سنديانةٌ تذودُ عن أغصانِ الزَّهرَ

بوابة شموس نيوز – خاص
ما إن وصلتْ عربةُ الزَّهرِ المحمَّلةِ بأحلامِ الطُّفولةِ لطاولةِ ( الأممِ المتحدةِ ) حتى اصطادتها شباكُ جائعي النفوسِ وحبائلُ الجشعينِ ، أغرقتها بالوحلِ أكاذيبهم و تقانةُ خداعهم ، فعادتْ متقطِّعةَ الأنفاسِ ، منحنيةَ الظَّهرِ تجرجرُ أذيالَ الخيبةِ ، بعد تصدُّعِ أفئدةِ زهورها. أرادوها طريدةً ثمينةً لنهمهم الوحشيِّ ،و تشبثوا بعطرها رهينةً ذهبيةً لأنوفهم المزكومةِ ؛ لتغدو لحومها الغضَّةَ مأدبةً فاخرةً على طاولتهم الوثيرةِ .
زمنٌ هرمٌ لا أفقَ لأبنائهِ، غابتْ شمسُهُ، وتعالتْ قهقهاتُ صواريخهِ ، على صداها سقطتْ آخرُ الأوراقِ الخضراءِ.
خريفٌ قرضَ شحوبهُ ثوبَ الفرحِ ، سرقَ ضحكاتِ الخزامى من جيوب الرَّبيعِ القادمِ ، ثقَبتْ قراراتهُ الهشَّةَ سقفَ مدينتي فَانهمرَ الرصاصُ على المنازلِ الآمنةِ ، و عسكرَ شبحُ الفناءِ بينَ أحياءِ مدينتي موزِّعاً رسلهُ ، خفتَ النورُ في الأروقةِ ، جفَّ نهرُ الأملِ ……..
يا إلهي أناشيدُ البلابلِ اختفتْ ، وجمَتْ أغصانُ الورد، و هجرَ العطرُ أباريقهُ ، شتاءٌ لايرحمُ وريحٌ مجنونةٌ ، بحثتُ عن ركن أحتمي بهِ من وابلِ الكراهيةِ ، فرأيتُ سنديانةٌ عريقةٌ من حقولي تمتشقُ الحبَّ لتحميَ بدمها النقيِّ عرينَ وطني ،
و هاهي تلوي الريحِ ، تستبسلُ ؛ ليدومَ عطرُ الياسمين .
——–
مرام عطية