يواجه الأطفال والنساء والرجال الفارون من الفلوجة حالة من اليأس في الوقت الذي بدأت المنظمات الإنسانية تستنفد الأغذية والمياه. وفي هذا الشأن، يصرح يان إيغلاند، الأمين العالم للمجلس النرويجي للاجئين: "نشهد كارثة إنسانية داخل الفلوجة وكارثة أخرى تتكشف في المخيمات. إذ أن الآلاف الفارين من تبادل إطلاق النار بعد أشهر من الحصار والمجاعة هم بأمس الحاجة إلى الإغاثة والرعاية ولكن سيتم استنفاد إمدادات الإغاثة عن قريب. نحن بحاجة إلى تمويل فوري لتجنب وقوع كارثة أمام أعيننا". تمكنت 5,317 أسرة من الفرار تجاه مخيمات النازحين في مدينة الأنبار العراقية منذ 21 مايو/أيار 2016. وما زال طريق الخروج من الفلوجة خطيرًا للغاية كما أكد المجلس النرويجي للاجئين مؤخرًا تقارير عن مقتل أب وجرح عدد من الأفراد جراء عبوة ناسفة على بعد بضعفة أمتار من تقاطع السلام، أي الطريق الوحيد الذي استطاع المحاصرون في الفلوجة الخروج منه خلال الأيام الأخيرة. وتفيد التقارير بأن 200 أسرة ما زالت عالقة في المنطقة بانتظار أن تنقلها القوات الأمنية العراقية إلى مخيمات النازحين. أما بالنسبة إلى أولئك الذي يصلون إلى المخيمات، فيبقى وضعهم حرجًا. إذ يستطيع المجلس النرويجي للاجئين حاليًا توفير نحو ثلاثة لترات من المياه الصالحة للشرب لكل فرد في مخيمات النازحين، أي بقدر ينخفض بكثير عن المستوى الإنساني الأدنى وهو 10 لترات. ومن المتوقع أن تصل الحرارة إلى 50 درجة مئوية، فالوضع مقلق للغاية وقد يؤدي إلى استهلاك المياه غير الآمنة وبالتالي إلى تداعيات وخيمة على الصحة العامة ولا سيما بالنسبة للأطفال وكبار السن والمصابين بأمراض مزمنة. ويضيف إيغلاند قائلاً: "الحقيقة واضحة: إن عملية فرار المدنيين من الفلوجة خطيرة للغاية بأكملها، فما من مخارج آمنة ولا ممرات آمنة ولا ملاذ آمن دون أن يخاطروا بحياتهم. هم يواجهون خطر التعرض لإطلاق النار وخطر الموت جراء العبوات الناسفة المرمية على الطرق وخطر الغرق أثناء عبور النهر. وعلاوة على ذلك كله، فإن أولئك الذين استطاعوا الفرار من المناطق الخاضعة لسيطرة داعش وتمكنوا من الوصول إلى مكان آمن، فسريعًا ما يكتشفون بأننا نستطيع تقديم القليل، فنحن نعاني من نفاد الأغذية والمياه الصالحة للشرب والخدمات الطبية". ومن جهتها، تحدثت ديانا تونيا، منسقة حالات الطوارئ لدى المجلس النرويجي للاجئين عن احتياجات النازحين في المخيمات حيث تعمل المنظمة الإنسانية: "من المتوقع أن تكفي الطرود الغذائية الطارئة للوافدين الجدد إلى المخيمات 15,000 شخص لمدة يومين إضافيين فقط". وفي هذا الصدد، يقول إيغلاند: "إن التمويل الحالي ينفد في الوقت الذي نحن بأمس الحاجة إليه في وجه الاحتياجات الهائلة التي خلفتها الأزمة القائمة. لا يمكننا أن نخذل النساء والرجال والأطفال العراقيين في لحظة فرارهم من الجوع الشديد والقتال الوحشي واليأس. نحن أمام لحظة حاسمة للتضامن الدولي مع العراقيين الذين يواجهون نزوح مزمن ومعاناة لا توصف".