بعد طول غياب اجتمع الأهل والاصدقاء في حفل ترحيب لعودتي من الخارج وخشيت التحدث في أموري حتي لا يتطرقوا إلي ذات الموضوع الذي سعيت للهرب منه سنوات إلا أنهم خاضوا به وابدي كل منهم اقتراحه حتي شعرت بالكدر وبشعور غريب كأنني عار فلذت بالصمت حتي سمعت صوتا من جانب الحجرة يقول. أظن ان الوحدة ومرور الوقت افقدته مشاعر الحب والألفة... ربما لانه انفصل تماما عن الواقع في تلك اللحظة تملكني غضب أعمي لأنطلق بسيارتي, وقد أرخي الليل سدوله لألاحظ أن الطريق خال بلا نهاية تحده اشجار كثيفة ساحقة من جانبيه لأجد امامي فتاة واصبح لا محالة من الاصطدام فانحرفت بغتة لاصطدم باحدي الاشجار وتثاقلت علي نفسي لاطمئن عليها لاجدها منكمشة علي نفسها قائلة. ياربي أنك تنزف.. ما تلك الالة الغريبة وماذا تفعل بها في الغابة ظللت محدقا بها وهي تتناول منديلها وتمسح دمي وفجأة اظلمت الدنيا واستسلمت لنوم عميق حتي تناهي لسمعي صوت نهنهة تقطع نياب القلوب ففتحت عيني لأجدها تجلس بجواري تحتضن كفي برفق فسألتها بوهن وانا أجذب يدي برفق منها. ماذا حدث... أين أنا.. من تكونين؟. هبطت كلماتي عليها كصاعقة لترمقني بنظرة عتاب وهي تقول ماذا حدث هل نسيت جنتك.. زهرتك... زوجتك ومنية قلبك حاولت استرجاع ما حدث من تكون وكيف جئت لهذا المكان, وقد علت الدهشة والفزع وانا اتذكره يقول. لقد انفصل عن الواقع لأتراجع للخلف مذعورا محدقا لوجوه الجميع إلي أن استوقفني حراسها واعادوني مرغما, فأشارت بيدها. أتركوه كيف تعاملون أميركم هكذا؟؟... انصرفوا بدا عليها التوتر والانفعال وتلألأت عيناها بدموع حزينة وبصوت حنون قالت هل وجدت جنة أخري.. ولكن تذكر انك لن تجد قلبا يعشقك مثلي.. يا مليكي واسرعت بالفرار وتخطبت دروبي لاجد امامي حديقة غناء من شتي انواع الزهور, فوقفت أمام زهرة زرقاء بديعة لاقطفها وسرت حتي وصلت لمنازل تفوح منها رائحة الكعك, فتعطيني سيدة خط الزمن معالم وجهها بفرشاته ولم أجد معي سوي زهرتي فأعطتيها إليها فبدا عليها القلق وهمست باذن شاب مفتول العضلات وهي تقول مولاي هذا حفيدي... سيكون خير دليل لك... و.. ولكني انصرفت علي غير هدي لا أعرف إلي أين سأذهب ليأخذني الطريق من مكان لآخر لاري عجوزا يعمل في حفل بشق الانفس فأساعده لاجد الجنود يحيطون بي من كل حدب وصوب واخذوني لقلعة مهيبة ووقفت بين يدي الملك, فقال الشاب باحترام, وهو ينحني قائلا. مولاي إن الأمير اخذ الزهرة الزرقاء... مولاي إنه لا يذكر شيئا. فرمقني الملك بنظرة غاضبة, وهو يتفحص وجهي بدقة وكأنه يحاول الولوج لسبر أغوار نفسي والكشف عن مكنونها, فبدا علي التوتر وأنا احاول الافلات من حراسه واخذت أركض علي غير هدي حتي رأيتها امامي, وقد علا وجهها بإشراقة حزينة وهي تتأمل وجهي فاقتربت منها سائلا. سيدتي تبدين في غاية الحزن... هذه الغابة ليست آمنة تأملت وجهي لتبتسم وقد اكتست عينيها الدموع واصطحبتني من يدي لحجرة كبيرة تحوي العديد من الصور لتأخذ رأسي بين كفيها قائلة. إن كنت نسيتني.. فاسمح لي ان اريك الحياة التي نسيتها لتهفو نفسي إليها ومرت الأيام وأنا أنهل من حبها لاقول لها حبيبتي وروح قلبي... يا زهرتي.. لا تتخيلي كم كانت حياتي جدباء بدونك فوضعت اصبعها علي فمي وضمتني إليها فخيل إلي أنني ملكت الدنيا وفجأة اضاءت مصابيح قوية وايد قوية انتزعتها حاولت الاعتراض لاسمع صوتا يقول. شكرا لك يا دكتورة... يمكنك الذهاب الآن سوف يكون بخير نظرت إليهم وأنا أحاول أن اتذكر متي واين رأيتهم ولكن دون جدوي لاتشبث بيدها قائلا. لن تتركيني أليس كذلك... ابقي معي... هل هذه جنتك لا تتركيني اعود للجحيم فهمست باذني قائلة. حبيبي... لا أتصور حياتي دونك... سأضيء جنتي حتي تهتدي إليها وستجد من قلبي ملاذا لك لاراها تبتعد وتأخذ قلبي معها كان شعورا موجعا اشعرني بالخواء والضعف وتمر الايام وتهفو نفسي لرؤيتها, فلم يعد لشئ معني أو طعم كل ما يشغل تفكيري هو كيف سأراها... حتي رأيتها تقترب من منزلي, فأسرعت إليها واخذتها بين احضاني فأبعدتني عنها وهمت بصفعي لتقول بغضب. ماذا تفعل.. ماذا تظن نفسك فتراجعت وأنا مصعوق لاجد نفسي اقول لها إن كنت حقا نسيتني فاسمحي لي... أن أريك الحياة التي نسيتها... فلنسافر حيث لا ارض ولازمان وبعد عدة شهور تزوجت حبيبتي وروح قلبي زهرتي لننعم بالجنة. نيللي سمير عبد الموجود المنصورة