" … اعبر عن مابداخلي فقد تعلمت بعد تخرجي من كلية الفنون التطبيقية – -قسم ديكور – الكثير في حياتي الفنية والعملية ارسم ما اشعر به واحسه جليا من خلال الواقعية التعبيرية و المناظر الطبيعية وغيرها والتصوير الضوئي " فد وي عطية يجد المتأمل لمجموعة من اعمال الفنانة / فدوي عطية ، مقدرة فنية ، وتمكن عال في إستخدام ادواتها وتقنياتها الخاصة في التعبير كما قالت أعلاه " ارسم ما أشعر به وأحسه جلياَ " ولكننا لن نجد تمسكها الكامل بالواقعية التعبيرية فقط ، حين تهم بالتعبير عن ما تشعر به ، وربما يرجع ذلك لتنوع الثقافة الفكرية والبصرية لديها ، وتأثُرها القوي والعميق ، ورغبتها اللاشعورية في التجريب لزيادة خبرتها وإِمكانتِها الفنية ، وتحقيق نجاحات في كل من الإتجاهات الفنية التي تراها لازمة ومكملاَ ضروريا يُساعدها ، في هذا التنوع للأنشطة العملية التي تمارسها من خلال موقعها الوظيفي أو من تعدد المشاركات التي تُدعي إليها أو ترغب في المشاركة فيها بأعمال مميزة ومختلفة وغير مسبوقة ، وهذا يبدو واضحاَ من خلال الكمّ الكثيف للمعارض التي شاركت فيها من ( تصوير & وتصوير ضوئي & وأعمال جدارية & واعمال ذات صبغة خاصة لجهات معينة ) ، وقد حازت في مجملها علي تقدير وإحتفاء كبير ، ساعد في دعمها فنياَ من ناحية ، وأوجد لديها وفي مجمل أعمالها تنوعاَ يُميزها فعلاَ كمبدعة ، وايضا يُميز هذه الإبداعات في كل المعارض التي شاركت فيها محلياَ وعربيأَ . التجريد والواقعية التأثيرية والرمزية بعض من المدارس الفنية تأخذ منهما بداياتها الإولي في إختيار تكوين الخطوط الإولي للشعور الوجداني الذي حرّكها إِلي لوُحتِها وحامِلها وأدواتها ، لتبدأ في خطُوطِها بفرشاتها والوانها أو قلمها في جرأة تُحسب لها ، لِنلحظ عند إكتمال العمل وفراغِها منه ، كيف وظفت الألوان ودرجاتها ، والإضاءة والظل ، ودرجات السطوع ليبقي التكوين الفاعل والرئيسي للعمل هوالبؤرة الجاذبة للمتلقي ، وهو يتحرك ببصره علي سطح اللوحة في قراءتِه لها ، ليتبين الجماليات الموجودة في العمل من ناحية ، ودرجة الإجادة الفنية في تحقيق المتعة البصرية والفكرية التي سعي إليهما المُبدع من خلال دلالات متعددة يحملها التكوين من ناحية ، والعناصر الفنية الأخري المُكملة والمتضمنة في ذاتها ، ومع الدلالات المتناثرة والموزعة توزيعا جيدا علي سطح اللوحة ، فيتحقق الحوار الفني والفكري بينها وبين المتلقي ، وهو ما سعت إليه المبدعة حين بدأت بضرب فرشاتها والوانها وخطوطها علي فراغ اللوحة ، فيحق لها علينا إبراز ذلك ، ثم التقديرلها ولإبداعاتها . لكل لون ودرجاته ، دلالاته المعروفة والتجانس والتقارب بينهما والتضاد يخلُق أو يُولد سيمفونية هارمونية وحوارية جدلية ، قد تبدو صامتة للحظة الإولي لدي المتلقي ، ولكنها تتفاعل في إيقاع خافت في البداية ليحدث تألف حسيّ و وجداني بين العناصر المتباينة ، والمتقاربة في الألوان نفسها ، وبين درجات الإضاءة في حِدتها أو خفوتها ، وكذا الظل ودرجاته ، هذا كُلّها في مجمُوعه ونسبه المختارة ومساحاتِه الموزعة بتناسق وإعداد مسبق من المبدعة ، نلحظه ونلحظ الدقة المتناهية عفوية كانت اومحسوبة بعناية ، فهي نابعة وصادرة كما قالت هي ، من الشعور الآني الذي حركها للحظة الإبداع وقتها . وهذا أيضا شئ يحسب لها فيه التميز و الإقتدار .