الحرف لا يتملك مكاناً محدداً لولادته اتعثر به في نظم القصائد و أكتب كلما شعرت برغبة ملحة للكتابة حاورها – قصي الفضلي – العربى نشأت في مدينة البهاء والضياء الكنعانية الأثرية القديمة طوباس الحلم والخيال الخصب واشجار السرو والعصافير وسهول القمح و الحجارة ارض نشأتها وتكوين ملامحها، أكدت حضورها على الساحة الشعرية النسوية العربية بجدارة وتميز، جسدت قصائدها صوراً وخيالاً خصباَ في دلالاته ومعانيه الانسانية العميقة ، تمتلك رؤية معرفية وفكرية ناضجة اكتسبتها عن طريق المطالعة المكثفة ، والتأمل الذكي ، تحمل نبضاً مقدساً للوطن يضرب اساساً عميقاً في دواخلها الفلسطينية عشق الأرض ، وتقول : الوطن جبيني بالحرف والدم ،وانغرست ملامحمه فينا . " العربي اليوم " وعبر الاثير ضيفت الكتابة والشاعرة منال دراغمة وخاضت معها حواراً موسعاً وعبر الاتي : * كيف تقدم الكاتبة منال دراغمة نفسها لقرائنا الكرام ؟ – منال دراغمة فلسطينية رسالتها السلام والحرية في زمن تعددت فيه التحديات ،ولدت في العاصمة الاردنية عمان ،وكانت مدينة طوباس الريفية ارض الاصالة والتأريخ نشأتي وتكويني وترعرعت ودرست فيها جميع المراحل حتى الثانوية العامة , أتممت تعليمي الجامعي في مدينة نابلس جامعة النجاح الوطنية تخصص علوم اجتماعية وأساليب تدريسها، اعمل في مدينة الجامعة العربية الأمريكية في مدينة جنين ، نمت موهبتي في الكتابة منذ الطفولة وتطورت تدريجياً مع التناقضات التي عِشتها ما بين طبيعة دراستي وعملي والبيئة التي نشأت فيها والتي شجعتني منذ البداية على التأمل والاستغراق عميقاً بمساحات الطبيعة الخلابة و تلوح لي وأبوح لها بمكنونات تحملها روح الطفلة والذاكرة مخضبة بلحظات كنت استيقظ في ساعات الفجر لأمارس طقوس التأمل وتقودني الى عالم مختلف وابوح بما امتلك من اسرار وافكار تساورني لاشجار السرو والعصافير وسهول القمح و الحجارة ،عندما كان اقراني يلعبون كنت أتخذ لي مكاناً قريباً منهم أكتفي فيه بالمشاهدة والكتابة عنهم ورصد ما يحدث بينهم .وعند اعتاب سن العاشرة بدأت بصياغة اول الجمل ، و اكتمل عندي اول النصوص الشعرية وحملت في ثنياها براءة وجمال الطفولة لكنها بمشاعر مرهفة واحساس صادق ،و كتبت قصيدتي الأولى وانا على اعتاب مرحلة الثانية عشرة من العمر ، تتنوع الكتابة مابين النثر والشعر وهي اكثر النصوص التي تناغم نفسي و اجد بها ادوات اللغة حليفاً في تكوين الصور الشعرية واقتبس حروفي من احساس عميق وتقمص اعمق. كتبت ونشرت بالصحف المحلية اثناء دراستي الجامعية ، ولي مشوار ثر وحافل منذ عدة سنوات في الكتابة و النشر عبر الصحف المقروءة والمواقع الإلكترونية ،وانا الأن بصدد اكمال مراحل العمل النهائية لتجميع نصوصي ونشر دواني الشعري الأول وسيكون من جزئين بإذن الله , حاليا اعمل ادارية في منتدى الواحة الدولية للفنون والاداب التي أسسها الدكتور خالد نصار ومعنا باقة ادباء وشعراء من مختلف الأقطار العربية. * كيف كانت رحلتك مع دواوين الشعراء والأدباء السابقين ؟ – ترعرت في كنف اسرة تقدس العلم والثقافة وزرعت في داخلي حباً جماً للآدب ووجدت امامي بيئة خصبة وكل مامن شأنه ان يشجعني على المضي قدماً في مسيرتي الادبية ،قرأت الكثير و أشبعت نهم روحي وعقلي بالقراءة المكثفة منذ مراحل الطفولة لكتاب وشعراء عرباً واجانب وسافرت روحياً مع اعمالهم الكاملة وهبطت في حواشي جبران خليل جبران للعمق الذي تحمله كتاباته، قرأت في تاريخ فلسطين وتطور قضيتها وادبها وفكرها ، بالاضافة الى الخوض في الأدب الإنكليزي والأدب المعاصر، وكانت وقفات مع الفلسفة وعلم النفس وغيرها مما تستهوي ذائقتي، انا بطبعي انتقائية بالقراءة ومساحتي العمق والإحساس اكثر . والكتابة موهبة تعملقت في ذاتي، وتطورت حتى اكتسبتُ أدوات اللغة ومفرداتي الخاصة التي صقلت موهبتي و شكلتْ هويتي وبكل تواضع اقول مازلت اكتب الصفحة الأولى من مسيرتي. * وطن يسكن فيك ، فما ما يثيره من هواجس شعرية ؟ – الكاتب مهما أبدع في التقمص لا ينسلخ ابداً عن واقعه وجذوره التي تضرب اساساً عميقاً في دواخله ، والثقافة الفلسطينية تقوم على عشق الأرض ، والوطن جبيني بالحرف والدم ،وانغرست ملامحمه فينا منذ بدء الحضارة الكنعانية، ولاشك أن هناك اختلافاً وتطوراً كبيراً في نهج الأدب الفلسطيني في فترات ما بعد النكبة إلى عصرنا الحاضر،وقد ضع فينا بصمات لكتابات غسان كنفاني وتركت اثراً لايمحى ، وحلقنا عالياً مع أشعار محمود درويش التي تفردت في وصف خبزنا وقمحنا وقضيتنا بإحساس ثائر ، وبتواضع اقول ان جميع مااكتب لم يغادر رحم معاناتنا ، فأنا زيتونية الجذور دماً وروحاً وحرفاً ، انا ابنة ارض انجبت ابطالاً خلدهم التأريخ واحمل في ثنايا روحاً ثائرة بين حروفي نثرا ً كانت ام شعرا ً . * منال دراغمة المراءة كيف تجسد ذاتها الأنثوية في نصوصها الشعرية ، وماتقيمك للساحة الأدبية النسوية ؟ – سأجبيك عن الشق الثاني من السؤال ومنه أنطلق نحو محوره الاول ، يقيناً أن الساحة الشعرية النسوية تزخر بأقلام مبدعة وخلابة لكاتبات مبدعات يحملن فكراً ورؤية ولا تتعارض اقلامهن مع الواقع ، لقد أثبتت المرأة حضوراً قوياً ومؤثراً في كتابة الرواية والقصيدة على حد سواء ، فالمرأة ابداً هي الملهمة و منذ بدء الخليقة وهي رمزاً عظيماً للملاحم التأريخية و أيقونة الجمال التي تغنى بها الشعراء في قصائدهم على مر العصور، والكثير من الروايات الخالدة جسدتها امرأة وكتبتها أيضا امرأة، اما عن الشق الاول فاقول : منال دراغمة الانسانة تجسد المرأة بعمق تفاصيلها شعورياً وأكتب كذلك عن الرجل بإحساس المرأة وبشمولية اوسع ،و لا فرق عندي فالمرأة حاضرة في كتاباتي ككيان متوحد مع الرجل لا افصل بينهما مطلقاً ، والحرف لا يتملك مكاناً محدداً لولادته اتعثر به في نظم القصائد ، أنا أكتب كلما شعرت برغبة ملحة للكتابة . * كلمةاخيرة؟ – اصبح السلام من احلامنا المشتهاة ، هو هديتي وامنيتي لبلادي فلسطين واوطاني العراق وسوريا ومصر واليمن وكافة بلادنا العربية المكلومة ، وكل الشكر والتقدير يلفه زهر اللافندر لجهودكم الحثيثة والمتميزة في خدمة ورعاية الاداب والكتاب والشعراء العرب وتحية اجلال واحترام لكادر صحيفة العربي اليوم وإدارتها الموقرة واثمن عميقاً ماتقدمه من خدمات جليلة سعياً لرقي آدبنا العربي .