توفى صباح اليوم فنان ورسام الكاريكاتير المصرى أحمد حجازى، الشهير باسم "حجازى" عن عمر يناهز 71 عاما بعد رحلة إبداع طويلة، في الصحف والمجلات العربية والمصرية. وهو رسام كاريكاتير مصري ساخر، ولد سنة 1940 فى طنطا. ويعد واحد من بين 11 طفل أبوه سائق قطار ، بيته على ضفاف شريط السكه الحديد فى كفر العجيزى فى طنطا . اصطحبه والده وهو طفل ليرى مصر عبر نافذة القطار، وقبل أن تقوده موهبته إلى القاهرة، درس بمدرسة الأحمدية الثانوية بطنطا ليلتحق بعدها بكلية الفنون الجميلة. وفى عام 1954 بعد ما شهدته مصر من تغيرات وتحولات فى جميع مناحى الحياة إثر قيام ثورة يوليو، رشحه الكاتب الصحفى الكبير أحمد بهاء الدين للعمل معه فى مؤسسة روزا اليوسف، التى كانت تعج بعظماء الرسامين أمثال صلاح جاهين، وجورج بهجورى، ورجائى ، ليصبح بعدها حجازى واحدا من أبرز رسامين الكاريكاتير ، بعد سلسلة أعماله فى مجلة الأطفال "سمير" حيث أبدع الكثير من رسومات الأطفال من بينها مجموعته الشهيرة "تنابلة السلطان" . عمل حجازى فى مجلة صباح الخير ، واتسمت أعماله بالتميز فهى لا تخلو من السخرية والفكاهة والدهشةمن بساطة رسومه وما تحمله من أفكار عميقة . وارتبط فن حجازي بقضايا البسطاء من المصريين، واستطاع أن يعبر برسومه عن الطبقة الشعبية التي يفخر دائما بانتمائه اليها فدافع عن حقوق الفقراء، وتهكم علي مظاهر الفساد ووقف مع حلم الثورة وانتقد المتاجرين بها. ومن أشهر شخصياته:- الحشاشون والمساطيل الظرفاء واللصوص المفسدون، والمواطنون البلهاء. وشهدت رسوماته تحولا كبيرا بعد نكسة 1967 وإزادت حدتها مع فترة الانفتاح الاقتصادى فى سبعينات القرن الماضى، وأيضا زيارة السادات للقدس، وما صاحب تلك الفترة من تغيرات فى قيم المجتمع المصرى، كما ظلت منحازة إلى الطبقات الشعبية. تميزت خطوط حجازى بانسيابية كبيرة وتناسق بديع فى الألوان، كما تميزت إبداعات حجازي بالانتقادات اللاذعة، وأسس مدرسة جديدة تعتمد على فكرة " الواقع المعكوس" التي ترصد الواقع بلا تدخل استناداً لمفارقات هذا الواقع المضحكة. إعتكف سنين حياته الأخيرة في منزله الريفي، رافضا ضجيج وصخب المدينة، ليختار العزلة بعد أن كانت القاهرة حلمه حيث قرر الفنان الكبير حجازى الاعتزال فى التسعينات من القرن العشرين ، وابتعد بذلك عن القاهرة وعادإلى طنطا مسقط رأسه.