p style=\"text-align: justify;\"لم يشعر \" براجي \" بأدنى ذعر وهو يري شرطي مسلح يترجل عن دراجته النارية ويلحق به صارخا آمرا إياه بالتوقف .. كان الموقف ذاته كفيلا بتحطيم أعصاب أي شخص .. أي شخص عادي ليس في قبضة روح قديمة شريرة لا تُغلب ! كانت \" شاندا \" ساقطة علي حجره بعينان جاحظتان وأنفاس مقطوعة صامتة وكانت جريمته كاملة بأكمل ما يكون الكمال .. تصرفت الروح الساكنة في جسد \" براجي \" علي مسئوليتها .. أزاح جسد الفتاة جانبا بضراوة فسقطت نصفها علي أرضية السيارة والنصف الثاني ممدد علي المقعد المجاور .. مد يده وفتح الباب ونزل من السيارة ببطء وهدوء .. لحقه الشرطي وهو يصرخ فيه ويأمره بأن يضع يديه فوق رأسه .. مشي \" جون \" ببطء حتى حاذي الشرطي ووقف موليا وجهه ناحية سيارته : \" لا تتحرك ! \" كان الشرطي متوترا يتصبب عرقا داخل ثيابه لكنه يحاول أن يبدو مقداما شجاعا : \" يداك فوق رأسك ! \" ابتسم \" جون \" وهو يطيع ويرفع يديه .. بدا أنه أستسلم وسيضع يديه فوق رأسه ويمضي مستسلما مصفدا بالأغلال الحديدية .. أقترب منه الشرطي خطوتين .. كانت شفته السفلي ترتجف بشكل عصبي وبزاوية عينه ألقي نظرة علي الجثة الظاهرة داخل السيارة المتوقفة الساكنة .. أقترب الشرطي أكثر محاولا البدء في تقييد يدي المشتبه المتلبس بجريمة قتل كاملة الأركان في سيارته .. فجأة أنفجر \" براجي \" ضاحكا .. كان صوت ضحكه مثيرا للرعب بتلك النغمة الغير بشرية التي تنفجر من أحباله الصوتية .. تعالي صوت ضحكه بغتة فشعر الشرطي المسكين بهبة ريح قوية ومعها صوت بوق يجلب الصمم تدوي في أذنيه .. خارت قواه وأسقط سلاحه ورفع يديه ليحمي أذنيه من عنفوان هذا الصوت المثير للهلع ! أنقض عليه \" جون \" تماما في لحظة .. ألقي بنفسه فوقه فأسقطه أرضا وكبله بيديه وقدميه حتى شل حركته تماما .. أمسك برأسه التي سقطت عنها الخوذة بعيدا وخبطها بعنف فوق أرضية الطريق الصلبة فترنح الشرطي الشاب وتدفق دم قليل من جرح في مؤخرة رأسه جراء ارتطامها بالأرض .. حاول الشرطي المدرب أن يقاوم مستخدما ذراعيه وحاول أن يثبت المعتدي ويزيحه من فوقه لكن \" براجي \" تحولت عيناه إلي اللون الأحمر ولمعتا ثم أنطلق ليمسك بذراعي الشرطي وينحيهما جانبا وهو يضغط عليهما بقوة رهيبة .. لمعت نظرة حمراء مخيفة في عينيه وأنفتح فمه مطلقا سيلا من العبارات الغريبة بلغة غامضة مرددا ومرددا وهو يعتصر ذراعي الشرطي الذي تهاوي في قرار الموت وهو يسمع صوت ضعيف .. ثم دوي صوت تحطم عظام ذراعيه ! اتسعت عينا الشرطي الذي تمدد كجثة بيدين مكسورتين لكن المعتدي الذي يشبه شيطان في قوته ومنظره المخيف لم يرحمه .. ترك ذراعيه بعد أن حطمهما ولف يديه حول رقبته .. ضرب الشرطي بقدميه محاولا التملص لكنه لم يستطع أن يفلت .. أعتصر \" براجي \" عنق الشرطي وعيناه تلمعان ولسانه يردد العبارات الغامضة بلا توقف حتى تحطم عنق الشرطي وجحظت عيناه وتمدد ميتا بلا حراك أسفل القاتل الشيطاني ! أخيرا هدأت أنفاس \" جون \" .. أخيرا أستعاد منظره البشري وانسحبت الروح النجسة واختفت النظرة الحمراء المخيفة من عينيه .. لم يتبقي لديه الآن سوي مهمة واحدة صغيرة .. أن يقود السيارة بغنيمته عائدا إلي حيث تنتظره السيدتان .. لكنه كان طوال الطريق يغبط نفسه أنه عائد إليهما بغنيمتين بدلا من واحدة ! في تلك الليلة قصفت الفتيات واحتفلن بالنصر الكبير وشربن الدم حتى ارتوين .. لم يشاركهن \" جون براجي \" .. فقد أتفقن أن مشاركة الرجال في جمعهن غير مرغوب فيها مطلقا ! بدأ \" جون \" العمل كصياد لديهن وسرعان ما ضممن إليهن ، تحت وطأة سحر \" مولينجا \" الكنعاني القوي ، رجال آخرين .. كلهم قاموا بدور الصيادين دون أن تتاح لهم الفرصة المشاركة في دور العضو العامل المتمتع بكافة الامتيازات ! وحدهن بنات \" حواء \" هن من كان لديهن تلك الفرصة للمشاركة وارتشاف الخلود من جوف الكأس المحترمة .. بقيت \" خاتانا \" ، التي لا يقوي عليها الموت ، رمزا .. لكنها كذلك بقيت لغزا بالنسبة للجميع عدا \" مولي \" و\" بيني \" ! تطورت الأمور لصالح جماعتهن دون أن يقعن في مشاكل مع الشرطة رغم تكرار حوادث الاختفاء الغامضة لنساء يتساقطن حول منزل \" بيني \" مختفيات دون أن تظهر رابطة مباشرة تربطها ، هي أو صديقاتها الملتحفات بالغموض ، بتلك الحوادث المتكررة الغامضة .. مرت سنوات وبدا أن كل شيء قد أتستتب لهن ! شباب دائم وصحة موفورة تمتعت بها العضوات اللائي لم يبدوا علي إحداهن ملمح واحد من ملامح الإيغال في العمر .. تربعت \" بيني \" سيدة عليهن وإلي جوارها الكاهنة الحاكمة \" مولينجا \" التي كانت تحظي بتقدير ورهبة جميع العضوات ! لكن كل شيء في النهاية يؤول إلي مصير واحد محتوم .. الفناء والاختفاء ! وقد أتتهن الضربة ناعمة مباغتة مفاجئة مثيرة للهلع .. ففي أحدي لياليهن الصاخبة ارتكبت \" بيني \" خطأ صغيرا .. مجرد حركة صغيرة غير محسوبة بدقة نتج عنها سقوط الكأس .. الكأس المقدسة .. الكأس المحترمة .. كأس الأبدية المصونة التي يحميها الجميع ويحترمونها .. أفلتت من بين يدي \" بيني \" فارتطمت بالأرض وتهشمت .. في الصباح التالي مباشرة بدأت الأخبار السيئة !