العلة في الدرس النحوي من الأمور المشهورة، وقد درسها كثير من العلماء، وكانت محل عنايتهم واهتمامهم منذ بداية وضع علم النحو العربي، ومرت العلة وأنواعها بمراحل وتطورات رصد كثير منها الدكتور مازن المبارك في كتابه (العلة النحوية)، ونذكر منه: أنواع العلّة: :"علل النحو على ثلاثة أضرب:علل تعليمية،علل قياسية،وعلل جدلية نظرية": 11-العلل التعليمية: هي التي يتوصل بها إلى تعلم كلام العرب،كأن نقول: الفاعل مرفوع لأنه مسند إليه،وكذلك المبتدأ، وهي ما يحتاج إليه قياس التعليل،فهذه العلل وسائل لضبط كلام العرب،وهي ضرورية لكل متعلّم للنّحو أو العربية. 22-العلل القياسية:وهي كأن يسأل سائل عن علة نصب "زيدًا"ب أن في الجملة الآتية:إن زيدًا قائم،والجواب في ذلك أن يقال:لأنها وأخواتها ضارعت الفعل المتعدي إلى مفعول،فحُملت عليه فعملت عمله،فالمنصوب بها مشبه بالمفعول لفظا،فهي تشبه من الأفعال (المتعدية) ما قدم مفعوله عن فاعله. 33-العلل الجدلية النظرية: هي كل ما يعتل به زيادة على ذلك،كأن يقال:فمن أي جهة شابهت هذه الحروف الأفعال؟ وبأيّ الأفعال شبهتموها؟ بالماضية أم الحادثة؟ وهل شبهتموها بما قُدّم مفعوله على فاعله؟… ويرى ابن جني أن العلل تنقسم على أساس من صحة الحس ورقة الذوق اللغوي، ومن ذلك كانت العلل النحوية عنده قسمين: – أحدهما واجب لابد منه:لأن النفس لا تطيق في معناه غيره،كجر الاسم المجرور والمضاف إليه،ورفع الفاعل والمبتدأ ونصب المفعول به. -والآخر ما يمكن تحمله إلا أنه على استكراه له. كما تُقسّم العلل عند ابن جني بحسب أربعة أوجه وهي: أ- الشيوع: وهي نوعان:مطردة وحكمية: فالمطردة هي التي تقاس على كلام العرب مثل القلب الواقع في الفعل صام (أصلها صوم) وقام،وباع إذ قُلبت الواو ألفًا لأنها جاءت متوسطة مسبوقة بفتحة،وهذا هو الأكثر شيوعا في كلام العرب. أما العلل الحكمية: في التي تظهر فيها حكمة العرب في طريقة كشف صحة أغراضهم مثل قولنا: صام المؤمنُ،نقول لماذا رفع المؤمن؟ والجواب لأنه فاعل،ولماذا يُرفع الفاعل؟لأنه مسند إليه. ب- الأسلوب: وهي علل تعليمية،قياسية وجدلية.*وقد سبق شرحها* ج – الطبيعة: وهي ثلاثة أنواع: 11- علل بسيطة: وهي التي يقع فيها التعليل من وجه واحد؛ مثل قلب الياء همزة في صيغة اسم الفاعل في بائع من باع،لأنها وقعت متوسطة بعد ألف زائدة تخفيفا للنطق وتزيينا للفظ. 22- وعِلل مركبة: وهي التي تفيد أكثر من علة واحدة؛ مثل علة عدم الصرف في لفظ "بعلبك" مُنعت من الصرف لأنها اسم علم + مركب مزجي.(كذلك لفظة حضر موت). 33- وعلل قاصرة: وهي التي يقتصر ذكرها في مواضع محددة؛ مثل ورود عسى بمعنى صار،عسى الغُويْر يؤوسا. د- الحكم: وهي نوعان: 1- علل موجبة: وهي التي تبنى على الوجوب كرفع الفاعل ونصب المفعول به وجر المضاف إليه. 22-أما المجوزة:فهي التي تبنى على سبب يكون الأمر جائزًا لا موجبًا مثل:جر الفاعل إذا كان بلفظ حذامِ. ويجوز في مواضع أخرى كالتعجب: أكرم بالفائزِ.