المجلد التاسع – الجزء الاول شعراء العصرالحديث بقلم : فالح الكيلاني – العراق . الشاعر محمد عبد السلام الشلماني ولد محمد عبد السلام بمدينة بنغازي (شرقي ليبيا). تعلم في مدينة طرابس في المدارس الحكومية ، وواصل تعليمه حتى حصل على ليسانس الآداب من الجامعة الليبية ببنغازي \1970. عمل معلمًا في المدارس الليبية، الا ان التعليم لم يحقق له ما تصبو اليه نفسه فاستقال ليعمل في مجال التأمين الاجتماعي بمدينته (بنغازي). عاش حياته في ليبيا، الا انه سافر إلى ألمانيا طلبًا للعلاج – يقول في قصيدة ( الإنسان والبحر): ماذا أهاجكَ هل يا بحرُ ترفضُني؟ أم كنتَ تصخبُ مرتاحًا ومحتفلا؟ يا غامضَ الهمس هل لي من سبيل هدى؟ أم لستَ تدري فثار الموج واقتتلا؟ كم كنتَ – يا بحرُ – تدعوني إليك ضحًى نشوانَ ترقصُ في لينٍ كمَنْ ثملا كم كنت تعزفُ لحنًا كان يُذهلني ينسابُ عذْبًا وحينًا صاخبًا وَجِلا حتى لأنكرُ ما أرسلتَ من نغمٍ هل كنتَ تهمسُ لي تحتجُّ أم غزِلا؟ أم أنت تسأل مثلي حين تسمعني لحنًا كلحنكَ منقوصًا ومكتملا لولا ضياءٌ خبا في الأفْق ما طلبَتْ روحي بيانًا لليلِ الجهْل أو عِلَلا والنفسُ ترهب في المجهول أسئلةً لن تعلم الردَّ عنها أو ترى أملا إن السؤالَ الذي جاهدتُ أحملُه لا تستَطيعُه مثلي فاضطرِبْ مَلَلا هي كِلْمةٌ وضبابُ العجز يحجبُها أو يحرق الفكرَ نورٌ خالدٌ أزلا أحببتُ مثلك لو جاوزتُ منطلقًا حدَّ الظنونِ ولكن لم أجد سُبُلا لولا الترنُّم يُنسي القلبَ مِحنتَه فلنعزفِ الصدقَ والإيمانَ ما كَمُلا وشارك في عدد من الأمسيات الشعرية، وفي مؤتمر الأدباء الليبيين في بنغازي سنة\ 1968. ونلاحظ محمد عبد السلام ان شعره اصطبغ بصبغة تفاؤلية، حيث أنه يعلق أملاً كبيراً على أنتصار الثورة وعودة الوطن إلى أهله فبذلك يمكن للتاريخ أن يسجل في صفحاته ثورة الشعب الفلسطيني، فتأخذ هذه البلاد العربية مكانتها التاريخية وتصنع مستقبلها حيث ان الشعب اذا اتحد لا يمكن هزيمته ولا يمكن قهر إرادته، و يتقدم بنضاله وإرادته النضالية عنده، وسيظل يناضل من أجل تخليص هذا الوطن من العدو الذي جثم طويلاً على صدور العرب للقضاء على حريتهم التي ينشدونها : رُحماك يا «بنتكو» ما جئتُ للغزلِ أو للتَّغنِّي بسحرِ الحلم والأملِ بل جئتُ أشكو ولولا كُربةٌ صرخَتْ ما كنتَ أحْنَى من الأغراب في النُّزَل إني رأيتك بالإنصاف مُتَّصفًا لما انحنيتَ فإن لم تُصْغِ فاعتدِل ولْتغفرِ القول إمّا كان مضطربًا أو جاوزَ الحدَّ في التصريح بالخطَل أشتاقُ للفجر والآفاقُ تحجبُه والليل حولي يمدُّ الظلَّ في مَهَل لو يدركُ الليلُ ما تعني جهامتُه أو ما تجرُّهُ في الآفاق من زَلَل ما هاجم الليلُ أنوارًا محبَّبةً حتى يلاقي غروبَ الشمس في خجل يا «بنتكو» وظروفُ العيش تمنعُني من قول ما شئتُ في تصريحِ مُنفعِل عندي حديثٌ عقولُ الناس ترفضُه حتى لتنهضَ كالأغلال كالشّلل لو تذكرُ النفسُ حزنُ النفس يسمعُه نحلُ الزهور لبات المرُّ في العسل ما قيمةُ الحقِّ إلا قولُ مُعتقِدٍ هل كان إلا جمالاً مَقْدِمَ الرُّسُل ومن خلال مسيرته الادبية والاجتماعية نلاحظ ان الشاعر محمد عبد السلام الشلماني رفض الواقع الراهن وتجاوز التركة الفاسدة التي شعر بها ليواجه المنعطف الخطير. فالنكسات التي اصابت بلده لم تثن عزيمته بل اتخذ من ذلك منعطفاً لتعزيز موقفه، فكان في شعره ثورة عارمة الواقع يقول : وطني العزيز أراك تأخذ منزلا . بين الشعوب، تقيم مجد مقبلا سيسجل التاريخ ثورة أمة نهضت يعانقها الصباح مهللا لتسير في الدرب المنير رشيدة وتخط في التاريخ نصراً بالجلا والأم ترجع للبنين تحوطهم براً بهم، كم لاحظوه معطلا. توفي الشاعر محمد عبد السلام الشلماني في مدينة ( بنغازي ) في ليبيا –مسقط راسه- في الثامن والعشرين من اب ( اغسطس ) من عام 1984 اثاره الادبية الشعرية والنثرية كما يلي : الهتافات – ديوان شعر – دار الأندلس – بنغازي – 1968، النداءات – ديوان شعر – الإدارة العامة للثقافة – بنغازي – ونشرت له قصائد الصحف والمجلات في ليبيا، مثل (العمل والرقيب والزمان والطليعة والحقيقة والأمةوغيرها .. وأعماله الأخرى: – بلا نهاية- رواية نشرتها إدارة الفنون والآداب – طرابلس 1973، – وعدد من القصص القصيرة نشر بعضها في جريدة العمل – معتقل سلوق – دراسة – الاتحاد الاشتراكي – بنغازي 197، – معارك يوم جليانة – دراسة – بنغازي 1978، – شيء عن بعض رجال عمر المختار- مطابع الثورة – بنغازي محمد عبد السلام شاعر مجدد، يغلب على شعره الطابع التأملي الفلسفي والإعمال العقلية ، شعره ذاتي يعبر عن موقفه من الحياة ورؤيته الخاصة لها، في نزوع إلى الاتجاه الوجداني والامتزاج بالطبيعة ومخاطبتها، والتوحد معها في بعض الأحيان. في شعره نبرة حزن دفينة مبعثها الموقف الرومانسي للشاعر من الكون، والوقوف على بعض أسرار الحياة من فناء وانتهاء. و في قصيدته (الانسان والبحر) يقول : ماذا أهاجكَ هل يا بحرُ ترفضُني؟ أم كنتَ تصخبُ مرتاحًا ومحتفلا؟ يا غامضَ الهمس هل لي من سبيل هدى؟ أم لستَ تدري فثار الموج واقتتلا؟ كم كنتَ – يا بحرُ – تدعوني إليك ضحًى نشوانَ ترقصُ في لينٍ كمَنْ ثملا كم كنت تعزفُ لحنًا كان يُذهلني ينسابُ عذْبًا وحينًا صاخبًا وَجِلا حتى لأنكرُ ما أرسلتَ من نغمٍ هل كنتَ تهمسُ لي تحتجُّ أم غزِلا؟ أم أنت تسأل مثلي حين تسمعني لحنًا كلحنكَ منقوصًا ومكتملا لولا ضياءٌ خبا في الأفْق ما طلبَتْ روحي بيانًا لليلِ الجهْل أو عِلَلا والنفسُ ترهب في المجهول أسئلةً لن تعلم الردَّ عنها أو ترى أملا إن السؤالَ الذي جاهدتُ أحملُه لا تستَطيعُه مثلي فاضطرِبْ مَلَلا هي كِلْمةٌ وضبابُ العجز يحجبُها أو يحرق الفكرَ نورٌ خالدٌ أزلا أحببتُ مثلك لو جاوزتُ منطلقًا حدَّ الظنونِ ولكن لم أجد سُبُلا لولا الترنُّم يُنسي القلبَ مِحنتَه فلنعزفِ الصدقَ والإيمانَ ما كَمُلا واختم بحثي له بهذه الابيات من شعره يقول : في السُّهدِ – يا عينُ – نرجو مُشرِقًا فُقِدا والكون غافٍ وقلبي في الأسى شرَدا أُمضي النهارَ لأُرضي الناس مبتسمًا والجرحُ يصرخُ في الأعماق متَّقِدا يا عينُ كنتُ إلى مَنْ غاب مُلتجئي كان المُواسي، وكان الحبَّ والسندا بات البعيدَ وكم قد كان يصحبُني كان المعينَ وفي الليل البهيمِ هُدى كنا نُلاقي عذابَ الدهر نقهرُه نبني الأماني عِراضًا عذبةً جُدُدا حتى تناءَى وجئتُ اليوم أذكرُه عزَّ اللقاءُ وذابتْ بهجتي بَدَدا لو نرفضُ السيْر يومًا يسقطُ الأسفُ والقلبُ يفقدُ دقّات الأسَى أبدا والروحُ يرحلُ حيث الحبُّ مبتهجًا لو قد فعلنا يحوم الروحُ مبتعدا يُلقي النشيدَ بلحنٍ لا يُشوِّهُه حزنٌ ويسبحُ نحو النور مُتَّئِدا غيبُ الحياة كغيْبِ الموت نجهله جَمُّ العذاب ويكفي الحيَّ ما وجدا يا عين نام جميع الخلق واغتمَضَتْ عينُ الثُّريّا وأُمضي الليلَ منفردا بين الحنينِ إلى مَنْ غاب أجهدَني قلبٌ يُرفرفُ تحت الضَّنْكِ مرددا قد يرفض العيشَ أو يرضَى مهانتَه أو يقبلُ العمرَ بالأصفاد متَّحدا لولا عنادٌ يثير القلبَ يمنعُه ألاّ يصيرَ بعيشِ الضعفِ مُعتقِدا . امير البيان العربي د فالح نصيف الحجية الكيلاني العراق- ديالى – بلد روز