بين اللقاء و اللقاء يمر زمن يطول أو يقصر . الزمن نحسبه في دراستنا للتاريخ بالقرون و الحقب و قد تغير ثواني معدودة مجري التاريخ . فقد أدرك الإنسان أهمية الوقت في الحياة وكلما زاد التقدم حسب الوقت بدقه أكثر و مقاييس الزمن مختلفه تبعا لما يكتشفه الإنسان وحاجته إلى ذلك فهناك مقاييس للزمن مثل السنة الضوئية و السنة الشمسية و الشهر و اليوم و الساعة و الثانية و أجزاء الثانية وأخيرا الفيمتو ثانية التي استحق صاحبها جائزة نوبل . بل أن تقدير الإنسان لأهمية الزمن وحرصه على أوقاته دليل على تقدمه ووعيه وحسن إدراكه ونجاحه وكلما ارتقي الإنسان زاد تقديره لقيمة الوقت والانسان الناجح يضع أمام ناظريه أن الواجبات أكثر من الأوقات فهو يخطط ليومه ولغده ولحياته ما شاء الله له أن يحيا . والأمم التي تسود العالم تضع لنفسها خطة خمسية أو عشرية تلزم نفسها بتنفيذها . و يحاول كثير من الناس و الاعلام تسمية و تلوين أزماننا حسبما يروا فهذا عام النكبة وذاك عام النكسة وأخر يؤرخ لحياته بأيلول الأسود وحزيران الرمادي ويكتب من يكتب في الصحف عن الزمن الأغبر الذي نعيشه ولست أدرى من أعطى هؤلاء الحق في أن يلونوا أيامنا بالسواد... فالأيام أيام الله والعمل عمل الإنسان... نعيب زماننا والعيب فينا وما لزماننا عيب سوانا . وأنت ابني الطالب كم من الوقت مر من بداية العام ؟ بحساب الأسابيع عشرة وبحسب الأيام خمسون يوم عمل وبحساب الساعات الدراسية ثلاث مئة ساعة تقريبا درست فيها مجالات كثيرة من العلوم والآداب واللغات . و المعلمون في شغل شاغل لإعداد امتحانات نهاية الفصل الأول من هذا العام سيتحدد بنتائجها موقفك مما درسته سلبا أو إيجابا في نهاية العام وهو ليس ببعيد كما يظن البعض ويلهيهم الأمل بطول الأمد . و قد ترسب لا قدر الله نتيجة إهمالك ثم تقول وتدعى انه كان عام أسود كلا أنت من أهملت وان كان هناك شياء أسود فهو عملك وكل يجنى ما تقدم يداه . ومن يقدر قيمة الوقت وليس عنده أوقات ضائعة يوفق لإتمام العمل المناط ففي اليوم أربعة وعشرون ساعة يخطط كيف يستفيد من كل دقيقة في يومه ويستمتع بحياته فهو لا يقصر في حق نفسه و لا يقصر في حق أهله ولا ينسي في كل أعماله أن هناك رب مطلع يري عمله فعمله كله لله حتى ولو كان ترويحا مباحا لنفس كلت من العمل .و كلنا نحفظ ( الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك ) . ونبارك لك النجاح مقدما إن شاء الله والسلام عليكم و رحمة الله و بركاته [email protected]