بوابة شموس نيوز – خاص قمح ا لكلا م ديوان الشاعر محمد احمد اسماعيل في الشعرِ بصفة عامةٍ المحترفون ، والهواة، وايضا المُتلقون والمتذوقون ، يتوقفون عند عتباته الرئيسية فعناصر ومكونات ما يُشارُ إليه و يُصنف أو يدرج تحت عنوان القصيدة ، صارمعروفاً ، وصار الدربُ لكتابة القصيدة واضحُ المعالمِ ، وعندما إجتازت القصيدة النثرية عواصف الرفض ، وتحصيناتِ المنع والإنتشار والإعتداد بها كقصيدة ،علي ايدي ثوار إمتشقوا اسلحتهم وادواتهم ، ورؤاهم الفكرية الجديدة في تحديث القصيدة العربية ، ونجح الرواد في مصر والعراق وتونس و الشام ، ودولِ المهجر ، وتصمدُ القصيدة النثرية بل وتحقق تميزا وتُفسحُ مساحاتٍ لا اطراف لها ، لتزخرُالساحة الشعرية الجديدة بمبدعين لهم قامة لا تقلُ عن قامات الرواد ، وتتعدد صور القصيدة العربية ، وتخرج من إطار الأثار والتراث والمنحوتات العربية العتيقة ، و بفعلِ تطور التاريخ الإنساني والحضاري الثقافي بعد قرونٍ من التجمد ، والتصحر البيئي فتقترب من رفيف التقدم في ثقافة إنسان العصرِ الحديث . لكن … المبدعون بعد عصر الرواد قلّ عطاؤهم لرحيلِ من رحلَ مِنهم ، اواعترتهم عوامل الوهن أو آثر بعضهم الإنسحاب بعد ان تسببت التقنيات الحديثة و وسائل التواصل ، والصالونات الزاعقة والمائجة بعشراتٍ من خيالات الشعراء الزائفين الذين في غيبة النقد ، وغيبة كبار الشعراء ، صاروا يتقاسمون الآلوية والرايات ومسمي " شاعر" ،فاختلط الحابل بالنابل ، ومَا عاد هنك سوقا " لِعكاظ الشعراء أ و" اسوارٍ لكعبة " تعلقُ عليها المُعلقات . ! شاعرنا الذي اتحدث عنه لا اُزكيه ، او أمدحهُ او اُميزه ، فمؤكد هناك نظراءُ له ، يتشابهون معهُ في الكثير ، لكني في عُجالةٍ ومن خلال ديوان له ما بين يدي اكثرُ من شهورٍ أعدتُ قراءتهِ مراتٍ و مراتِ فكانت هذه السطور . شاعرنا محمد احمد إسماعيل شاعرٌ سبحَ طويلاً وغاص عميقاً في بحارِ الشعرِ قديمهُ وحديثهُ عَرفَ من الحرفِ والكلمةِ ما خفي من دلالاتٍ وإيحاءاتٍ فكان لهُ من البدايةِ قاموسه اللغويّ الشعري الخاص , وأدرك من فرط السباحة والغوصِ في بحورِ الشعرِ لآلِئهِ ودُرَرِهِ ، واستقر في عقلهِ و وجدانهِ وبصيرتهِ مخزوناً لصورٍ شعرية تَتدافعُ إليه وقتما يحتاجها في يُسرٍ يدهشُنا فنتسائلُ ..أ خيالٌ من بعدِ خيالٍ يَمدهُ ، أم من أبيارِ عبقرٍ لازال هناك معيناً ينبعٌ لهُ وحدهُ ! وما بين الكلمةِ والصورةِ الشعرية ، تتدفق في إنسيابةٍ حانية مُوسيقي هو لها غيرِ مُنتقٍ ، فهي كما في الطبيعةِ فرشاتٍ ملونةٍ مِنْ ضوُعاتِ الحرف والصورةِ و تنبعثُ في سِياقها، وبها تكتملُ ملامحَ واعمدةِ البناء لقصيدتهِ الشعرية . شاعرنا / محمد احمد اسماعيل . يملكُ كما الآخرين مُقومات البناء لقصيدةٍ شعريةٍ ناجحة ، فهو لغوياً نعلمُ استاذيتهُ في اللغة فهو عملياً مُصححٌ ومراجع لغويّ ، يلجاُ إليهِ اصحاب الدواوين الشعرية وبعض دور النشر وكذلك اصحاب الدراسات والأبحاث الأدبية ، بل والعلمية ، لتمكنهِ من لغتهِ العربية ، لكن يُدهشنا انهُ في دواوينه يجمعُ ما بين الفصحي والعامية كما يدهشنا بكتابة القصيدة العمودية بأوزانها وعروضِها بنفس القدرة التي يكتبُ بها قصيدتهُ النثرية وهذا يُدلل – كما ذكرنا – علي الشمول سباحةٍ غوصاً وعمقاً في بحارِ الشعر . قصيدةُ شاعرنا – ومن خلال ما بين يدي وهو ديوان " قمح الكلام " الذي صدر عن الهيئة العامة للكتاب العام 1017 م هذا الديوان يضم 14 قصيدة ، يرجعُ بعضها إلي ثمانينيات القرن الماضي ، لذا فهذا اليوان يُمثل إطلالة بانورامية علي التاريخ الإبداعي لهذا الشاعر . يبقي له تميزهُ شديدِ الخصوصية آلا وهو العمق الفكري الكامن وراء مظاهر عناصر القصيدة وهذا العمق الفكري وإن كانت من سِمات الشعر الجيد ، والشاعر الجيد فإن شاعرنا تنطلقُ كل قصائدهِ من " فكرةٍ " سياسية أو إجتماعية أو وجدانية تمثل " ثقل " القصيدة وبؤرتها ، يُتيحها – الشاعر – بيسرٍ للقارئ من خلال دلالاتِ او رموزٍ مُتناثرة تحملُها حروفاً او وكلماتٍ او جوانبٍ من الصورة الشعرية يسهلُ إلتقاطها أو إلتقطِ أجزاءُ منها بقدر تمرس القارئ للقصيدة الشعرية أو مُجمعةً اي – الفكرة – في التركيبة الكُلية للقصيدة . في قصيدته مقاطعُ متوازية من مشهدِ الموت وهي قصيدة مكونةِ من ( 6 ) مقاطع وتحملُ تاريخ 2007 م نقرأ : (1 ) يقول يا حبيبتي المُغنّي الَليل نامَ – مثل ْ طفلٍ – في سكينةْ لكنهُ.. تزعجهُ في نومهِ المدينة والعاشقون يُنزلونَ المطرَ الثوريّ رعشةً في قلبهِ فتنبتُ الأحلامُ- في- سريرهِ – مواسمَ حزينةْ ( 2 ) يقول يا حبيبتي المُغنيّ حين ينام الشعراء تنبتُ من ضلوعهم قصائد بيضاءْ وحينما يستيقظون لا يجدون في سريرهم سوي خيطٍ.. من الدماء ( 6 ) الموت يا حلبيبتي كان هنا حدثته.. وكام ممسكا كتابا يشبه صمته العميق ويشبه الغيابا حدثته عن الحضور في الغياب حدثني عن الغياب في الحضور حدثته عنآلق الحياة لحظةالنشور حدثني عن بهجة السراب حدثته عن وردة حمراء في قميص ربة الورود حدثني عن المرايا لسود حدثته عن لغةِ السماء حدثني عن كفن التراب حدثته عن فرحة الطير بمهرجان النور حدثته عن شهقة المحبّ لحظة اكتماله بالوجدْ حدثني عن الخراب حدثته عن الذين رحلوا عن الذين عبروا من ثقب هذا الباب ولم يعدء- منهم إلينا واحدٌ يخبرنا بما يدور وراء هذا السور فانحدرت من عينهش اليمني رؤي ساخرةعميقة عميقة .. كأنها الحقيقة وأغلق الكتاب الموت يا حبيبتي غيبني وغاب " الجيزة 2007 م و نقرأُ لهُ قصيدةٍعمودية تحملُ اسم : " ايها الديك المُدي " ايها الديك المفدي .. عم ْ صباحاً واملاِ الدنيانشيدا وصُداحا وتبختر واملأ الجو مراحا واسدل الأمال في الأفاق وشاحا ايها الديك المفدي .. عم صباحا وإذا أنصفت ذاك الصبّ يوما ايقظ الجفن الذي ما مل نوما قل له إن الذي يهواك دوما لا يري من سهده سراحا ايها الديك المفدي .. عم صباحاً ومن شعرهِ في العامية ومن خارج هذا الديوان ( 18 / 4 / 2017 م ) انتقي لهُ هذه القصيدة : هاكون لقلبك وطن وخيمة خضرة عفية تنده على التايهين ندهة شبع وأمان وابدأ بنور بكرة حنين يلاقى حنين فى مبتدا المسافات لعيون وطن عطشان لقا عيون عاشقين واحلف بريحة تراب فى الروح مدد راحة فى القلب عزف رباب لاكون بساط ساحة للنصر يوم العيد واصاحبها فجر سعيد بضحكة المواعيد واكون لحالها سكن منصوب على كفها اشرب حروفها نيل واعزفها وِرد نبيل وضي فى المواويل ولما يجى الليل أحضنها واتدفى يا فرحة البساتين لما الزمان وفّى وفَتَح كتاب بكرة حرية للجايين افتح يا حلم عنيك واسمع غنا الياسمين محمد احمد اسماعيل وهذه من احدث قصائدهِ العامية ( 17 / 4 / 2018 م ) : يا سيِّدي… قلقان عليك الآن عليك إنك تكون أو لا تكون "فاختر لنفسك ما تكون" …. يا سيّدي… قلقان عليك فما تنحنيش علشان أعيش ولا تمحينيش علشان تعيش محمد احمد اسماعيل **** محمد احمد إسماعيل شاعرٌ .. جدير أن يُقراُ ٌشعرهِ فقد غادر من زمنٍ مقاعدَ الدرسِ . سيد جمعه سيد ناقد تشكيلي واديب