موسوعة " بانوراما فناني العالم " " وفجأة إتضح لي أن بركتي المائية رائعة ، فمددت يدي إلي باليتة الألوان " . ( كلود مونية .. رائد التأثيرية " 1840 – 1926 م " ) يبدو تأثر فنانتنا بالتأثيرية قويا وواضحا من خلال ما بين أيدينا من أعمال لها تميزها ، بل إن الأعمال المرفقة أدناه ، توضح عشقها لهذه المدرسة التي تقوم كما أدركته من مبدعها ومؤسسها " كلود مونيه " ، علي فكرة مدي التأثير الضوئي علي المشهد الذي نراه ، وتغير المشهد بتغير وتدرج الإضاءة ، من خلال الإنعكاسات الضوئية ، وظلالها وتباينها المتتالي الذي يدركه المتلقي بإعمال " الرؤية البصرية " في تفصيلات التكوين الكليّ للمشهد ذاته . وفي الأعمال التي نتناولها بإيجاز تحتمه المساحة المحددة لنا ، نتبين كيف خرجت إلي بركتها الشخصية – كما خرج مونيه – خرجت ومعها البالتة بألوانها الجديدة وغير العادية ، نظرت ، وأبصرت ، وأنتقت مشهدها ، من نفس المشهد الذي امام عينيها ، واستدعت حواس الوجدان والرؤية البصرية لما في المشهد الواقعي من مكونات ما بين سحاب ، وشجر ، ومبان ، وقارب ، ونهر الخ .. وإنعكاس ذلك في بركتها المائية ، فكانت الأشياء والمكونات الرئيسية في المشهد بلا خطوط تحددها أو تحدها – التأثيرية – وكذا الألوان بدرجة سطوعها والتدرج الدرامي لها كأنها إيقاع خاص مُكمل للمشهد ، يخرجه مما هو عليه ، ليصبح مشهدا إبداعيا مغايرا للمألوف والمعروف . الطبيعة جميلة ، لكن جمال الطبيعة هو الذي تراه عين الفنان . ستُبهرك الألوان ، والتكوين ذاته بدلالاته والقدرة المهارية المتميزة للفنانة بإستخدام تقنياتها اللونيّة وفُرشاتها بصورة تنقلك فكريا وبصريا لجماليات بعضُها مما شاهدتهُ وعاينتهُ عيناك سابقا في الطبيعة ذاتها ، واخري مما يسكن ، ذاكرتك ولو هولاميا ، حيث الجمال الكامن بالفطرة داخلك ، تنقلك ببراعة إلي حيث يقترب بنا العمل في تراوحه ما بين التأثيرية و التعبيرية ، ستري في الأعمال الثلاثة ، أن المشهد ومكوناته هو الذي إستدعي هذا الزخم اللوني الرائع الذي يسيطر علي اللوحة ، ويجعل من نفسه أيقونة الجمال الفعليّ للوحة كُلها ، وهذا يمثل جزءاً من عبقرية الإبداع لهذه الفنانة ، حيث خيارات اللون وإتساقها ، وتناغمها ، وبالحرية المطلقة عند فرش اللوحة بها ، والمحسوبة بدقة أيضاً في توزيعها بدرجات سطوعها وقتامتها وإنحسارها ولا محدوديتها عند اطرافها ، بهذا تكتمل سيموفونية العزف باللون ، لينتقل " التأثيرالوجداني والفكري " المباشر إلينا . تذكرنا شتائية هذه الأعمال بأعمال مونيه " لوحة مصب نهر السين عند هو نفلور 1865 " ، ونهر التيمز تحت مبني البرلمان الغربي 1871 " ، وغيرها حيث إختيار البحر ، والسحاب ، والشجر ، ومظاهر الشتاء التي تمثلها الألوان الداكنة بتدرجات ضوئية متداخلة تلعب ضربات الفرشاة المحكمة دورها في " التأثير " الرائع والمتميز لتنشط ذاكرة المتلقي ، وتمزج المشهد الذي يراه رؤية العين ، بما هو ماثل في ذاكرته من قبل من مشاهد مماثلة مختزنة ، وتلك عبقرية المبدعة ، حيث تدعم المتلقي بإيحاءات ودلالات ليشارك معها إيجابيا في إبداعها . بعض الذي إستعرضته في هذه العجالة متحقق بدرجة ما في هذه الأعمال الثلاثة التي بين يدي ، وربما في أعمال أخري لها يزداد تأكيدا ما ذهبنا إليه ، كما قد يكون هناك ايضا عناصر جديدة من مفردات الإبداع لديها ، توفرها تجاربها ، وسباحاتها الفنية والثقافية المتجددة ، أري ان أعمال الفنانة : NINA SILAEVA .. نينا سيلافا .. جديرة بمزيد من الأضواء والدراسة س ج موسوعة " بانوراما فناني العالم في الخط العربي والفن التشكيلي " الجزء الثاني للباحث والناقد : محمود فتحي 11/ 6 / 2016 م