خوابي ابتسامةٍ

من غمامٍ …. و نخيلٍ رفَّتْ على قلبي ابتسامةٌ تمرَّدتْ على عقالِ النوى ، هدمتْ أسوارَ المللِ ، تفجرَّت في عينيَّ شلالَ لوزٍ و تينٍ وعرائشَ بنفسجٍ وحبقٍ ، غارتْ من غمازتيها شرفاتُ بلادي السابحةِ في الخضرة، ضمتني لصدرها وردةً
و طبعت على وجنتيَّ ربيعاً أزرقَ ، وعلى رمشي ألقت ظلالَ فرحٍ . أتراها ناياً جديداً لنهرِ يورقُ أنغاماً للقصائدِ ؟ أَمْ غابةَ صنوبرٍ لاتغيب عنها عروسُ النضارةِ ؟ يسكنها حسانُ الفصولِ دائمةَ الألقِ ، تكتحلُ في العيدِ بأقلامِ النور ِ .
ما أحلاها همسةً كم ترجمتْ من أشواقٍ ! وكم حضنتْ أحلاماً ! كم ضمَّت من لآلىءٍ، وبعثرتْ من جومانةٍ ! وكم خفقتْ ورداً و نثرتْ على ثغري كرزاً توتاً من ألقٍ ولم تخشَّ لَوْمَ أحدٍ
ماأبهاها طفلةً ! مدَّت ضفائرها إليَّ ، وراحتْ تمسحُ بأناملِ اللطفِ عبرةً تحجرتْ كبرياءً في مقلتيَّ ، ذوَّبتْ بدفئها عميقَ حزني ، وقرعتْ أجراسَاً للسَّلامِ . لا أدري كيف تسللتْ إلى جرحي العميقِ ضمدتهُ بشاشِ الصبرِ وصيدليةِ العلمِ ؟! أسقطتْ شمساً في نهاراتي
وتركتْ في ظلمة الليالي نجمةً في يديَّ ، تحسبني أفروديتَ أو عشتارَ، جمعتْ في دنانها كنوز
بابلَ وكنعان ، وحملتهم لضفائري شرائط حريرٍ وأساور من تبرٍ وماسٍ ،
ابتسامة أخشى لو رسمتهابالحرفِ أو نقشتها على الوردِ ترحلُ نجومها عن عمري ، إنها رفًّةُ ندى على وريقاتٍ صفرٍ ، قطراتُ شذى على شفاهٍ تصحرتْ . ماكنتُ أدري قبلها أنَّ السَّواقي والأشجارُ تولدُ من رحمِ ابتسامةٍ