بشأن العملية الإرهابية بمسجد الروضة التابع للطريقة الجريرية بالعريش بسم الله الرحمن الرحيم إن ما حدث اليوم 24 نوفمبر 2017م من تفجيرات بمسجد الروضة التابع للطريقة الجريرية بشمال سيناء أثناء صلاة الجمعة إنما هو استمرار لسلسلة الاعتداءات لاستهداف الطرق الصوفية على أيدى أعداء الله والوطن ، والله تعالى لا يحب المعتدين ولا يهدى الخائنين . ويهدف هذا الاعتداء الدموى إلى ترويع بل والقضاء على أبناء الطرق الصوفية الذين فى نظر هؤلاء كفارا ؛ وهم فى الحقيقة مثال للأخلاق بما يحملوه من معان سامية وما ينتهجونه من أساليب لتزكية النفس وترقية الروح النابعة من محبتهم لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته عليهم السلام . وقد خابوا وخسروا فإنهم اختاروا أن يقتلوا ويروعوا من اختاروا الآخرة عن الدنيا ، فهيهات هيهات أن يصلوا إلى غايتهم ، فالمقتول شهيد والجريح فى عناية الله ورعايته . إن هؤلاء بهذا الاعتداء إنما يكشفون عن هويتهم وما تكنه صدورهم ، فاختيار التوقيت للقيام بهذه العملية الإجرامية فى شهر مولد سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ؛ واختيار الصوفية الذين يحبون سيدنا رسول الله وأهل بيته عليهم السلام ويعدون العدة للاحتفال بذكرى مولده الشريف ؛ إنما يشير إلى عدائهم الشديد لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته الكرام ومن أحبهم . بالإضافة إلى ذلك يشير هذا الاعتداء الآثم إلى قدر المؤامرة على الدولة المصرية وعلى جيشها الباسل ، فالملاحظ أن هذه الجماعات الإرهابية الإجرامية إنما تستهدف فى الأساس البلاد العربية والإسلامية التى تمتلك جيشا قويا ، خدمة لإسرائيل ولدولتهم المزعومة – من النيل إلى الفرات – فهدفهم إضعاف الجيش المصرى ، وهو الجيش الوحيد فى المنطقة الذى يحافظ على كيانه وقوته ووحدته ، فالحرب عليه قوية لإضعافه ؛ وكلا لن يضعف إن شاء الله . وهؤلاء هم الذين حق فيهم قول الله تعالى : (إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلَافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ)[سورة المائدة :33] إننا نطالب الإدارة المصرية بملاحقة وتعقب من خطط وموّل وحرض ونفذ هذه الهجمات الغاشمة حقنا لدماء الأبرياء وحفاظا على أمن واستقرار البلاد . كما نطالب بإعادة النظر بشأن تأمين الصوفية ومساجد أهل البيت بالجمهورية ، فإن الطرق الصوفية لا تمتلك السلاح كما يمتلك هؤلاء المجرمون للدفاع عن أنفسهم ، ولكن سلاحنا الذى نمتلكه هو الفكر الذى نستطيع أن نواجه به الأفكار المتطرفة ، وقد أصدرت مشيخة الطريقة العزمية أكثر من 52 كتابا لكشف هذه الأفكار المتطرفة والهدامة وفضح من يتبنونها ويدينون بها. وإننا نتقدم بخالص العزاء لأسر الشهداء الذين لقوا ربهم حال صلاتهم ، فهم مبعوثون على ما ماتوا عليه ، فنسأل الله تعالى لهم الرحمة ولأهاليهم الصبر والسلوان . كما نتقدم بخالص الدعاء للجرحى والمصابين أن يتولاهم الله بعنايته ورعايته ويمن عليهم بالشفاء العاجل الذى لا يغادر سقما . ونسأل الله تعالى أن يحفظ مصر وشعبها وجيشها من الفتن ما ظهر منها وما بطن إنه قريب مجيب الدعاء السيد علاء الدين ماضى أبو العزائم شيخ الطريقة العزمية ورئيس الاتحاد العالمى للطرق الصوفية وعضو المجلس الأعلى للطرق الصوفية ورئيس الرابطة المصرية (مسلمون ومسيحيون لبناء مصر) 24 / 11 / 2017 م