**** (1) "حيرامُ"(1) يأتي من كتُبِ التَّاريخِ المُشوَّشِ، مُحمَّلًا بغابَةٍ من الأرْزِ. يربطُ نعلَيْهِ الخشبيَّين في الإسطبلات الملكيَّةِ، ويجثو في المحابِرِ الكهنوتيَّة. ظِلَالٌ تنشَقُّ من ظِلالِ الوَادِي، وتصعَدُ في الطَّريقِ إلى بيوتٍ نسِيَتْها الإمبراطوريَّةُ الرّومانيّةِ على قارعةِ الصِّراطِ(2) المُتَعرِّج. قبَّعاتٌ فولاذيَّةٌ تنزلِقُ من سفوحِ التِّلال. رمادُ رَماديٌّ ما زالَ يتدفَّأُ على بقاياهُ في "الطَّابونِ" المُعلَّقِ من الدَّرَكِ السَّابعِ عنْدَ قَعْرِ الأرض(3). جرسُ الكنيسةِ المعلَّقُ من قدمِهِ، يقرأُ طالعَهُ ويشعرُ بالبَرْدِ فيقشعرُّ ويبتلِعُ لسانَهُ في هذا اللَّيل. طَحينٌ أَسمَرُ، مخفِيُّ في الأَثاثِ المًؤَلَّفِ من وحلٍ ونُثَارِ القمْحِ ويدَيْنِ من خشَبٍ، ينتظِرُ المَاءَ والخميرَ والفَجْرَ والجَمْرَ. فهُنا، في هذه النّْواحي، يتحصَّنُ الخَميرُ في الطَّحينِ، ويقفزُ من بَيْتٍ لبَيْتٍ؛ خميرٌ يُنْجِبُ خَميرًا، في حدائقِ الجَراثيم الصَّديقة. والجَمْرَةٌ هُنا سلعَةٌ مجّانيَّةٌ، في هذا الزَّمان. قيلَ: تركَها سارقُ النَّارِ(4)، قبلَ أنْ يُنشَرَ لحْمُهُ على بَرْدِ السَّلاسل، خلالَ زيارةٍ صاخبةٍ قامَ بها الإسكندرُ الكبير. الفَجْرُ يخرُجُ من خلفِ البُحَيْرَةِ(5)، كلَّما هاجرَ اللَّيْلُ. والماءُ ينتظِرُ راحتَيْنِ وترنيمةً وابتهالاتٍ ومزاريبَ السَّماء. (2) حيرامُ ابنُ أبيه(6) يأتي؛ يدٌ فِرجَارٌ ويدٌ مَسْطرَةٌ. ظِلالٌ تصعَدُ من ظلالِ الوادي ومن الطُّرقِ المحفُورةِ بنعالٍ لُنْدُنُيَّةٍ. أَصابعُنا تختفي في هذا اللَّيْل الثَّقيل، فلا سبَّابةَ في الجوارِ نُطلقُها احتِجاجًا. على الجبلِ البعيدِ بقايا دُخانٍ وأسطورةٌ عن ملوكٍ وأرملةٍ ومسطرةٍ وفرجارٍ. في زقاقِ الحارةِ شظايا قِشْرةِ برتقالةٍ مستوردةٍ من رَمْلِ يافا. حكايةٌ قديمَةٌ تمشِي على وجهِ البُحَيْرَة المجاوِرة. شِعاراتٌ بطوليَّةٌ تعتَلي شمَّاعاتِ الهزائمِ وترحلُ مع جيشٍ من كلام. كلابُنا لا تستنبحُ الضَّيْفَ، ولا الضَّيفُ يستنبِحُها(7). ثَوْرُ الجيرانِ أنهكَهُ الرّكضُ في الأَثلام. ديكٌ مزركشٌ يكتُمُ صَيْحتَهُ من فوقِ قمَّة القُنِّ ويدوسُ في هذهِ الظُّلمةِ على هيْبَتِه. زيتونُنا السّوريُّ والرّوميُّ يُمارِسُ مؤامرةَ الصَّمْتِ. قِطَطٌ نحيفةٌ تستعدُّ لخسارةِ الحضنِ الحميمِ وتموءُ بلا صوتٍ على أبواب مواسمِ العِشْقِ. لكنْ، مَن هُنا، مَن هُناك؟ تسألُ أمُّ ذيب.* (3) نبوخَذنَصَّرُ(8) يحتلُّ مساحةَ الحُلْمِ. عُيُونُنا مغمِضَةٌ بلا جفونٍ. سَقفٌ مُدَعَّمٌ بالقشِّ الذَهَبيِّ والخشَبِ العتيقِ، يفقدُ شُقرَتَهُ. حروبٌ تجيءُ، حروبٌ تغيبُ، في أرضٍ مستعمرةٍ منذ أنْ انقرضَ الدِّيناصور. في الجِوارِ جُدرانٌ ساقِطَةٌ من شُرُفاتِ الامبراطوريَّات القَديمةِ، آلِهةٌ تُطلُّ من رُفاتِ الجِرارِ المُهشَّمة، أصداءُ رقصٍ على رَبابَةٍ مُحطَّمةٍ بِلا وَتَرٍ، تَميمَةٌ في شكل كومةٍ من غُبارٍ، رجُلٌ يقفُ على رجلِ واحدةٍ فوق عامودٍ على أبواب الشَّام ويقطف ما شاءَ من شجَرِ العجائب(9). جزمةُ طفلٍ مقطَّعَةٌ في البِئْرِ الذي ينقصُ كلَّما زِدنا عليه. سيْفٌ ورمحٌ ولوْعَةٌ مصدوءةٌ وصلاةٌ تعبَت من نفسِها. سنقولُ في هذا اللَّيْل: حَرْبٌ واحدةٌ أَخيرةٌ وننتهي. هكذا نُمنِّي النّفسَ المُلقاةَ على بساطٍ أحمديٍّ. لكنَّ الأحلامَ مُشوَّشةٌ، مثلَ التَّاريخ تمامًا. (4) مَنْ هُنا؟ مَنْ هُناك؟ تسألُ أمُّ ذيب، خلفَ طابونِها المعلَّقِ من أنفِ الدَّرَك السَّابع. مَنِ الّذي يقفُ على قلبٍ من حَجَرٍ، فوقَ المدرسَةِ المُؤلَّفةِ من صفَّيْنِ وسَبُّورتَيْن وعشرةِ فتيان وكهلٍ نشيطٍ وثلاثِ بنات؟ مَنِ الذي يدوسُ، في هذا اللَّيْلِ الثَّقيلِ، على دائرةٍ حَفَرْناها في تُرابِ الطَّريقِ بأظافرِنا المُكَحَّلةِ بترابِ الطَّريق؟ من الَّذي يسرِقُ حبَّاتِ البَنانيرِ من جيبِ بنطالي المُرتَّقِ بيديِّ جَدَّتي؟ مَنِ الَّذي يسرقُ سيَّارتي المصنوعةَ من عُلْبَةِ سردينٍ إنجليزيِّةٍ وخيطِ مَصِّيص؟(10) مَنِ الَّذي يقُطِّعُ، في هذا الصَّمْتِ اللّانهائيِّ، قماشَ بيتِ الكِتابِ(11) ومطَّاطَ نُقَّيْفَتي(12) وجرابَ جَدِّي الَّذي أخفيتُ فيه بذورَ المشمش؟ (5) عصافيرُنا تهربُ من فِخاخِنا على هديرِ المدفعيَّة. دجاجُنا يُضْرِبُ عنِ البَيْضِ والزَّعيقِ كلَّما رحلَتِ الشَّمسُ نحوَ الجُنوب. عنزتُنا الشَّاميَّةُ تعطسُ وَرَقًا أصفرَ وتخلَعُ ثديَها كُلَّما اقتربَ الشّتاء. حمارُ الجارِ، الغارقُ في مسائلَ لا نفهمُها، مربوطٌ بتنازُلِهِ عن حرَّيّتِه وبسلسلةٍ من البْرونزِ المُشرَّبِ بالأخضر. نقولُ: سنأكلُ اليومَ العدَسَ والبُرغُلَ والبصَلَ المُحمَّصَ بزيتِ الزّيتون. سنأكُلُ ما سقَطَ سهوًا من يديِّ بعْلٍ(13). سقطَ الظِّلُّ عندَ الزَّوالِ على أطلالِ سَفْحِ الجبلِ الغربيِّ، فسقطَ العَدَسُ المستديرُ في الأواني المستديرةِ الواقفةِ على المواقِدِ المُستديرة. سنأكلُ ما تيسَّرَ، إلى أَنْ تعودَ العصافيرُ إلى السِّنديانِ المُعلّقِ في خواصرِنا. وسوفَ ننتظرُ الصَّباحَ، لكي نستردَّ الحُلمَ المُفَتّتَ. سننتظرُ الظَّهيرةَ كي نستعيدَ غفْوَةً أكلَها اللَّيْلُ الطَّويلُ. سننتظرُ المساءَ كي نُعيدَ للكلابِ آذانَها وللدِّيكِ المُلوَّنِ صيْحَتَه وهيبَتَهُ الضَّائعة. سننتظرُ رحيلَ الغَبَشِ لنستقبلَ الضُّيوفَ بدَلَّةِ قهوةٍ(14). سننتظرُ اللَّيْلَ القادمَ لنعُدَّ بذورَ المُشمِشِ التي كسِبْنا في يومٍ مضى، ونمسحُ وجهَ السَّبُّورةِ بالمِمحاةِ، ونفركُ ما علقَ على أحداقنا من سوادِ السّهاد. سننتظرُ عودةَ الصّيفِ لنجمعَ مسطرةَ ابنِ الأرملة وفرجارَه في صندوقٍ من رخامٍ، ونحملُ جثَّتَهُ المكسورةَ عند أقدامِ الهيكلِ، إلى مثواها الأخير. سننتظرُ، وننتظر. (6) لكنَّ جنودَ نبوخذنصَّر يسبقونَ الصَّباحَ إليْنا. يأتونَ مُدجَّجينَ بالبنادقِ الشَّماليَّةِ والأساطيرِ المُتناسلةِ من قَبْلِ بابل، فيرجمونَنا بإلٰهٍ غابَ طويلًا واستيقظَ غاضبًا في فراشِنا. سنقولُ لهم، بلهجةٍ لا يفهمُها غَيْرُ الأبوريجيِّين(15): لا هياكلَ عندَنا ولا قبورَ أنبياء. وسوفَ نقولُ: عندنا كومةٌ من الحجارةِ المُتَحلِّقَةِ فوقَ الرَّماد، من زمنِ البُركانِ الأوَّل، وطحينٌ فقيرٌ وإناءُ فخَّارٍ وزقزقةٌ هاربةٌ من حواكيرِنا. عندنا تينةٌ تتعرَّى في الخريفِ، ولوزةٌ تنتظرُ قميصًا جديدًا في الرَّبيع. عندَنا جمرةٌ سقطَتْ من منقارِ نَسْرٍ عابرٍ وما فتئتْ تدورُ على المواقد. سنقولُ: عندَنا مدرسةٌ من غُرفتَيْنِ وعشرة فتيانٍ وكهلٍ وصبايا ثلاث، وسبّورتَانِ شاحِبتَان وحفنةُ كلْسٍ لكتابةِ جُملَتَيْن. ولا هياكلَ عندنا، ولا أسوارَ ولا كنزَ سُليمان. (7) نكادُ نذكُرُ ما جرى؛ مرَّ المُهاجرونَ من هُنا، أكثرَ من مرَّةٍ، واستعاروا حفنةَ ماءٍ ليبكوا قليلًا. ومن هُنا، في كلِّ مرَّةٍ، مَرَّ الأقوياء. من سيجيءُ من هُنا، من سيجيءُ من هُناك؟ تتوقّفُ الشّمسُ ساعتَيْنِ، خلفَ البُحيْرَةِ. يتأخَّرُ الصُّبحُ. يتسلَّلُ الفَجْرُ، من مساماتِ الطَّين وشقُوقِ النَّوافذ التي فقدَتْ ظرفاتِها، ويسرِقُ المناديلَ من أحلامِ الصَّبايا والسُّروجَ من خيالاتِ العازِبين. ننامُ هنا بلا جفونٍ، تحتَ سقفٍ فقدَ شُقرتَهُ في هذا اللَّيلِ الثَّقيل. وننتظر. (8) تتلكَّأُ الشَّمسُ. ابنُ الأرملةِ يسقطُ من سقْفِ الهيكلِ. حيرامُ يعودُ بلا نعلَيْنِ إلى صور. والدَةُ ابنِ أبيهِ تشقُّ صدرَها. اثنا عشرَ كوكبًا يسقطونَ في البئْرِ. ونسيرُ إلى القطبِ الشّماليِّ، بِصُرَرٍ من هواءٍ. قلوبٌ من رصاصٍ تطاردُنا. أنفاسٌ أخيرةٌ تنفخُ في جمرِ الطّابون. وفي الأزقَّةِ الضّيّقةِ، فوقَ الحجارةِ التي نسيَتْها بيزانطيا في "إيلابو"(16)، ما زالَ زعيقُ أمِّ ذيب يجمعُ نفسَه ويدقُّ على الأبواب. _____________________________________ هوامش وإضاءات: أمُّ ذيب، هي إحدى شخصيَّات عليبون، في فترة المجزرة في العام 1948. ويجدر الإطلاع على تفاصيل المجزرة بما لإضاءة الكثير من الرّموز والإيحاءات الواردة في هذا النصّ. (1) خيرام هو ملك صور، الذي يُحكى أنَّه أرسل إلى الملك سليمان بن داود البنّائين وخشب الأرز والرّخام وغيرها من وسائل البناء، لبناء الهيكل في القدس. ومن هنا جاء اسم العمليّة العسكريّة (حيرام) التي احتلّت خلالها إسرائيل غالبية مناطق الجليل في العام 1948، بما فيها قرية عيلبون في الجليل الأسفل، وقتلت بدمٍ بارد إثني عشر شابًّا من أبناء القرية في أربعة مواقع في القرية، ثمَّ قامت بترحيل أبنائها إلى لبنان وقتلت رجُلّيْن آخرَيْن (إلى أن عادوا بعد حوالي شهرين). (2) يعتقد البعض أنَّ كلمة "صراط" من أصلٍ لاتيني: Sarata، وتعني الطريق السّريع الذي كان يستخدمه الجيش الرّوماني للسّيطرة على البلاد التي كان احتلّها في الشرق الأدنى. (3) الدّرك السّابع هو الدّرك الأخير من جهنّم، في باطن الأرض. (4) سارقُ النّار هو بروميثيوس. حسب الأسطورة الأغريقية، سرق النّار من الآلهة وأهداها للبشر. وقد عوقب بربطه بسلاسل، فيما كان نسرٌ عملاق يأكل كبده. (5) بحيرة طبريّا، الشهيرة في أكثر من سياق. (6) حيرام ابن أبيه، هو البنّاء الرئيس الذي أرسله حيرام ملك صور لبناء هيكل سليمان. وقد ربّتْه والدتُه الأرملة. وحسب الأسطورة، قتلَهُ معاونوه. وهنالك روايات ٌ شتّى حولَه، منها إنَّ الذي أوعز بقتله هو الملك سليمان نفسُه بعد أن أتمَّ بناء الهيكل (وهذا يذكَرنا بقصّة "جزاء سنمَار"). وقد تبنّاه البعض رمزًا لهم، بمسطرته وفرجاره، مثل حركة الماسونيّة. (7) الكلاب، في التّراث العربيّ القديم، تنبحُ عند قدوم الضّيوف وتدفع أصحابها لإكرام ضيوفهم. فالضّيوف تستنبحُ الكلاب. والنّار المشتعلة، وفقًا لهذا التّراث، كانت تهدي الضّيوف وتدعوهم إلى أصحاب المواقد. وهكذا كان أصحاب الموقع يستقبلون الضّيوف بما يليق. أنظر بيت شعر الأخظل الكبير (العصر الأمويّ) الذي جاء فيه (هجاء): قومٌ إذا استنبحَ الضيفانُ كلبَهُمُ قالوا لإمِّهم بُولي على النّارِ وقد اعتبره الكثيرون بيت الشّعر الأكثر هجاء في التّاريخ العربيّّ. (8) نبوخذنصّر هو الملكُ البابلي الذي احتلَّ البلاد وسبى اليهود (سبي بابل). (9) هو سيمون الرّاعي، الذي حُكيَ عنه أنّه، في تنسُّكِهِ، وقف على عامودِ لمدة عقود، وكان من عمق إيمانِه وعزوفه عن الدُّنيا يخاطب السّماء ويأتي بالمعجزات والعجائب (فترة الإمبراطوريّة البيزنطيّة). (10) خيط المصّيص هو خيط من الألياف. وكنّا، في طفولتِنا، نربطُه من خلال ثقبٍ في علبة سردين فارغة، ونجرُّ العلبة باعتبارها سيّارة أو شاحنة. (11) بيتُ الكتاب هو قطعة قماشٍ مُخاطَةٌ بحيث تتحوّل إلى حقيبة بسيطة، كان ابناء الفقراء يستخدمونها لوضع كتبهم فيها في طريقهم إلى المدارس ومنها، في غياب الحفائب الجلديّة. (12) النُّقَّيفة، هي أداةٌ للصّيد وقذف الحصى: مؤلّفة من قطعة خشب مشعّبة (على شكل الرّقم سبعة)، وتحت رأس السّبعة يتّصلُ مقبض، وعلى طرفي الرقم سبعة من الأعلى مربوطٌ وتَران مطاطيّتان، وفي الجهة المقابلة قطعة جلدِ ينتهي عندها الوتّران المطَّاطيّان. بعد شدِّ المطّاط وإرخائه، تتنطلف الحصوة باتّجاه الهدف. والنُّقَّيفة لا تكلّف شيئًا، وهي تعمل وفق مبدأ عمل القوس. (13) أحدُ ألهة الشرق الأدنى القديم، بما في ذلك في مملكة/مدينة صور. ويبدو أنَّ كلمة الزراعة البعليّة مأخوذة من هُنا، أي الزّراعة التي تعتمد على الأمطار (وليس الرّيّ)، والتي بدورها تسقط من السّماء بأمرٍ من الإله "بعل". (14) الدّلّة هي أحدى أدواتِ تحضيرِ القهوة العربيّة المرّة، وتوحي أكثر من غيرِها بإكرام الضّيف. (15) الأبوريجيون: سكّان أوستراليا الأصليّون البدائيّون، الذين اجتاحهم المستعمرون الأوروبّيون وارتكبوا بحقِّهم المجازر والتّهميش. (16) يعتقدُ البعضُ أنَّ أصلَ اسم قرية عيلبون هو "إيلابو"، الذي أطلقه البيزنطيون عليها. وهنالك من يعتقد أنَّ أسمها عربيّ ويعني الصَّخرَ الصّلب.