إن إنسحاب هيئة الأممالمتحدة من النزاع القائم فى الصحراء قد يكون أمرا مستبعدا فى ظل عدم وصول الطرفين إلى حل يرضيهما معا0 لكن يمكن لهيئة الأممالمتحدة أن تنسحب من هذا النزاع إذا إضطلع الإتحاد الإفريقى بهذه المهمة وبمهمة حفظ السلم والأمن فى المنطقة0كما أن الولاياتالمتحدة الأميريكية قد عملت على تجنب منظمة الأممالمتحدة من فرض حلولا على طرفى النزاع فى الصحراء الغربية0 لأن المملكة المغربية ترفض فرض حلا عليها خاصة إذا كان هذا الحللا يحقق أملها الأساسى وهو أن تنضم الصحراء الغربية إليها0 هذا فى وقت قد كسبت فيه كل من المملكة المغربية وجبهة البوليساريو فى سياستهما الخارجية ود وتأييد الدول الدائمة العضوية فى مجلس الأمن وعدم إغضابها على خلاف الدول التى إختارت المواجهة مع مجلس الأمن والتى قد فرض عليها مجلس الأمن طبعا شتى ضروب العقوبات0 هذا طبعا وقد شكلت المواقف الخلفية للجزائر فى تجاه روسيا من أجل التأثير عليها لمواجهة الإقتراح الأميريكى القاضى بإعتماد خيارالحكم الذاتى الموسع مع تعديل إتفاق الإطار0 وهى طبعا مواجهة قد برزت بوضوح فى إجتماعات مجلس الأمن0 وأثمرت بنتيجة إيجابية للتحرك الجزائرى هذا بعدم إعتماد المقترح الأميريكى وإعادة الإعتبار لخيار تقرير المصير فى سياسة الأممالمتحدة إزاء ملف الصحراء الغربية0 وهذا طبعا مما إنعكس سلبا على وضعية العلاقات بين الجزائر والمملكة المغربية0 وهذا ظاهر فى إنتقاد المملكة المغربية للطرح الجزائرى لقضية الصحراء الغربية 0و المتمثل فى الطرح التجزيئي0 وهى تطورات تكشف أن تجاوز الأزمة بين المملكة المغربية والجزائر لم يكن تجاوزا حقيقيا 0 رغم أنه قد تم تدارس بعض الملفات الأمنية بين البلدين0 إضافة تبنى الجزائر فى كل مرة فكرة أنه ليس للجزائر أطماع لا فى الصحراء الغربية ولا فى المغرب 0 منجهة وأنها مستعدة من جهة ثانية لتحسين العلاقة مع المملكة المغربية وتلك ملف الصحراء الغربية لهيئة الأممالمتحدة 0 وهذا طبعا قد كان بهدف تجاوز الأزمة بين البلدين 0 إلا أن الأحداث قد دلت على ملف الصحراء الغربية سيبقى ملفا عالقا ولم يتمكن البلدين الجارين من تجاوز الأزمة القائمة بينهما0 كما أن المملكة المغربية تعتبر كل تحرك جزائرى من أجل مواجهة مشروع الحل السياسى من جهة ودعم أطروحة تقسيم التراب الصحراوى بين جبهة البوليساريو والمملكة المغربية هو بمثابة ضربة لفكرة الوحدة المغاربية 0 لكن ترى الجزائر من جهتها ترى بأن هذه مفارقة عجيبة لأن المملكة المغربية سبق وأن إقستمت الصحراء الغربية مع جمهورية موريتانيا مع أنه فى الحقيقة جبهة البوليساريو أولى 0 إلا أن قضية تقسيم الإقليم الصحراوى بين المملكة المغربية وجبهة البوليساريو فهذا الإقتراح قد رفضه الطرفان كل من المملكة المغربية و جبهة البوليساريو0 فالمملكة المغربية ترفض أن تستأثر جبهة البوليساريو بجزء من الصحراء الغربية من جهة وجبهة البوليساريو ترفض من جهتها أن يقتطع أي شبر من أراضيها 0 كما قيل يومها بأن الجزائر هى التى كانت صاحبة هذا الإقتراح فى مجلس الأمن الدولى لينفجر صدام مغربى جزائرى0 ورأت المملكة المغربية يومها أن هذا الموقف يكشف عن الأطماع التوسعية للجزائر ونزوعها للهيمنة فى المنطقة المغاربية ويبطل دعاوى حق تقرير المصير التى كانت ترتكز عليها الجزائر فى دعمها لجبهة البوليساريو0 وادعمت المملكة المغربية أن هذا الإقتراح وهذا الموقف الجزائر مناقض للمبادئ التى إنبنى عليها الإتحاد المغاربى 0 كما أن المملكة المغربية قد إتهمت الجزائر بأنها تحاول إفشال الحل السياسى لقضية الصحراء الغربية ونسفه 0 لأن خطة تقسيم المغرب تهدد المغرب وتدفعه للبلقنة وما زاد طبعا من تأزيم الوضعية يومها هى إقدام الرئيس الجزائرى عبد العزيز بوتفلقة على زيارة مخيمات تند والتى طبعا عدت يومها سابقة نادرة لم يسبق لأى رئيس جزائرى أن قام بها منذ عام 1976 وذلك فى نهاية عام 2002 وعاد بعدها ليعلن أن قضية الصحراء الغربية ليست ملفا يطوى 0 و أن مصير الإتحاد المغاربى مرهون بها0 كما زادت الجزائر من تأكيدها على التشبث بخيار تقرير المصير كحل لنزاع الصحراء الغربية وما يسلتزمه من تطبيق لخطة التسوية وهى طبعا المواقف التى تحكم التعاطى الجزائرى مع القضية الصحراوية0 أما الحل المقترح لحل قضية الصحراء الغربية والمتمثل طبعا فى بقاء الصحراء الغربية تحت سيادة المملكة المغربية مع منح الشعب الصحراوى صلاحيات التسيير الذاتى لمدة نصف عقد من الزمن 0 ثم بعده يجرى إستفتاء فى القضية بين الإستقلال أوالإنضمام0 جعل جبهة البوليساريو ترفض هذا الحل واتهمت منظمة الأممالمتحدة بالإنحياز والمسايرة لتطلعات المملكة المغربية وعدم مسايرة الشعب الصحراوى فى تقرير مصيره 0أم بالنسبة لفكرة التقسيم فإنها قدلا تكون حلا مثاليا و مرغوب فيه لحل النزاع فى الصحراء الغربية 0وفقا لتصور الكثير من المتتبعين لملف الصحراء الغربية0 ومع ذلك فإن اللجوء إليه قد تم اللجوء إليه فى العديد من النزاعات الدولية سواء بطريقة مقصودة أو طريقة غير مقصودة وبمباركة من هيئة الأممالمتحدة خصوصا عندما يكون على أرض الواقع كما حدث مع المانيا سابقا أو فى شبه الجزيرة الكورية التى لازالت لم تتوحد إلى اليوم 0 والتى يرى الكثير من المتتبعين مثلا لقضية الوحدة الكورية أن السبيل الوحيد والأنسب والأكثر معقولية لتحقيق الوحدة فى ظل الظروف السائدة هو عقد مؤتمر كورى كبير غايته وضع أسس لبلورة وإحراز الوحدة الكورية بحيث يكون هذا المؤتمر نواة لإقامة نظام إتحاد كونفدرالى بين الشمال والجنوب مع الإبقاء على النظامين القائمين فيهما فى الوقت الحاضر0 وفى حالة إقامة الإتحاد الكونفدرالى بين الشمال والجنوب بعدها يكون من الأحسن أن تسمى دولة الإتحاد الكونفدرالى بجمهورية كوريا الإتحادية0