تلقى حزب الله الضربة الأقصى له منذ عام 2008 بإغتيال المعاون الجهادي (القائد العسكري العام في الحزب)، مصطفى بدر الدين، الذي يعتبر أحد أهم الأدمغة العسكرية في المقاومة. بدر الدين المعروف بأسم "سيد ذولفقار"، إستلم وفق معلومات "ليبانون ديبايت"، منذ فترة لا بأس بها، الملف العسكري السوري، حيث كان يعتبر القائد العسكري الأول لحزب الله في سوريا، يعاونه في عمله العديد من القادة العسكريين منهم من إنتقل إلى رتبة شهيد وأبرزهم "علاء البوسنة". وعلى الرغم من إنشغاله في الميدان السوري لم يبتعد "سيد ذولفقار" عن الجبهة مع إسرائيل حيث كان دائم التنقل بين لبنانوسوريا وعلى إطلاعٍ مباشر على أخبار الميدان الجنوبي، ولم يكن وجوده في سوريا، بحسب مصادر "ليبانون ديبايت"، إلّا من "أجل مقارعة إسرائيل على جبهات جديدة وقطع أيديها في المنطقة". بالعودة إلى موضوع الإغتيال الذي لا زال مبهماً، فلا يمكن إبعاد يد إسرائيل عنه، خاصةً وأن "بدر الدين" يعتبر ثاني مطلوب في الحزب بعد الأمين العام السيد حسن نصرالله، وهو موجود على رأس القائمة الأميركية، ومن هنا، ودون تحليل عميق يمكن الوصول تحديد الجهة المسؤولة عن الإغتيال، وهنا، تعود إلى الأذهان الأنباء عن الغارة الإسرائيلية "المجهولة" التي حصلت قبل ثلاثة أيام على الحدود اللبنانية السورية. وما يثير الإستغراب في موضوع الغارة، أن إسرائيل سارعت إلى نفي أي علاقة لها بها، على عكس المرات السابقة التي كانت إسرائيل إمّا تُعلن عن الغارات، وإمّا تلتزم الصمت كما حصل بموضوع إغتيال الشهيد سمير القنطار بغارة جوية قبل أشهر، حيث آثر إسرائيل السكوت حينها. نفي إسرائيل السريع للغارة يفتح باب التساؤلات وإنطلاقاً مما تقدم أن يكون خيطاً في معروفة ماذا حصل مع "بدر الدين" وعلاقة الغارة "المخفية" بحادثة الإغتيال البالغة التأثير. إلى ذلك أصدر حزب الله التعليق الأول على عملية الإغتيال قائلاً في بيان صادر عن الإعلام الحربي: "قال قبل شهور: لن أعود من سوريا إلا شهيداً أو حاملاً راية النصر. إنه القائد الجهادي الكبير مصطفى بدر الدين (ذو الفقار). وها هو اليوم عاد شهيداً ملتحفاً راية النصر الذي أسّس له عبر جهاده المرير في مواجهة الجماعات التكفيرية في سوريا والتي تشكّل رأس الحربة في المشروع الأميركي الصهيوني في المنطقة". وتابع بيان النعي: "بعد حياة حافلة بالجهاد والأسر والجراح والإنجازات النوعية الكبيرة يختتم السيد ذو الفقار حياته بالشهادة، ويلتحق بقافلة الشهداء القادة رضوان الله عليهم، ومنهم رفيق دربه وجهاده وحبيب عمره الشهيد القائد الحاج عماد مغنية (رحمه الله)". وألحق الحزب بيانه الأول بثانٍ قال فيه: "المعلومات المستقاة من التحقيق الأولي تفيد أن انفجاراً كبيراً استهدف أحد مراكز الحزب قرب مطار دمشق الدولي، ما أدى إلى إستشهاد بدر الدين وإصابة آخرين بجراح. وأكد حزب الله أن التحقيق سيعمل على تحديد طبيعة الانفجار وأسبابه، وهل هو ناتج عن قصف جوي أو صاروخي أو مدفعي. مؤكداً أنه سيعلن المزيد من نتائج التحقيق قريباً. وبينما لم يتهم الحزب اسرائيل بمقتل بدر الدين البالغ 55 عاما، قالت عدة قنوات تلفزيونية لبنانية، ومنها قناة الميادين المقربة من حزب الله، صباح الجمعة ان اسرائيل نفذت الغارة. إسرائيل التي آثرت الصمت في التعليق على الغارة، أستتبعت صمتها بتبرئة نفسها من دم بدر الدين، حيث نفت تقارير رسمية المعلومات عن ضلوعها في الاغتيال. وقال نائب الوزير الإسرائيلي للتعاون الإقليمي، أيوب قرا، للإذاعة العسكرية، "لا علاقة لإسرائيل بموت بدر الدين". وبقيت صورة بدر الدين غامضة، ولم يكن أحد يعرف شكله سوى بصورة قديمة، التقطت له في الكويت عام 1982. ليبانون ديبايت