في عقيدتنا الكبير المتعال نجله سبحانه وتعالى ليس كمثله شيء و لست هنا أتحدث عن عقيدتنا فذاك موضوع له أهله من أصحاب العلم والتقى و إنما أنا أتلمس هداهم و أجلس بين أياديهم لعل يصيبني فيض من فيوضهم فأكن من الصالحين برضا الله وفضله وكرمه . أما أنا فسأخوض في موضوع غيره فكل منا في حاجة إلي كبير . وقديما قالوا لنا من ليس له كبير فليبحث له عن كبير . و كل منا يعتز بكبير له في هذه الحياة يشد به ظهره ويشاوره في أمره وينزل على مشورته ويسمع نصحه ويعمل بها ويترك له قياد الأمور يسير خلفه ما دام قد إئتمنه والكبير بدوره يحفظ العهد بينهم . نريد كبيرا بأفعاله . لا بأقواله . لا بإعلام يطبل ويزمر. وصحافة تؤلهه . وكتاب راكعون خانعون . ان خير من نستأجر القوي الأمين وهم كثير في أمتنا وليس كما زرعوا في أنفسنا على مدى السنين الطوال أنه ليس في هذا البلد إلا هذا الولد . كأن نساء مصر العظيمات عقمن ولم تلد فيهم إلا واحدة اتت ببطل شق الغبار انه المغوار وقد غار والحمد لله . سئمنا الكبير الدنيء . الكبير السارق . الكبير الخائن . الكبير الصغير في أفعاله . الكبير الذي يسلط علي شعبه زبانية العذاب من أمن دولة إلى أمن مركزي إلي ... . وقد قال الشعب كلمته الكبير الذي يخون الأمانة عليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين والسجن مثوي له ولجنوده أجمعين . وفي عهد بلغ الفساد إلي الركب على قول أحد منهم فقد شهد شاهد من كبرائهم فصدق وهو من الكاذبين ولكنه أمر الله يجريه علي ألسنة البعض منهم ليفضح بعضهم بعضا بدون قصد إنها حكمة الله .كانوا يوزعون الأدوار منهم من يعارض ليمتصون غضب الناس فهم الحكام وهم المعارضة تشهد على ذلك انتخابات ألفين وعشرة . كبيرنا يخشى الله في رعيته . كبيرنا يسهر علي رعايتنا . كبيرنا يحفظ لنا وطننا . كبيرنا يحفظ لنا أموالنا . كبيرنا يحفظ كرامتنا . كبيرنا يوفر لنا لقمة هنية لنا و لأمن نعول . كبيرنا يوفر لنا عمل نبدع فيه كبيرنا يوفر لنا رعاية صحية . كبيرنا يوفر لنا رعاية إجتماعية . كبيرنا يحفظ علينا أمننا . كبيرنا يوفر لنا قوة ترهب عدونا . كبيرنا يوفر لنا ثرواتنا ولا يبددها . والكبار قدوة للصغار فكما يكون الكبير ينشأ الصغير فإذا صلح الكبار صلح الصغار وقد قيل صنفان إذا صلحا صلح الناس الأمراء والعلماء والشواهد تؤكد ذلك على مر الزمان و المكان . والكبير كان صغيرا يوما ما و بالتربية للصغار نضمن كبارا نرجوهم ونتماناهم ينهضوا ببلدهم و أهليهم فالأكبر والأصغر متلازمان وفي الحديث عن سيد ولد آدم صلى الله عليه وسلم (ليس منا من لم يوقر كبيرنا ويرحم صغيرنا ) . والصغر ليس عيبا ولا نقيصة ولكنه مرحلة يمر بها الجميع و في الصغر تجد البراءة فالطفولة البريئة مررنا بها جميعا والفطرة فالمرء يولد على الفطرة والصدق يولد الطفل صادقا فإذا كبر قد يتعلم الكذب ظنا منه أن الكذب قد ينجيه والصدق منجي . والمرء بأصغريه قلبه و لسانه والقاعدة الفقهية تقول أن المسلمين يسعي بذمتهم أدناهم فلا فرق في الإسلام لمكانة الكل في الصلاة صفا واحدا وفي الحج تتساوي الرؤوس وفي الموت الكل في التراب . ومن يتحمل مسؤولية قومه يبقي خادما لهم مساويا لأي منهم فهذا أبو بكر الصديق رضي الله عنه يعلنها مدوية ( إني ولييت عليكم ولست بأفضل منكم ) وذاك رسول كسري يذهل عندما يري أمير المؤمنين عمربن الخطاب ينام تحت شجرة فيقول قولته معترفا بعظمة الإسلام وقد جسدها أمير المؤمنين بعدله ( حكمت فعدلت فأمنت فنمت ) هؤلاء كبراؤنا بالأمس نرجوا مثلهم اليوم وما ذلك علي الله بعزيز فلنحسن الإختيار لنضمن مستقبل لأولادنا أفضل من حاضرنا