للتداولية أنواعٌ ؛ نذكر أهمها على النحو الآتي: 1- التداولية الحقيقية: التي تظهر أساسًا في الخطاب الحي؛ حين تتَّضح شروطُ نجاحِ الملفوظ وأدائه. 2-التداولية الافتراضية: تفترض شروطا معينة لأداء خطاب محكي. 3-التداولية الإبداعية: تقف على الشروط المتوفِّرة في البنية، أو ما يُحيط بها في نصٍّ إبداعيٍّ بعدَّة ملفوظات في فترة زمنية معينة، حين نكون أمام نصٍّ إبداعي، ونقف على الشروط المتوفرة في البنية، أو ما يحيط بها لأداء النصِّ بعدّه ملفوظات في فترة ما. 4-التداولية الاجتماعية: تهتم بدراسة شرائط الاستعمال اللغوي المستنبطة من السياق الاجتماعي. 5-التداولية اللغوية: تدرس الاستعمال اللغوي من وجهة نظر تركيبية. 6-التداولية التطبيقية: تُعنى بمشكلات التواصل في المواقف المختلفة. 7-التداولية العامة: تعنى بالأسس التي يقوم عليها استعمال اللغة استعمالاً اتصالياً(1). كما يمكن تقسيم «التداولية العامة» إلى: اللسانيات التداولية، والتداولية الاجتماعية : فالأولى: يُمكن تطبيقها في دراسة الهدف اللساني من التداولية – المصادر التي توفرها لغةٌ مُعينةٌ لنقل أفعالٍ إنجازيَّةٍ مُعيَّنةٍ -. والثانية: تُعنى بالُّشروط والظروف الأكثر محليَّةً المفروضة على الاستعمال اللغوي وهو حقلٌ أقلُّ تجريدًا من الأول. 9-التداولية الاستراتيجية: ظهرت نتيجة التطورات الكبيرة في الفلسفة واللسانيات، وترى أنَّ التداولية هي نظرية غير ذهنية للمقصدية الخطابية. 10-التداولية المُتعالية: التي ترى بأنَّها الأداة المُتميِّزة في تحقيق المشروع الفلسفي، وتمتلك هذه التداولية اتِّجاهًا أخلاقيًّا. 11- التداولية الحوارية: وهي هنا تعني دراسة الشروط القبلية للتواصلية، وتكمن أهميتها في «التقيد بالبحث عن نظرية ملائمة تتعلق بالاستعمال التواصلي للغة»(2). ممَّا سبق يُمكن القولُ أنَّ التداوليات حقلٌ لسانيٌّ يهتمُّ بالبعد الاستعمالي أو الإنجازي للكلام، ويأخذ بعين الاعتبار المتكلم والسياق – كما ذكرت سلفًا. إلا أنَّ ما ينبغي التأكيد عليه هو أن هذا الاهتمام في حد ذاته ليس منسجمًا وموحّدًا، لأنَّه يتوزَّعُ بين مجالات تداولية مُختلفة، ميَّزت فيها «أورشيوني» بين ثلاث تداوليات أساسية متجاورة، هي: 1- التداولية التلفظية:«Pragmatique énonciative» أو لسانيات التلفظ التي يتبنَّاها (شارل موريس) وتهتم بوصف العلاقات الموجودة بين بعض المُعطيات الداخلية للملفوظ، وبعض خصائص الجهاز التلفُّظي «Dispositif énonciatif» (مرسل – متلقي – وضعية التلفظ) التي يندرج ضمنها الملفوظ. 2- التداولية التخاطبية:«Pragmatique illocutoire» أو نظرية «أفعال اللغة» التي يتبنَّاها (أوستين وسيرل) وهي تخصصٌ لدراسة القيم التخاطبية المنكتبة داخل الملفوظ، والتي تسمح له بالاشتغال كفعلٍ لُغويٍّ خاصٍّ. 3- التداولية التحاورية:«Pragmatique conversationnelle» التي «نتج تطورها الحديث جدًّا عن استيراد الحقلِ اللِّساني للأفكار المُؤسِّسة للتَّواصل، التي تهتمُّ بدراسة اشتغال هذا النَّمط الخاصِّ من التَّفاعلات التَّواصلية، الذي هو الحوارات وهي تبادلاتٌ كلاميَّةٌ تقتضي خصوصيتها أن تُنجز بمساعدة دوالٍّ لفظيَّةٍ «Signifiants verbaux» ولفظيةٍ مُوازيةٍ Para-verbaux»»(3). الحواشي: (1) ينظر: آفاق جديدة في البحث اللغوي المعاصر، لمحمود نحلة ، ص 15. (2) ينظر: المقاربة التداولية، لفرانسواز أرمينكو، ترجمة: د. سعيد علوش ، ط مركز الإنماء القومى، الرباط المغرب 1986م ، ص 84. (3) – Kerbrat-Orecchioni, Catherine, «Pour une approche pragmatique du dialogue théâtral, in Pratiques, N° 41, mars 1984, p:46 .