الطلاق مشكلة اجتماعية ونفسية أخذت تنتشر بشكل كبير فى مختلف أنحاء العالم حتى وصلت إلى مجتمعاتنا العربية والإسلامية. يحلل هذه المشكلة الخبير التربوي والمستشار الأسري محمد فايد مؤكداً أن سوء الاختيار الذى من أهم أركانه الانجذاب نحو الشكل الخارجى دون النظر إلى الأخلاق والسلوك زاد من انتشار الطلاق بين المتزوجين حديثاً. وقال ل"بوابة شموس نيوز" إن المرأة التي تطلب الطلاق بعد أشهر من الزواج لا بد أنها قد اكتشفت أن المودة والسعادة والرحمة فى حياتها الزوجية لا يمكن أن تتوفر بالمال والسفر والمشاعر الزائفة المؤقتة. وأشار إلى أن الجمال بدون أخلاق لا يثبت أمام الجمال المتحلي بالخلق القويم وسرعان ما ينقلب إلى قبح في عين الزوج الباحث عن الجمال. واكتشف فايد أن معظم حالات الطلاق تتم بعد عدة أشهر من الزواج يكون وأرجع ذلك إلى عدم التفاهم أو التأقلم بين الزوجين. وقال " للأسف كلا الطرفين لم يتعرف أحدهما على الآخر معرفة جيدة في فترة الخطبة". وتابع: " والكثير من الشباب يتربى وفقا لقيم خاطئة تضعف من دوره كرجل وتقلل من قيمة المرأة في نظره وتضعها فى هامش حياته". "ذلك أن التنشئة الاجتماعية التى عاشوها فى بيوتهم تتسم بصفة اللامبالاة والإهمال والإتكالية، وعدم احترام الحياة الزوجية وتقديسها". ولفت إلى أن الاستفزاز والغضب أحد الأسباب المؤدية للطلاق "نلاحظ أن كثيراً من حالات الطلاق تأتي كرد فعل لموقف بسيط فى الحياة الزوجية من غير التزام بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم : ( لا يفرك مؤمن مؤمنة ،إن كره منها خلقاً رضى منها آخر). "بل إن الرجل من سرعة غضبه واستفزازه السريع قد يطلق قبل وصوله إلى المنزل، وذلك عن طريق الرسائل الإلكترونية سواء بالهاتف أو الحاسوب، فأين نحن من تطبيق شرع الله بضرورة إيقاع طلاق المرأة فى طهر لم يواقعها زوجها فيه، ولهذا انتشر الطلاق البدعى المخالف لشرع الله نتيجة هذا التعجل". وقال المستشار محمد فايد إن أكثر ما يؤلمه هو تلك الزوجة " التى أنفقت الكثير ليتم عرسها ثم تجد نفسها بعد أشهر الحمل تحمل ورقة طلاقها وترجع لمنزل أهلها". ويحذر المرأة التي تهمل فى نفسها وجسدها ونظافتها وبالتالي إهمال احتياجات زوجها موضحاً أن ذلك يحدث حالة من النفور، "ومن هنا تكثر المشاكل حتى يصل الأمر إلى الطلاق". وقال إن أموراً تجعل الرجل هو المتسبب في الطلاق ومنها: ضعف الوازع الدينى واستخدام حقه فى الطلاق بشكل خاطئ. جهله بقيمة العلاقة الزوجية وعدم تقديرها. استخدامه العنف والإهانة أمام الأبناء والآخرين مع الشتم والضرب. قيامه بالزواج من أخرى عنادا فى الزوجة الأولى. تعلقه فى نساء أخريات غير زوجته. كونه بخيلا حتى ولو كان مقتدرا مع كثرة تلفظه الطلاق فى داخل المنزل ومع أصدقائه. لجوئه إلى حرمان زوجته من الاتصال بأهلها. أما الأمور التي تجعل المرأة تتسبب في الطلاق فمنها: * طلب الطلاق مع كل مشكلة كنوع من التهديد. خروجها من بيت الزوجية مغاضبة وبقائها لأطول مدة. كون المرأة هى المسيطرة وصاحبة القرار مع كثرة خروجها من المنزل بشكل دائم. عنادها أمام زوجها، فإذا اجتمع العناد مع التهور فما أسهل حدوث الطلاق. ضعف شخصيتها وعدم وجود لها دور أو كيان فى البيت. كثرة طلباتها التى لا تنتهى وانتقادها المستمر لزوجها حتى يفقد الثقة فى شخصيته. أن تكون مقصرة فى واجبات بيتها. وحتى نقلل من تزايد الطلاق بين المتزوجين يقترح المستشار محمد فايد الآتي: العمل على إضافة مادة تدرس فى المدارس يشرح فيها الثقافة الأسرية وطبيعة العلاقة بين الرجل والمرأة وتكون إجبارية فى الجامعات والهدف التأهيل للحياة الزوجية. زيادة الوعى الاجتماعى والأسرى من خلال وسائل الاعلام المختلفة مع وضع الحلول المناسبة. إقامة دورات مستمرة للمتزوجين حديثا بأسعار ميسرة. وضع قوانين وتشريعات تحد من ظاهرة الطلاق المبكر مع الأخذ بالآراء الشرعية الميسرة فى احتساب حالات الطلاق نوعا وعددا. تطوير مكاتب التوجيه والاستشارات الأسرية، لأنها من أهم المؤسسات التى تخدم الأسرة والطفولة معا. إنشاء صندوق يتولى النفقة على المطلقات المعيلات.