكيلي هو القصيدة الخرساء. لكن هل الانسان اخرس؟ ام فاقد النظر؟ طبعا لا ولهذا اقف بكل قناعة امام منجزات كبيرة تصرخ الشكوى وتقف محتجة امام حوادث هامة في حياة الوطن. هناك فنانين في انحاء العالم يسيرون في ظواهر متقاربة مع اساليب مدارس الفن. وهناك فنانين كان عليهم ان يلدوا قبل الزمن لانهم يحملون ويؤمنون في مبادئ الاسلوب الذي يسيرون به. من هؤلاء الكبار هو الفنان السوري الاستاذ عبد الرحمن مهنا. بإمكني القول انه من مؤسسين الحركة التعبيرية ولو انه جاء بعدهم بسنين, لقد ترععرت افكار التعبيرية في لوحات الفنان مونك النروجي , لكن لم يتم ولادتها حتى بداية قرن العشرين في مجموعة. Die Bruke وجاءت في المانيا. لان التعبيرية هي ثورة الفن امام الاخلاق الزائفة. لان التعبيرية هي ثورة الفن امام الحروب الظالمة, لان التعبيرية هي ثورة الفكر امام استغلال الاخرين . وهل عرف الدهر وطنا عانا من الحروب اكثر من الشرق الأوسط؟ ابن هذا الوطن وابن هذا الشعب الاصيل وابن حلب هو الفنان عبد الرحمن مهنا. فنان الحركة التعبيرية في سوريا. منذ معرفتي له في اكاديمية فتحي محمد في حلب في اواخر الستينات من القرن الماضي لم التقي معه بعد, حين ذالك كنت من المعجبين بتصميمه, لكن كنت انظر الى الاشياء السطحية لانني كنت في بداية الطريق. الان وبعد خمسون سنة وبعد ان قضيت هذه السنين في دراسة مدارس الغرب اجمعها اقف خلف لوحاته من جديد، كي القي كلمة الواجب امام فنان مخلص لهموم شعبه ومأساة بلده, فنان يتظاهر امام الاخلاق السيئة التي لا يرغبها للمجتمع. لاجل الحرب العالمية ظهرت في المانيا هذه المدرسة الهامة مع فنانين جمعية الجسر. ومن صفاتها ذكرت الافكار الروحية اما مظاهرها السطحية فجائت في تكثيف الالوان وغزارة المواد. وفي استخدام الخطوط العريضة والالوان المعتمة والاساسية. ومن عظماء هذه المدرسة راينا الفنان Nolde, y Kirchner . فنانين مخلصين مع شعبهم ومع حياتهم الاجتماعية. في كل هذه المزيا الحسنة اجد افكار الفنان السوري الاستاذ عبد الرحمن. اجده يسير في السيريالة ايضا, لكن بإختلاف مع امثاله Dalí ; chagall الفنان شغال او الفنان سالفادور دالي. اختلافه في القشرة السطحية وفي الاشكال المجسدة. السريالية لغة الاحلام, لكن الفنان السوري لم يعيش اي حلم . لانه يحلم باشياء لم يعيشها بل يتمنى ان يعيشها ولو الاخرين من شعبه. السلام, الحرية, العدالة, الاحترام, حرية العقيدة, الفرح والمرح. اشياء هامة . ذكريات عاشت في الخيال يعود اليها الفنان بأسلوب سيريالي. كما انه ايضا يستخدم الرمزية , لانه يناقش الثقافة وليس الجهل. فيرسم وجوه متألمة, تصرخ, حزينة. تغمرها هموم التعب وتكرار الفشل. هذه الوانه الكثيفة هي افضل تعبير, في الاحمر والازرق والاسود والبيضاء للتفرقة. لقد عرف التاريخ عن كبار هذه المدرسة من امثال Noel Nolde, Kirchner, Oscar Kokoschka, Modigliani, ,MUNCH,, KANDINSKI, Frida Kahlo, Chagall وغيرهم من النجوم. اسماء محتلفة من زعماء الفن التعبيري في كل بلد , ولكل بلد اسلوب تعبيري خاص , في التعبير الالمني, الفرنسي, النمساوي, الايطالي, الاسباني. الامريكي, الروسي .من كل دولة وضعت احد كبارها ومن سوريا ايضا لها ناطق كبير, وهو الاستاذ عبد الرحمن مهنا. سوريا لها مقعد في صدر التاريخ في مختلف التطور الاجتماعي وايضا في الفن التشكيلي, نعم اخوتي الكرام, ايضا في الفن, لكن لسوء الحظ لم تلقى الاضاءة على اسماء فنانينها, وذلك لاسباب الحروب والعدوان. كثير من النجوم اكبر من القمر لكن لم نقف لها. وكثيرا من الفن السوري لم يراهه العالم من كثافة غبار الحروب. ام من ضجيج الطبول الفارعة. 17/5/2018