في أعمال الفنانة المصرية (ابتسام سالم ) بعنوان ( القُدرات الذَاتية ، والقُدرات المُتحصلة من وسائل إبداعات ابتسام سالم ) الناقد (سيد جمعة – مصر) الفنانة : إبتسام سالم نموذج ممتاز علي الساحة التشكيلية المصرية والعربية حاليا . لنتبين من إطلالة سريعة علي مشوارها الفني نجد انها نشأت في اسرة تحب الفن ، ودعمتها من الطفولة بوسائل التشجيع والتحفيز العادية ، وحين قوي عُودها وانتظمت في مراحل الدراسة المعتادة ، وجدت نفسها وبقدراتها بين أقرانها وقريناتها في كل مراحلها الدراسية ، وجدت نفسها وبجهدها وحرصها علي تنمية موهبتها الفنية تحقق تميزاً خاصاً ، فكان إختيارها كلية الفنون الجميلة الخيار الوحيد لإتمام الهواية وتنمية الفطرة الفنية بدراسة أكاديمية تدعم مُحصلاتها الفكرية والبصرية ، فحققت بذلك التوازن بين الفطرة والموهبة الفنية ، والعلوم الداعمة لهذا التوجه من خلال التعرف الدراسي العلمي الصحيح علي تاريخ المذاهب والمدارس الفنية . و .. تخرجت ، والتحقت بحقل التدريس المعتاد لخريجي هذه الكليات الفنية ، لكن ، كان الإبداع وحدهُ طريقها ، فعكفت علي البحث عن نفسها من خلال التجريب ، والتدريب ، والمشاركات في المعارض الفنية العديدة .. الخ وفجأة ولِضروراتٍ حياتية إنقطعت لفترة ليست بالقصيرة لإهتماماتها الأسرية بتربية بناتها ومرافقة زوجها في عمله و تنقلاته خارج مصر – وهو كما تقول المرجع الأساسي والرئيسي لكل نجاح لها كَمُتفهم ومُحب ومُعجب بِمشوارِها الفني وتَألقها فيه – و بمرور الوقت إستعادت التوازن من جديد ، وبدأت تخطط لتكملة المسيرة ، فإنضمت لمجموعة " اللقطة الإولي " فتتابع حماسها ونشاطها القديم من جديد ،في شكل لوحات و إبداعات لها خصوصية خاصة ، حتي صارت نجمة و مدعوة رئيسية في العديد من المعارض التي تُضيئ كل صالة عرض بإبدعاتها المتنوعة والمختلفة . كانت هذه الإطلالة ضرورية لنتبين – معا – ومن خلال المُتاح لنا من أعمالها مواطن التميز الخاصة بها . لعل ابرز ما يميز أعمالها هو تنوعها في فن البورتريه بصورة مغايرة ومختلفة ، فالأشخاص اشخاص حقيقيين من و في بيئاتهم وحِرفهم المتنوعة ، عاكسة بذلك ومعبرة عن إهتمامها الدائم بالحياة الشعبية فعيناها المُبصرة والمدركة لمواطن و عناصرالجمال الكامنة والغائرة ولو بعمق في النماذج المختارة ، تعرفُ كيف تصل إليها ، وتنقلها إلينا بقدرات إحترافية ذكية ايضا تمثل المرأة عنصر اخر واضحاً لها مساحات قوية وعديدة ومختلفة في مجمل أعمالها ، فهي تهتم بالمرأة وتصورها لنا بحرفية دقيقة عاكسة كل ملامحها في شتي مساعيها في الحياة وقد اختصت با المرأة في حوض النيل شريان الحياة ، رابطة ما بين شريان الحياة المائي " النهر" ، وشريان إعمار الحياة " المرأة " . ايضا في تنوعها الإبداعي إهتمت بالمنظر الطبيعي " اللاند سكيب " فكانت الطبيعة السماء والأرض ، وما بينهما وما فيهما ، فضاءاً تلتقط منه الجديد وبرؤي خاصة ومختلفة تحمل إسمها ، ولعل ما هو ابرز ويضفي عليها خصوصية غير مسبوقة أنها صاحبت تجارب ناجحة ، أخذت من كل المدارس والمذاهب وانتقت منها ما يوافق قدراتها ، ولم تَسكُن أو توصف أعمالها بمدرسة او مذهب معين ، وربما هذا ساعد في إنتشارها ، وتآلقها في كل المعارض التي شاركت فيها . فهي بحق نجمة في شخصها وأعمالها ما قد نستطيع أن نطلق عليه التعبير الشائع " كاريزما القبول " .، وهذا أعتقد من ذكاء الفنان والمُبدع ، فَيُحسب لها . أخيراً من دلالات تميزِها في اعمالها قدرتها علي تطويع خبراتها وتقنياتها لمكونات وعناصر اللوحة ، وتأتي في مقدمة قُدراتها إستخدام الألوان الساخنة وتوظيفها بحرفية بالغة الدقة والمهارة ، ليكون اللون الساخن في تنوعه ودرجاته المفتاح الرئيسي الجاذب للمتلقي ، والبؤرة الرئيسة للإقتراب و لقراءة العمل بعد تضمين العناصر الأخري في التكوين . أنها حقاً علي الساحة التشكيلية المصرية والعربية ، تحمل رايتها الخاصة ، وتتحرك بها ، والعيون تتابعها بشغف !