في أعمال الفنان العراقي (رجب كركوكلي) بعنوان ( مراحل التجويد الحرفي على ارضيه شكلانيه ) الباحث الناقد (د. محمود فتحي – مصر) يكتبها بشكل احترافي وهي المحطة الاولي في مراحل الكتابه عنده تبدء من التمهيد والتحضير للكتابه من منطلق كلاسيكي يتبع المدرسه البغدادية القديمة العريقه ومن هنا يبدء التجويد في كيفيه هندسه الحرف وكتابته بشكل منفرد وحروف مرسله وهابطه وصاعده علي اتجاهات كتابات الكرلماتيه وهنا الكرلماتيه تعني التدريبات الخطيه بشكل عشوائي ولكن في مسارات منتظمه وفي توزيع متناسق ومنتظم وله خصوصية وقد يبدو للقاريء انها حروف عشوائية مكتوبه بشكل عشوائي ولكن هي حروف تكتب بانماط وتعادليه وتجمع عائلات الحروف منها الحروف الدائرية والحروف المرسله والحروف اصاعده والحروف الهابطه تجمع كل عائله في مسار وتوزيع متوحد لتصنع كتله بنائيه متماسكه شديدة الكثافه علي شكل إيجابي وهنا الرؤيه الفنيه والفلسفه في كتابه مثل هذه الحروف لانهال اتكتب هكذا عشوائيه ولكن تكتب وفق رؤيه اخراجية منها المربع والمكعب والمستطيل والدائري ومنها الكتابات التراكيبيه التطابقيه التي تاتي أدوار بنائيه توزع في شكل متعادل في النهايه لتصنع كتله وكثافه كتابيه متعادلة البناء وهذه هي خريطة الكتابه عند الفنان رجب هي حروف مكتوبه بعائلات الحروف مجتمعه في شكل قوالب هندسيه وفنيه يغلب عليها السمات الاحترافيه وتبدو الطواعيه وقوه الحرف ظاهره نظرا لانها حروف مفرده تكتب بشكل يغلب عليها اتجاهات كثيره منها التردد والتماثل والتعاكس والحروف الطابقيه وفق تجميع العائلات وهنا يظهر الانجسام والتناغم الحرفي بين الحروف العائليه في صوره اخراجيه لها ابعاد بصريه جميله والفنان كركوكلي يعتمد خط الثلث عميد الخطوط في كتاباته وهو من اصعب الخطوط والجديد هنا في كتاباته انه رغم هندسيه حروف الثلث واستقامتها الا ان الفنان نجده بخربته استطاع ان يطوع حروف الثلث لتكون حروف طيعه وانسابيه علي فضاءات اللوحات وهذا مثير للدهشه حيث انه يمتلك الانسابيه والطواعيه والمرونه في كيفيه تطويع الحروف علي فضاءات اللوحات لتصنع ابعاد تشكيليه وتعطي علاقه بين الشكل والبعد البصري مع ملاحظة ان الحروف عنده لاتخرج عن سلطوية وقوانين الخط حيث انه ملتزم بالقواعد الكلاسيكية والاكاديميه فهو لاينقص ولايزيد وهو ملتزم بنسبة الحرف والنسبه الفاضله له بشكل تان وببعد فني ووجاهة هندسية ومن هنا اصبح الحرف الذي يكتبه طيع مع الاتزام بالنسبه وهو يكتب بالبنط العريض وهذا يرجع الي انتماءه الي المدرسه البغدادية حيث البنط الغليظ يمتلك وجهات المساحه ويمتلك البعد البصري مع هندسية وتجويد للحروف وضبط الزوايا الكتابيه للحروف وتلعب الكتله في لوحاته دورا محوريا في كيفيه صناعتها بشكل احترافي رغم صعوبه الخط وصعوبه الاتجاه الكرلماتي الذي يكتب به الفنان حيث يخلق موسيقي وايقاعات متلاحقة وذلك لوجود البعد التشكيلي الرائع وهنا تاتي المحطه الأخرى في لوحات الفنان والمحطه هي الفن التشكيلي وهو مركز ثقل في العمل لان الفنان رجب هو خطاط وتشكيلي بامتياز حيث استطاع ان يطابق نظريات الخط واتجاهات الفن التشكيلي بشكل احترافي فاستطاع تطويع الحروف مع الألوان والرؤيه الشكلانيه التي لها مضامين ودلالات قويه مع وجود التماهيات اللونيه ويحرص الفنان علي الإمساك بوحدات الزخرفه والألوان وقوة الحروف في وحدة متماسكة في اللون مع تقديم رؤيه روحيه خاصه ويغلب علي لوحاته تمسكه بالتراث واشكال المعالم الاسلاميه في اطار شكلاني منه الهندسي ومنه الفني في قوالب ما اجمل ولا أروع والبعد البصري القوي ويحسب للفنان جسارة التجربة ونجاحه في تطويع الحرف والتوافق بين التكتيكات الخطيه والرؤيه التشكيلية وهذا التناغم يبدو جليا في كل الاعمال ومع وجود تنوع اخراجي في ارضيه اللوحات والخلفيات التي توافق وتحاكي المعني ويعطي تقارب وتجانس وتناغم بين الألوان والحروف في رؤيه يصوغها الفنان بشكل دراماتيكي رائع مع حرية استرسال الحروف والالتزام بالنسبه الفاضله ووجود التماهيات اللونية جلية في كل اعماله ونحن بالاصاله عنا وعن كل مبدع نقدم الاعجاب بهذه الاعمال وهذه الرؤية الشكلانية والتنوع الاخراجي الكلاسيكي الذي يواكب النظريات المعاصرة.