عاش الشيخ عبد القادر الجيلاني في بغداد ثلاث وسبعين سنة وهي حقبة كبيرة شهدت فيها البلاد صراعات شديدة في الاوضاع السياسية والاجتماعيه والدينية والثقافية عامة وفي كل مجالات الحياة ان المجتمع هو المادة اوالوسط الذي يعمل به المصلح على اصلاحه في حالة وجود الخلل ولما كانت بغداد هي عاصمة الدولة الاسلامية اوتكاد ومركز الخلافة العباسية أي موطن الخلفاء والامراء والقادة والقضاة وفيها المسلم وغير المسلم بكل الطبقات الفقراء والاغنياء والاولياء وغيرهم من اهل الديانات الاخرى افان المجتمع البغدادى يمثل الخلافة الاسلامية بكل مجتمعاتها في طول البلاد وعرضها. ساد المجتمع البغدادي في هذه الحقبة خلاف مذهبي عقائدي عميق وشديد بلغ اشده واوجه صراع بين الفرق والمذاهب الاسلامية فقد بلغ هذا الخلاف المذهبي اشده والصراع بين الفرق الاسلامية ذروته وتحول هذا الخلاف من خلاف بالكلمة والفكر والثقافة الى صراع باليد والسلاح واراقة الدماء بين المسلمين. نعم لقد اصاب المجتمع البغدادي امراض واسواء خطيرة تراكمت على بعضها حتى بلغت اشدها في ايام الشيخ الجيلاني ومن هذه الامراض الصراعات المذهبية والطائفية والعنصرية اضافة الى المفاسد الاجتماعية منها تفشي ظاهرة النفاق والرياء وارتكاب المآثم وظهور قطاع الطرق والعيارين وسوء الخلق . يحدثنا المؤرخون عن المعارك الدامية التي حدثت بين هذه المذاهب الاسلامية والفرق الكلامية وبين الفقهاء والصوفية وبين اطراف هذه المدارس في اطار دوائرها بحيث انقسمت الفرقة الواحدة الى اتجاهات متعددة وحركات متنوعة والحركة الواحدة الى فروع كثيرة فقامت بين هذه كلها عداوات وانفصل بعضها عن البعض الاخر مسافات واسعة وتعالت الفواصل بينها فكانت هذه الصراعات شديدة ومحتدمة بينها الى حد المقاتلة بحيث انهكت هذه الفرق والمذاهب كلها وتوجهت الثقافة التي كانت في البداية كتابات مبدعة في مجالات التفسير القراني واللغة والفقه الاسلامي الى ثقافات مفادها جمع اخطاء الفرق الاخرى تجمع ا خطاء الغير بغية شن الحملات الشعواء عليها ونشر اخطائها على انها كفر او الحاد وتحاول كل واحدة من هذه الفرق ان تظهر بمظهر الحريص على الاسلام ومبادئه وتوصم الفرق الاخرى بالكفراو الخروج عن الاسلام فاستنزفت هذه المعارك طاقات المسلمين بحيث تركتهم يخوضون في ذات المواضيع نفسها يجمعون سلبيات وادله وحجج غيرهم للنيل من خصومهم واظهار فرقهم ومذاهبهم وقناعاتهم بانها الافضل انها معركة خاسرة . استغل اعداء الاسلام وخصومه – وهم محيطون بالبلاد الاسلامية من كل طرف – انشغال المسلمين وعلمائهم بهذه الحرب الطاحنة سواء كانت فكرية اوعقائدية او دموية فراحوا ينشؤن المؤلفات والموسوعات الثقافية بثوا فيها من المعتقدات المتناقضة مع عقيدة الاسلام بينما اتجه علماء المسيلمين وفقهائهم الى بث شرارة الفرقة في مسائل معينة حصر المثقفون فيها اقلامهم في دوائرة ضيقة ومتاهات كادت تطفىء الشعلة والوضاءة التي اوقدها القران الكريم والحبيب المصطفي محمد عليه افضل الصلاة والسلام . لقد عايش الشيخ الجيلاني ذلك الصراع المفضي الى انشطار في الفرق الاسلامية والحركات الدينية وادرك خطرة هذا الامر المفزع .- فهب برحمة من الله وفضله على الاسلام وتوفيق منه – لجمع الشتات وتقريب وجهات النظر وحمل نفسه مسؤلية مواجهة هذه الخلافات وهذا التمزق في ثوب الدين فكان نداءه عاليا جليا ان العلم هو الوسيلة التي تواجه به هذه الصراعات ويستطيع بالعلم فقط ان يجمع المسلمين على كلمة سواء بينهم ويبسط او يقرب هوة الخلافات والاتهامات بينهم ويقلل من حدة التنافر الحاصل بينهم والاثار السلبية له فصدع للامر ورحل طلبا للمعرفة فاستقر المقام يه في مدينة العلم والعلماء والصالحين وحاضرة الثقافة العربية وعاصمة حضارتها ومستقر هذه الخلافات بغداد. فتح الله سبحانه وتعالى عليه علما من عنده ومقدرة واسعة على الفهم والادراك والاستنتاج ومن الله سبحانه عليه ففتح امامه طريق الهداية وطريق القيادة فارشده الى علم الشريعة والحقيقة ياتيه من اوسع ابوابه عن طريق التعلم والمجاهدة والتتلمذ والسؤال فراح يتنقل بين مجالس العلم لدراسة الشريعة الاسلامية واللغة العربية والفقه وعلوم القران والتفسيروعلم الكلام واخذ الكثير منهم وواصل عملية الدراسة سنوات طوال ولم يسمح لنفسه بتولي مواجهة الخلافات وتحمل عقدة حلها او تقريب وجهات الخلاف فيها الا بعد ان اكتملت دراسته في الشريعة واشتد ساعده في كل العلوم والثقافة. من المعلوم ان علم الطريقة لا ياتي الا عن طريق المجاهدة والصبر والتفكر الدائم بالحق تعالى اذ ان سلوكه صعب وشاق لذا الهمه الله تعالى المقدرة على سلوك هذا الطريق بالمجاهدة والتفكر والانشغال بذكر الله تعالى والثبات عليه فلازم اهل الحقيقة وتدرب على ايديهم ووضع نفسه تلميذ ا لابرز شيوخ اهل الطريقة ولازمهم اعواما طوالا ونستطيع القول ان هذه السنين التي لازمهم بها هي ذات السنين التي قضاها في الدراسة والتعلم ومعرفة علم الشريعة بكل مفاهيمها وبهذ ا من الله تعالى عليه ليجمع علمي الشريعة والحقيقة علما وعملا وليكون اهلا لتحمل الهداية والدعاية وحسم الخلافات بين الفرق والمذاهب حيث ان الخلافات مذهبية او ذات طابع ديني وان علم الحقيقة قائم على الكتاب والسنة المحمدية. فكل ما يخالف القران والسنة النبوية بعيد عما في نفسه وطريقته فحسم الخلافات والنازعات وحمل مسؤليتها والوقوف عليها والقدرة على حلها مهمة عظيمة وصعبة . بلغ الشيخ الجيلاني بفضل الله وعنايته في وقت واحد درجة الاستاذية في علوم الشريعة ومرتبة القطبية في علوم الحقيقة او في سلم الولاية فكان في الموقع الذي يمكنه من التعامل مع كل المذاهب والفرق الموجودة في وقته بقلب مفعم بالايمان ونفس راضية مرضية مطمئنة متمكنة وفكر ثاقب قادر على مجابهة كل الصعاب وعزيمة قائمة كانها عزيمة اهل العلم و العزم لذا اقدم على تحمل مسؤلية هذه الامور فتحرك ضمن خطة محكمة بالهام من الله تعالى وعونه وخطوات مدروسة مفهومة من لدنه فكان له ان يحقق الكثير الكثير في توحيد شمل المسلمين وجمع كلمتهم ولم شتاتهم واصلاح احوالهم في تلك المنازعات ورد المظالم والمفاسد التي كانت موجودة والتي تصدر من الخلفاء والسلاطين الحاكمين ا والتي كانت تزحف على الامة الاسلامية من الخارج ايضا كالغزو الصليبي او الافرنج وعدوانهم وظلمهم فكانت مدرسته وتدريسه فيها لتلاميذه ومريديه والاما نة التي الزم نفسه بها قوة عظيمة في مواجهة هذا العدوان الشرس واعداد المجاهدين الصادقين ممن غرس فيهم روح فهم للاسلام سليمة كفيلة بمواجهة الاعداء والانتصار عليهم. تولى الشيخ رئاسة المدرسة المخرمية بعد وفاة استاذه اابي سعيد المخرمي وكان لهذه المدرسة مكانة كبيرة ومنزلة عالية في بغداد وتعني هذه ان الجيلاني قد بلغ المرتبة العالية في علوم الشريعة وتعني تسلمه رئاسة دولة الصالحين وتعني وصوله الى درجة القطبية فقد اصبح وليا من اولياء الصالحين وفقيها متبحرا ومتقلدا لامور المسلمين والمسؤول عن حل مشاكلهم اعتمد خطة محكمة تبدا من صفته الولي القائد ليسحب نفسه عن دائرة الصراعات المذهبية والثبات بعزم انه فوق كل الامور المخالفة للكتاب والسنة ليسعى لاضفاء صفات على تصوفه تجمع كل صفات الفرق الاسلامية والسماح لهم في دخول طريقته أي كان مذهبه فعمل على توحيد المذاهب واذابتها في طريقته الصوفية فنشا جيل متصوف من مذاهب شتى . ولما كان هؤلاء المتصوفة على مذاهب عدة استطاع بتوحيده لهم وجمع كلمتهم ان يجعل من نفسه مدرسة يلتقي فيها المتصوفة من مذاهب شتى عن التزامهم الصوفي وتتلمذهم على يد قائد واحد صوفي فصارت حركة التصوف في ظل قيادته لها موطن لهؤلاء فتمكن الشيخ الجيلاني ان ينفتح بهم على المذاهب كلها ويستخدم هؤلاء المريدين من المتصوفين الفقهاء وسائل اقناع وتفهيم لفرقهم التي ينتمون اليها او مذاهبهم لتخفيف حدة الصراعات بينها وجمع كلمتهم في ظل التصوف فكانت هذه بداية الغيث التي استطاع الجيلاني ان يحقق الكثير فيها في حل هذه المنازعات والخلافات بين المسلمين وتوحيد كلمتهم. من المعلوم ان الجيلاني كان حنبلي المذهب والحنابلة على خلاف واسع او قل على طرفي نقيض من المتصوفة فاذا به يجمع بين النقيضين فكان متصوفا حنبليا على افضل ما يكون التناسق والتكامل والائتلاف بينهما بحيث فتح البابواسعا لحسم الكثير من الخلافات بين الفقهاء الحنابلة والصوفيين وقرب بينهم. كانت مساجد بغداد – ام الدنيا وعاصمة الثقافة- كما هي اليوم يلعب بها التفرق والخلافات المذهبية والطائفية فهذا المسجد للمذهب الحنبلي وهذا للشافعي وهذا للحنفي وهذا للشيعة وهذا للاشاعرة وهذا النادي للفرقة الفلانية وهذا للفرقة الاخرى وبين الجميع خلافات واسعة وهوة عميقة وصلت في بعض الاحيان حد الاقتتال بينها فالجيلاني و بعد اكتمال تعلمه وجلوسه في رئاسة المدرسة المخرمية واحاطته علما بكل المذاهب الاسلامية المختلفة فقد كان من حيث التطبيق على المذهب الحنبلي مع علمه التام بفقه الشافعية والحنفية وتصدر الافتاء على كل المذاهب فكانت مدرسته جامعة يدرس فيها طلبة جميع المذاهب الفقهية. لذا فعلمه هذا وتوجهه الصوفي قد فتح كل الابواب الموصدة لسنوات طوال ليجمع بين المتخالفين والمتنازعبن بحيبث اصبحت مدرسته مرجعا للدارسين والفقهاء واصحاب العلوم كافة يؤمها من كل المذاهب والطوائف للدراسة والتعلم فعمل على تخفيف حدة الخلافات والتنازع الطائفي والمذهبي بين الجميع والتقليل من كثرتها و حقق نجاحات باهرة في هذا المجال في احسن الدرجات وكذلك استغل الشيخ الجيلاني مجالس وعظه في جمع شمل المسلمين وتوحيدهم فلما كان على درجة عالية من الكمال العلمي والفقهي خلال ترؤسه المدرسة المخرمية والتي سميت بعد ذلك بالمدرسة القادرية – ولا تزال- في العلم والخلق الحسن والبسيرة الفذة الحميدة – ولا عجب في ذلك فالشيخ الجيلاتي سليل الدوحة المحمدية المطهرة وثمرة من ثمار هذه الشجرة المباركة- فهذه الصفات القيادية مكنته من امكانية قناعة الاخرين بارائه بحيث رجع الكثير منهم عن ارائهم ومواقفهم وتعصبهم ونبذ التنافر بينهم فكان بحق فقيها بارعا ومصلحا اجتماعيا وقائدا واماما على اعلى درجات العلم والوعي والثقافة في حل المنازعات والخلافات بين الاخرين. واجه الشيخ الجيلاني الخلافات بين المذاهب الاسلامية بحيث اعد نفسه اعداد متكاملا للوقوف على اراء وافكار ووجهات نظر اصحاب هذه المذاهب با لرجوع الى ماكتبه فقهاء هذه المذاهب والاطلاع على اقوالهم ودراسة حججهم بعد ان سحب نفسه من دوائر الفرق والمذاهب المعروفة واعتبر التصوف حركة او قل دعوة اسلامية خالصة وليس مذهبا دينيا انما حركة معبرة عن روح الاسلام اصدق تعبير وان التصوف هو عمل بمباديء الاسلام و المعبر عنها بالقران الكريم والسنة النبوية وان المبدء الرئيس والكلي للاسلام هو الايمان والتوحيد والعمل بما جاء بالفرائض وهجر المحرمات أي الامر بالمعروف والنهي عن المنكر كشعار للمسلمين كافة ولما كانت كل المذاهب والفرق الاسلامية متفقة على ذلك قد جعل التصوف قاعدته وركيزته بحيث اعتبر التصوف هو الاسلام كله في حقيقته . اخبرنا الحبيب المصطفى محمد صلى الله علبيه وسلم ان الاسلام سيفترق على ثلاث وسبعين فرقة كلها ضالة الا واحدة هي من التزم بالقران الكريم والسنة النبوية المطهرة وقد ادرك الشيخ الجيلاتي من خلال دراسته لهذه الفرق والمذاهب انها كلها صحيحة بعد ان تفقه عليها واحاط بها علما واقتنع نفسيا بان كل المذاهب الاسلامية تستقي اراءها من القران الكريم و السنة النبوية المعطرة وانها جميعا على الحق المبين في بداية الشروع في الانطلاق والتوجه وعبر السير في اتجاهات ومسارات متباعدة عن بعضها بحيث بقي كل مذهب يعتمد في سيره بهذا الاتجاه او ذاك على الكتاب والسنة أي تنبع من منبع واحد فاذن جناها او ثمرها واحد ومن خلال الرجوع الى كتاباته يتبين ان ظهور الفرق والمذاهب الاسلامية مسالة لابد منها كما حدثت في الديانات السماوية الاخري فالرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم يبين في هذا الحد يث ان اليهودية انقسمت الى احدى واربعين فرقة كلها ضالة الا واحدة وان المسيحية انقسمت الى اثنتين وسبعين فرقة كلها ضالة الا واحدة هي الاسلام وجماعتهم اذن هذا الانشقاق او الانقسام في الاسلام منطقي وطبيعي كما في الديانات الاخرى من البديهي ان كل حركة منهما كانت او قل أي شيء يحمل عوامل انقسامه وكل قسم يحمل بذور انشطاره واتقساماته ان هذه الانقسامات تكون طبيعية وتوافقية مع قانون الحياة بان كل شيء يحمل نقيضه وان كل شيء في حركة دائمة وتغيير مستمر ومتواصل ومن متابعة ظاهرة هذه الانقسامات استنادا لحديث الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ومتابعة الايات القرانية الكريمة واحاديث اخرى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تصف هذه الانقسامات وتقرها يها على اقرار الله تعالى على ذلك واعتبار الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم لها ظاهرة ايجابية فقد جاء في القران الكريم( كل حزب بما لديهم فرحون ) والرسو ل الكريم يقول ( اختلاف علماء امتي رحمة ) لقد حصر رسول الله تعالى الرحمة في اختلاف العلماء حيث انها تكون خلافات علمية تنشط الفكر وتوسع المدارك وتؤدي الى الابداع والبحث والتعقيب والدراسة وتحفز على مواصلة الاجتها د وينتج عن ذلك نتاجات ابداعية فكرية تضاف الى الابدعات الاخرى بحيث تكون ثمرة حضارية تسهم في الابقاء على عملية الابداع و تطورها نحو الافضل بصورة عامة و ليس هي بين العلماء فقط. ان النقاش والتحاور والخلاف في أي موضوع بين العلماء يوسع داءرة المعرفة في هذا المجال اذ سيحرص كل عالم ان يبرز ويوسع نظريته فيه بالحجة والبينة بقدر ما يستطيع وفي هذا تنشيط للفكر والابداع في الثقافة العامة اولا النوع المعين ثانيا وان الثقافة والحضارة لاتنمو النمو المتزايد ولا تتوسع وتتعمق الا في هذا الاختلاف والا اصبحت راكدة فالعلماء عندما تكون حالاتهم الفكرية مسترخية مستسلمة خالية من الحيوية والابداع او قل من ا لاختلاف فانها تبقى في مستويات ضحلة مقيدة تحول دون حركتها وتطورها وفي هذا تجميد للحركة والحضارة والثقافة عامة وفي الجانب المعتني خاصة اساس ا لاسلام التوحيد والمبدء الاول له اذ قال تعالى : ( وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون) لذا فالحكمة االالهية من الخلق هي العبادة عبادة الله تعالى وهذا ما جاء في كل الديانات السماوية والعبادة معرفته سبحانه وتعالى وطاعته ولزوم اوامره وهجر نواهيه والقيام بالواجبات المفروضة عليه وغفرانه للانسان عن كل زلاته ان اطاع الله تعالى ولم يشرك به قال تعالى: ( ان الله لايغفر ان يشرك به ويغفر مادون ذلك لمن يشاء) فمن يؤمن بالله تعالى ولا يشرك به شيئا ويستند عليها كقاعدة اساسية في عمله وعبادته دخل الاسلام لذا نرى في ضوء ايات القران الكريم ان سبحانه وتعالى يفتح ابواب رحمته امام عباد ه المؤمنين به الذين ساروا في طريق الاسلام الصحيح في اعتمادهم على مبدأين اساسيين بينهما رب العالمين سبحانه : الاول التوحيد المطلق لله تعالى وما يتفرع عن هذا الايمان من ايمان بالكتب السماوية والرسل والملائكة واليوم الاخر. والثاني العمل بالفرائض من صلاة وزكاة وصيام وحج ليبيت الله تعالى لمن استطاع اليه سبيلا والنطق بالشهادتين في القلب واللسان . وكل هذا جعله الشيخ الجيلاني نبراس عمل لطريقته( الطريقة القادرية) والزم مريديه او الداخلين اليها من كل المذاهب والفرق التي دخلت الاسلام او تشعبت عنه لذا انشا جيلا مؤمنا ايمانا صادقا من كل الفرق والمذاهب الاسلامية واذابها في بودقة واحدة جديدة اساسها الا سلام واخذ عليهم موثقا بشهادة انفسهم انهم موحدون طائعون عابدون لله تعالى وجعل علامة الايمان القيام بالواجبات التي فرضها الاسلام على المسلمين فمن قام بها فهو منه ومن تاخر ولو بنزر يسير فقد اخفق ومن اخفق فليس من طريقته في شيء. رحم الله جدي الشيخ الجيلاني فقد وحد كلمة المسلمين من جديد امير البيان العربي د فالح نصيف الحجية الكيلاني العراق- ديالى – بلدروز