بدأت التشكيلة الحكومية الجديدة والتآلف في تشكيلها يعطيان ثمارهما على الساحة اللبنانية في إنعكاس جيد لحالة التفاهم السياسي الذي ساد منذ إنتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية، ولعل أبرز ما تجسده هذه التفاهمات هو إنعكاسها على العلاقة بين حزب القوات اللبنانية وحزب الله. كان الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله قبل مدة قد ردّ التحية لرئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع من خلال إعترافه بدور "القوات" على المستوى المسيحي كما وجودها وتأثيرها. سال حبر الأقلام يومها ليكتب عن الغزل الجديد الذي لم يكن موجوداً في السابق أبداً وبدأت الأقلام تحلّل في أبعاد هذا التقارب وصولاً إلى إيجاد بيئة مرنة تمهد للقاء على مستوى سياسي ما بين الطرفين. التقارب هذا تجسد في أبهى صوره قبل يومين من خلال تدخل وزير الإعلام الجديد، ملحم رياشي، لدى إدارة تلفزيون لبنان من أجل نقل البث المباشر لكلمة السيد نصرالله في لقاء الهيئات التربوية في حزب الله. وعلم موقع "ليبانون ديبايت" من مصادر خاصة، أن "رياشي وفور ملاحظته أن تلفزيون لبنان لا ينقل كلمة السيد نصرالله كما غيره من القنوات، بادر للإتصال بمدير الأخبار في التلفزيون الأستاذ صائب دياب ليطلب منه نقل كلمة السيد نصرالله على الهواء مباشرةً فلم يبدِ الأخير إعتراضاً واعداً بتنفيذ الطلب وسيوعز في الحال للقائمين على موضوع البث المباشر أن ينقلوا الخطاب". ووفقاً لمصادر "ليبانون ديبايت"، وصل الطلب إلى رئيس مجلس إدارة تلفزيون لبنان الإستاذ طلال المقدسي الذي "طلب كتاباً خطياً كي يسير بالقرار" ما عرقل البث، وهنا كانت كلمة نصرالله قد أصبحت في ربعها الأول، عندها بادر رياشي للإتصال بمقدسي والطلب منه تنفيذ القرار بإذن الوزير، وهذا ما كان، حيث نقل ما تبقى من كلمة أمين عام حزب الله ويُقدّر بالنصف. مبادرة رياشي هذه تلخّصها مصادر قريبة من وزارة الإعلام بأنها "تنطلق من قرار لدى الوزير يقضي بنقل تلفزيون لبنان لكافة خطابات السياسيين في الصف الأول وكانت البداية بكلمة الأمين العام لحزب الله الذي شاءت الأقدار أن تأتي كخطاب أول زعيم سياسي بعد تشكيل الحكومة" ملمحاً هنا أن "تلفزيون لبنان كان يتجاهل في السابق بث هذه الخطابات متذرعاً بأنه مؤسسة رسمية". وتؤكد مصادر وزارة الإعلام ل"ليبانون ديبايت"، أن "قرار نقل الخطابات هو بغية رفع مستوى مشاهدة التلفزيون الرسمي اللبناني وتعزيز دوره"، لكن مراقبون رأوا في قرار الوزير رياشي "علامة أخرى من علامات التقارب أو محاولة التقارب مع حزب الله وخلق جو إيجابي يمكن أن يؤدي إلى فتح كوة في جدار العلاقة الجامدة التي يمكن أن تنسحب على حوار يُعقد بين الجانبين".