د. هبة الأخضر من أخطر المعارك التي يمكن أن تخوضها يوما هي معركه الوعي ,, بمعني أن تخوض معركه كامله لتغيير قناعات عقليه مغلوطه بأخري صحيحه ,, وهذا النوع من المعارك هو الجيل الجديد في الحروب ليس فقط بين أشخاص متنافسين أو بينهم نوع من العداء ولا بين شركات ومؤسسات متنافسه تعمل علي فرض مصالحها وبسط نفوذها في السوق وتحقيق أرباح , لكن هي الان جيل جديد من الحروب بين الدول وبعضها البعض ,, فلم يعد إستخدام القوه العسكريه فقط هي وسيله التعبير عن العداء أو الحرب لكن الآن معارك الوعي والمعلومات من أخطر ما يمكن ربما هي ما تسبق مباشره الحرب العسكريه بمعناها التقليدي , ذلك لأنها ربما ما تمهد لها الطريق لتحقيق نصر ساحق وهدف منشود ,, إذن علينا أن ننتبه اليوم لوعي المصريين بكل وسائل مخاطبة الوعي وتشكيل الوجدان والعقول بدء من المدرسة للجامعة للمسجد والكنيسة وحتي وسائل الإتصال والإعلام ,, إذا حددنا هدفنا فسنختصرالطريق للوصول حتما ,, قرأت منذ أيام قليله خبر إنتحار إحدي الشابات الناشطات وبغض النظر عن أيدولوجيتها الفكرية أو انتمائها السياسي فقد شعرت بحزن شديد لهذا الخبر , فكيف لشابة مثقفة واعية أن تقدم علي الإنتحار ؟ وبعد أن قرأت آخر كلماتها المنشورة علي مواقع التواصل الإجتماعي أحسست بمسئولية كبيرة تجاه تشكيل وعي هؤلاء الشباب ,, كيف تتركه الدولة عرضة للتلاعب بأفكاره ومعتقداته ؟ كيف تتركه الدوله عرضة للضياع الفكري الذي وبلا شك سيوصله للضياع المعنوي ثم المادي وهو ما قد كان ومنتظر أن يكون ؟؟ أين مسئولية الدولة في الإهتمام والحفاظ علي هؤلاء الشباب ؟؟ الشباب ثروتنا القوميه ومستقبل مصر ؟؟!! التقصير من كل ما ذكرت من مؤسسات ومن الإشراف والمتابعة عليهم , التقصير في فساد وإهمال عقول الكبار من يجلسون علي كراسي المسئولية لا يهتمون منها سوي بالبريستيج والمقابل المادي أما المسئولية والعمل ف ( علي ما تفرج ) ,, إنتبهوا يا سادة لأبنائنا وشبابنا فهم ما نبغي للبناء لمستقبل وطن قادم ,, إنتبهوا لمن يعبث بعقولهم ويبث سمه في وجدانهم في غيبة كاملة وفشل من كل مؤسسات التوعية في الدولة ,, خواء هذا الجيل هو الضربة القاتلة لمصر فلا تسمحوا لها أبدا بضرب أحلام الوطن في مستقبله زهرة شبابه وأجياله القادمة .. أعلم جيدا أننا نواجه تحديات ضخمة داخلية وخارجية ,, لكن لا تجعلوا همكم الأكبر هو الحفاظ علي الحدود ومكافحة الإرهاب والعنف وفقط ,, بل إنتبهوا للإرهاب والعنف الفكري ذلك ما يوصلنا مباشره لما تحاربونه اليوم من الإرهاب والعنف والقتل ,, ثم الإنتحار ! أضع الجميع أمام مسئولياته وأمام ضميره ,, نحن محاسبون علي هؤلاء الشباب فلا تضيعوهم , فكفي بالمرء إثما ضياعه من يعول ,,, للحديث بقيه ,, د.هبه الأخضر