عيناهُ أعادتها …..شجرةَ لوزٍ

كانتْ زمردةً حزينةً تتقاذفها الأمواجُ على شاطئ ِالمتاهاتِ ، الخريفُ العاتي يسرقُ أساورها، يبدِّدُ أقراطَ الزينة ، يغري الظلامَ بالإقامةِ في عينيها ، يحفرُ مسارباً للدمعِ تغزوها التجاعيدُ ، فتبدو ك سمكةٍ شاحبةٍ في بحرِ الجفافِ
أو كورقةٍ صفراءَ تتناهبهاَ الأنواءِ تطفرُ على الرصيفِ ، حين اصطادها فلاح حرفٍ نشيطٌ ، قشَّرَ حزنها السميكَ ، مشَّطَ حبهُ شعرها الكستنائي ، حرثَ جسدها بالشَّوقِ ، غرسها في ثرى عينينِ عسليتينِ، وأعادتها يداهُ المباركتانِ شجرةَ لوزٍ في الربيعِ ، تلبسُ فستانها الأبيضَ حلةً في العيدِ ، وتتهيأ ُ لموسمِ الزمردِ القادم على ضفافِ نهرالسلامِ
ياللروعةِ ! أراها تتسربلُ بالفرحِ ، تهرولُ نحو أقاليمِ الجمالِ . مرحى لك أيها الفلاح المجتهدُ ، وطوبى لكِ أيتها الزمردةُ الجميلةُ ..