ظاهرة الطلاق في المجتمعات العربية، من الظواهر الاجتماعية المتفاقمة، وتأثيراتها سلبية جداً، على المجتمع العربي بعامة، ولأسرة والزوجين والأبناء بخاصة، وهذه الظاهرة، تعمل على تمزق الأسرة العربية، وتشرد الأبناء، وضياعهم، وبالتالي، تفكك المجتمع، وزيادة المشاكل الداخلية فيه، وانعكاسها سلباً على كافة المرافق الاجتماعية، والاقتصادية، والصحية، ولمعرفة أسباب ظاهرة الطلاق المتفاقمة في المجتمعات العربية، طرحنا السؤال، على مجموعة من السيدات العربيات المبدعات، والخلاقات والمثقفات، ومن لهن باع طويل، من التجربة، في المجتمع العربي، وهن من دول عربية مختلفة، استجبن لطلبي بالإجابة على سؤالي لهن أعلاه، وكانت إجاباتهن في الكثير منها، متطابقة او متكاملة، بحيث غطت جميعها كل ما يخطر على البال، من أسباب الطلاق، لنقرأ ونتابع الإجابات على هذا السؤال الهام، الا وهو، مسببات الطلاق في المجتمعات العربية. ولنأخذ من إجاباتهن مؤشرات ايجابية، لفهم اين يكمن الحل، فعند طرح السؤال على : الأديبة السورية إيمان الدريع أجابت على السؤال وقالت: من أسباب الطلاق في مجتمعنا العربي: 1-التسرع في الطلاق، قبل استنفاذ شروطه، ومراحله، واللجوء إليه عند اول رياح الاختلاف..واستسهاله، وعدم التأني. 2-مرور أحد الزوجين بتجارب فاشلة سابقة..يسقطها على الزواج التالي..كطلاق سابق أو خيانة. 3-المجاملة الخاطئة، بين الزوجين، تحاشياً للصدام، وعدم إيجاد حل. 4-صفات انفعالية يستحيل مع الوقت احتمالها لأحد الزوجين لأنها تصبح كابوساً ونكداً يشوه الحياة، مثل: العصبية، والتوتر الدائم..وعدم الاحترام، والإهانة، والبخل. 5-العقلية الشرقية للرجل في مفهوم الزواج: كالتسلط، والحجر على الزوجة في بيتها، وحبس الهواء عنها، ومنعها من ممارسة حياتها الشخصية الاعتيادية حتى في الحد الأدنى. 6-الزواج المبكر لكلا الطرفين، وخاصة للمرأة التي لم تتقن بعد، مسؤولية تربية الأولاد، وإدارة المنزل، بشكل واع وبحكمة وبعد نظر. 7-نعم سعي الزوج لتحسين الظروف الاقتصادية لعائلته، واكتفائه بالتقتير على أهله، والشكوى.. ومن جهة ثانية عدم، مساندة المرأة لزوجها في رفده بعمل شريف لهان او مهنة تتكسب منها، إذا دعت الحاجة، والتلقي السلبي من طرف واحد. 8-عدم المرونة في التعامل والتشبث بالرأي..وخاصة ممن لم يعاركوا الحياة وتكون أفكارهم مثالية جدا وبعيدة عن الواقع 9-عدم التوافق بين الزوجين سواء في العمر أو البيئة، أو الثقافة 10-تدخل الأهل سلبا في حياة الزوجين وعدم تقديم النصيحة بشكل هادئ عقلاني يعين على تجاوز الأزمة. 11-الشك والغيرة القاتلة بين الزوجين، وتحول احدهما إلى بوليس سري يتتبع خطوات الآخر ويتحرى عنه كشخص متهم. 12-الخيانة الزوجية من الأسباب التي تقتل العلاقة وتصيبها في الصميم..وهي للمرأة مدعاة للتشهير بها ولتبرير قتلها بدافع الشرف في حالات كثيرة.. وعند الرجل مسألة قابلة للنقاش وللتبرير واعتبارها تجربة عابرة قابلة للصفح والبدء من جديد. 13- الحروب وأسبابها الاقتصادية المدمرة على الأسرة والعجز الكبير في حمايتها..والتمزق النفسي الشديد الذي يعيشه الزوجان في هذه المحنة القاسية. 14-الأنانية المفرطة للرجل، وحب التملك، وضعف الخلق..والوازع الديني في مفهومه الصحيح العادل بعيداً عن التطرف..والعنف والتشدد. والنظر الى المرأة ككائن دوني مسخر للخدمة والملذات وتحقيق الرغبات والإنجاب والطاعة العمياء ..كعصر الحريم في العقول العفنة.البائدة. 15-الملل الزوجي الذي يدفع أحيانا للبحث عن التغيير..فيقع أحدهما في أفخاخ غير متوقعة تقلب الحياة رأسا على عقب، وخصوصاً، عند الرجل..الذي يستسهل الحل، مستغلاً حقه بالزواج بأربع.. يكون الطلاق في متناول يدهن في حال رفضت الزوجة الاستمرار. 16-طغيان الحياة المادية بعيدا عن الصبر في تأسيس المنزل بحب وتعاون خطوة، خطوة..بل حرق الخطوات..واتخاذ الجانب المادي للسعادة الزوجية، المعيار والمقياس الغالب، على اي مثل أخرى تجمع الزوجين، مثل المودة والسكينة، والرحمة والبناء الفاعل الحقيقي، المثمر لرحلة ممتدة راسخة الخطوات قوية الجدران. وعند سؤال السيدة الكاتبة والشاعرة المغربية بهيجة البقالي ألقاسمي هي أسباب متعددة ومتداخلة، منها ما هو اجتماعي صرف، يرتبط بالأوضاع والقيم والسلوكيات، ومنها ما هو اقتصادي له علاقة بالاحتياجات المادية، ما يجب التأكيد عليه، أن التأخر في سن الزواج، وشيوع الوعي بالحقوق، والاستقلال الاقتصادي للمرأة، كلها عوامل دفعت بالنساء العربيات، إلى الخروج من شرنقة تحقيق الذات، داخل البيت من خلال الزوج، والأولاد، وتبني طموح هذا التحقق، عبر العمل والتطلعات الشخصية، في المغرب نردد مثلا شعبيا : " حْتَّى قْطْ ما كَيْهْرَبْ مْنْ دَارْ العْرْسْ " ومعناه أن المرأة تلجأ إلى الطلاق هروباً من الوصاية البطريركية الممارسة من قبل بعض الأزواج. وهناك مؤسسات زوجية تظل مستقرة، ما دامت في منأى عن تدخلات أطراف أخرى في العائلة، بمعنى أن ما هو خارجي، قد يمثل تهديداً لاستقرار ما هو داخلي. إن الطلاق دائما موجوداً، وقائماً، وليس وليداً للظروف الحالية، ما حصل هو تسليط الأضواء عليه فقط. لتفادي أبغض الحلال – بلغة القرآن- يتوجب على الأسرة أن تربي أبناءها – ذكورا وإناثا – على ثقافة جنسية سوية، تجعل كل جنس يدرك الطبيعة البيولوجية للشريك الآخر. كما أن غياب أسس التواصل بين الزوجين، وعدم تكريس ثقافة الاحترام المتبادل، من بين الأسباب التي تهدم دعائم المؤسسة الزوجية. وعند سؤال الإعلامية والصحفية المغربية غادة الصنهاجي نفس السؤال، أجابت وقالت: تتعدد أسباب الطلاق، حسب نوع الزواج والآثار المترتبة عنه, الزواج هو بناء أسرة باعتماد لبنات مختلفة، لذا فانهيار صرحه يكون متعلقاً بمتانة بنائه، وشدة احتماله للتأثيرات الخارجية، التي تكون أحيانا هدامة ومزلزلة لكيانه، فإما أن يردم ليتحول إلى طلاق، أو يتصدع فيحتاج لمجرد صلح...في حالة الهدم، أي الطلاق تكون هذه الأسباب خارجية وداخلية، الخارجية منها عديدة ولعل من أبرزها تدخل الأهل في شؤون الزوجين بشكل مبالغ فيه، وفي كل شاردة وواردة، بل أحيانا ينصبون أنفسهم لاتخاذ القرارات المصيرية بدل الزوجين، وجعلهما تحت الوصاية الدائمة، كما قد يكون العكس وهو أن يكون الزوج أو الزوجة مسئول عن عائلته، ورعايتها، إما لعوز مادي، أو لمرض، مما يجعله متعلقاً بوالديه، وإخوته ويبدل الغالي والنفيس من أجلهم، فيقصر في واجبه اتجاه الزوج، او الزوجة والأبناء، كذلك ظروف العمل للزوجة، أو للزوج، يكون لها دور في التأثير على الحيا