امتلات الحياة بالزهور والرياحين حين اتت الى الحياة …صغيرة وجميلة ذات عيون زرقاء تركوازية وفم مرسوم ملامح جميلة تتلالا فى بشرة ناعمة بيضاء رقيقة …ملفوفة فى فستان ابيض مزركش بخيوط حريرية على الصدر يظهرها ملاكا فى حضن قلب متلهف يعتصر الما فى كل لحظة تصرخ فيها الوليدة فزعا لانتزاعها من امانها فهى تسمع ضجيجا لم تكن تشعر به وانوار واصوات منها ما هو مالوفا والاخر غريبا ..ودرجة حرارة مختلفة وملابس ثقيلة على بشرتها الرقيقة فقد كانت تسبح فى بحر الحنان والامان والهدوء ولكن …ها هى رائحة تعرفا جيدا ودفا ودقات قلب كانت تسمعها …بل تستانس بها وكلما بكت اقتربت تلك الرائحة اليها لتسمعها ما اعتادت عليه ….وجدت فى فمها قطرات تشبع مشاعرها قبل جوعها ….. ولسان حالها ….لا تبعدى عنى فانتى وانا قطعة واحده ..نظرت الى هذا الوجه الباسم وتساألت كيف استطعتى ان تنزعينى منك هكذاكم انتى شديدة وقوية وقاسية ولكنى احب كل مافيكى ياااه كيف هو مصيرى الان كيف احب من انتزعنى هكذا …. ولكنى اجدنى انجذب ….اريد ان التصق بكى مجددا لا تتركينى ….قربى انفاسك تشعرنى بالامان والدفء والنور …كل يوم اميز بين الوجوه لارى شيئا جديدا …المس وجها اجده منفرا خشنا ولكن صوته مالوفا …يبتسم ويحتضننى وقريبا الى قلبى ..وجدت مع الايام اننى ابتسم له ايضا فهو ياتينى بروائح جديدة تارة نفاذة تدمع عينى وتارة اخرى اجدها لذيذة فابتسم واتعلق به شيئا فشيئا….بدات اتحرك على فراشى وفى مرة وجدت الاما لم اشعر بها من قبل وصراخ امى وبكائها يظهر بفزع لقد وقعت من على سريرى فكانت الصدمة اقل وطاة من فزعها بكثير …احتضنتى واعطتنى منها ما يروى عطشى ويشبعنى ونمت وانا افكر ماذا حدث ولكنى عندما استيقظت ونزلت من سريرى وجدت فراشا ناعما يشبه فراشى ولم اتالم ولم يكن هناك صراخ او حزن ولكنه سعادة وتشجيع ابتسامات وتصفيق.. عشت معها مرة تعلمنى ومرة تقسو عليا ولما لا وهى من انتزعتنى من رحمها بقوة لكى تمنحنى انفاس الحياة…مازالت تضمنى …وتتحدث معى ووجدت نفسى قوية واقوى على ابكائها ..كما ابكتنى هى يوما ما ولكن دموعها تظهر لى كم كنت انا قاسية القلب جاحدة …ووجدت نفسى امر بمراحل من التسامح والمحبة والرقى وفى كل مرة اجد نفسى ما ازال رضيعة تهفو شوقا لحضنها …كيف استطاع قلبى ان يفضل رجلا على حبها اتركها وهى تدعو لى بالسعادة ولسان حالها هى سنة الحياة …حتى جاء يوما …وجدت نفسى انظر الى عيون رمادية تشبهها هى فى احضانها تحنو عليها وانا مازلت انظر الى فستانها الابيض المزركش القطنى الناعم … واجد روحى تتبع انفاسها الصغيرة لتبدا الحياة تزهر من جديد مع قلبى وقلب قلبى ….حب الارض للزهور جذور