بعنوان (كلاسيكيات البغدادي علي روعة الأنماط والاتجاهات) بقلم الباحث الناقد (محمود فتحي – مصر ) عندما تتوحد الحروف لتصنع كلمة أو حدث أو تخلق رؤية أو تجسد صورة عندئذ تتجانس المفردات آيات مطبعات مع فطرة المرء وتتآلف الملكات وتتوحد السطور أطباق مركبات لتصنع قوالب وأشكال هي نجوم مضيئة علي روعة الاتجاهات والأنماط .. هنا التراكيب هي مراكب شمس نحو الإبداع لتغوص في المدركات هنا المجد والتاريخ يقول كلمته وهنا الربط بين الفكرة والعبق هنا التراكيب تصنع معادلات وتنطلق المعطيات لتصنع براهين (من المقدمات تأتي النتائج) هنا أعمال الفنان (عباس البغدادي) التي تؤرخ للعبقرية الكلاسيكية التي تنبع من النظريات الاكاديميه بقواعدها وثوابتها لتترجم لغتنا الجميلة وتفسرها ماهية للوحات بتراكيب مضيئة ..انه الفنان الاحترافي شيخ الخطاطين العراقيين هو الواقف علي مراحل متعددة من التأريخ للحقبة الكلاسيكية القديمة والمرحلة المعاصرة الحديثة فهو الخطاط صاحب التجارب الكبيرة وقد ثقلته تجارب العظماء والخطاطين الرواد بالعراق إذن هو سليل الكبار والعباقرة في الخط العربي وتأتي أعماله بشكل كلاسيكي وبنط عريض ليعطي علاقة متزنة تبدو فيها وسامة الكلاسيكية ونلاحظ أن حروفه في غاية الاتزان والتوازن البياني ويتميز بهندسيته للحروف وقوة الحرف وهو يكتب علي روعة الأنماط والاتجاهات المختلفة فهو يكتب بكل أنواع الخطوط إلا انه يعتمد خط الثلث وجهة له وخط النسخ محوري في أعماله وعامل مساعد لتقديم التنوع الكتابي في اللوحة الواحدة تأتي الكتلة في أعماله بتعادليه تامة ووحداوية العناصر التي وزعت بشكل غير نمطي وبماهية احترافية علي بيان خلق كثافة ايجابيه نظرا لان أعماله متوازنة في تضفير الحروف وتأتي التشبيكات الحرفية بشكل متعادل ومتزن لذا تأتي الكتلة عنده في صورة ايجابيه وهو دائما مايختار الآيات المشهورة التي تسهُل قراءتها ويأتي الإيقاع بصورته الكلاسيكية الموسيقية لوجود العلاقة بين البنط العريض والمساحات الترصيفيه للحروف هنا هندسيه الحروف هنا ابرز محطات الاتزان والتوازن الحرفي هنا طواعية بشكل رائع مهاري والفنان يكتب برؤى إخراجية وفق الأشكال الهندسية والقوالب المستوحاة من أصل الطبيعة والمجسمات البيئية وغالبا مايستحضر روح التراث في الرؤية الإخراجية وتأتي كتاباته علي الأشكال المستطيلة الشريطية والدائرية والبيضاوية وكل هذه الكتابات تستوحي من أصل المعني ودائما مايكون المضمون وفق (قاعدة الدلالة ) وكثيرا مايدندن في الاتجاهات والأنماط منها فن (التعاكس والتردد والتماثل والتطابق) ويهتم بتكتيكات التجويد والهندسية الحرفية ويتعامل مع الزخرفة بشكل ايجابي وأساسي في مكونات اللوحة وتأتي الزخرفة والألوان لها دور محوري في أعماله لخلق البعد البصري والتشكيلي وتكون عامل من عوامل لفت الانتباه ونحن نقدم لهذا الفنان الكبير شيخ الخطاطين العراقيين واحد أعلام الخط العربي الإعجاب بمثل هذه الأعمال الرائعة التي تجسد عبق الكلاسيكية وروعتها ونحن إذ نقدم أعماله في دراسة فهذا شرف لنا وهو مقدم قبل أن نقدمه ونعتبر هذه الدراسة أضافه للمكتبات العربية نثري بها ساحة الخط العربي .