سكنَ العنكبوت وباضت اليمامة ، عبثا ينتظرُ الوحي دونَ ماءٍ طهور . /// مزقَ أستارَ الصمت تناثرت أوراقُ الخريف دوائر .. دوائر ، داكنةُ اللون بلونِ الموت ، تحلق .. تحلق .. تتهادي كفراشٍ يائس أنهكهُ السعي في بحثهِ اليومي عن حبةِ لقاح ، ربما تحيي الزهرَ (كما يظن) وتستعيدَ ما مضى من أمنياتٍ جف مدادها وضاع بريقها ، على صفحاتِ العمر . /// أطل شيطانُ الشعر فارشا دربَ الغواية ، عبثاً صار يفتش في أوراقه القديمة عن حبٍ قديم ، يلتمس في رحابه السلوى أو النجوى ، يفتش ، دون جدوى ، عن لحظة صدق ، ربما تحيي ما مضى من أيام الود . /// نسيمُ الصبحِ يحملُ مع أنفاسه دموعَ الملائكة ، على حاضرٍ قاتمٍ بلون الموت ، كقطع الليل ، (على شتى الجبهات الأنباء لا تبشر بالخير) ! بوجهٍ طفولي بلونِ الشفق مخضبا بلون الحُمرة وبقايا رفاتٍ يلفها الصمت عجز أن يضمها قبر . /// فهنيئاً .. هنيئاً ديدانَ الأرض ، فالقربانُ عظيم ، والشرُ مقيم ، وقابيلُ ما زال على الدرب ، فربحُ البيع ! ربحُ البيع ! فقد مضى , بلا رجعة ذاك الماضي ، وضاع الركبْ. /// هل يدخل الفقراء الجنة ؟ ربما .. هذا إن كانوا سعداء على وجهِ الأرض ، إذاً دعنا ننظرُ للسماء، في رجاء، نتضرعُ بالدعاء .. بالبكاء، علنا نجد السلوى ونلتمسُ العزاء ، لِمن .. يفترشونَ الأرضْ لِمنْ .. يسكنونَ العراءْ وننتظرُ معهم في لهفةٍ : رحمةَ السماء. فلننتظرُ معاً : رحمةَ السماء .