استيقظت على وقع خطوات متسرعة فركت عينيها وهي تتساءل مهمهمة أتراه من الصباحيات التي تحمل في طياتها سر كهوف الأزمنة الغابرة وخشيتها لم تترك لنفسها هنيهة للإجابة وسارعت بالنهوض متعثرة تسبقها أطراف ثوبها المتهدلة على بلاط الغرفة وقبل أن تبلغ مقصدها اعترضها طليقها وكلماته تتناثر هنا وهناك تجر خلفها صداها بين أركان المكان ومن داخل جدرانه كان يولول فلم تفهم من أقواله إلا القليل لكنها عرفت ما كان يردد من سياق كلام تعودت على سماعه في جل الأيام التي كان يقوم فيها بزيارة البيت متعللا برعاية أولاده والاطمئنان عليهم تسمرت حيث التقت معه وكل مسام وجهها المكفهر ترتعش غيضا وخوفا تنتظر أن ينهي الصياح فتتمكن من الإجابة عن مجموعة الأسئلة البغيضة التي وجهها في خضم صراخه ولكن لم ينتظر أن تنبس بكلمة وبادر بالخروج دون أن ينقطع عن المواصلة الصاخبة في إرداف عبارات الزجر والشتم والتأنيب تنفست الصعداء رغم ما انتابها من وجوم وما اعتراها من وجل ففي كل زيارة كانت قناعاتها تزداد عمقا في كون رغبته في مراقبتها ومضايقتها لن تخبو أبدا