وهذه اللوحة (من أعمال بكر السباتين) في خبايا الروح يختبئ السؤال.. وهو كمحارة تسأل التائهين في اليباب، وفي جوفها ينتفض البوح في وجه الغناء المتصاعد من بين تكوينات اللوحة وأطياف الضوء المغموسة بهموم الإنسان كي توضح الظلال معنى قوس قزح.. .. أسئلة تتصاعد من بين تكوينات الوجود منذ الانفجار الكوني الكبير حتى لحظة اللقاء مع قوس الدهشة الملون وهو يسند كقنطرة كونية سقف السماء كي لا تنهار الأحلام.. فتنشر ظلها المهموس على رقعة قماش توثق للقاء المتلقي مع المجهول.. مع بوح المحارة بخبايا الروح…. هي دموع يحاصرها الشفق بألوان الحياة فيلمع على بحيرة الحزن قمر يأبى الأفول، وتتأمل أعماقه الداكنة طيور السنونو كي تحصد الحكايات وترويها للجدات…. فتبوح العورات بما يواري سوءة الصمت فيوقد النهار ويعيد لزهرة النور عطرها المسلوب.. كأن اللوحة تعبر عن انفجار كوني للحقيقة، فتأخذ قوةُ السؤال التكوينات والكتل إلى أبعد من مدى الدهشة، فتترنح العقول في غيبوبة التأمل والسفر في مجاهل الحيرة؛ كي يتنسم زعترها المورق في قلب الفنان، فيحتسى القهوة مع السنونو وهو يقلب محارة السندباد، كأنه عرافة تمتلك أسرار عناة الكنعانية وهي نحرض سنابل بعلٍ على المطر.. فيشرق قمحها بالأمل المزروع في ابتسامات عذارى الحي وفتيانه.. فتخرج من فم العرافة أسرار ريح كونية عتقها الترحال.. ولونتها عيون الدهشة بأحلام الرعاة.. وكأن السندباد ما عاد بحاراً، بل عاشقاً يهذي باسم حبيبته عبر بوادي الحنين ووديان الشوق ليلتقط من يباب الهجر صدفة اللقاء مع روحها الملوعة بحبه الكوني.. سأخرج قليلاً من سكرة البوح وقد أترعت بنبيذ عالم لوحة عدت مزاحماً المتأملين كمتلقٍ يهتف للدهشة في فم السؤال منقباً عن كهرمانة الروح المتحجرة في صخور سال عليها لعاب الديناصورات في الأزمان البائدة.. أقتفي أثر عشتار التي راوغتها عناة بسمرتها الكنعانية.. لتحظى بقمح بعل وهو يلوح بيد الغيم للمطر.. *لوحة للروائي والتشكيلي بكر السباتين من القماش بعنوان" لؤلؤة البوح على صدر عشتار " قياس( طول 1متر و20سم، عرض 1م)