السيدة سلمى، دجيما شابة مغربية، متزوجة، وتقيم في أوروبا، في دولة رومانيا، عمرها بحدود الثلاثون عاماً، وهي تعشق الكتابة، وخاصة كتابة الخواطر، والقليل من كتابة الأشعار، كما تعشق الشعر، وحتى أنها تحب، كل من يعشق الشعر، كما قالت لي، تتميَّز سلمى بصراحتها كثيراً، وتشعر أيضاً، ببراءتها، وصدقها، في الكثير من أحاديثها، وتملك عواطف جياشة، وحب كبير، للوطن العربي، كما أنها تهتم بسماع، ومعرفة، أخبار وطنها العربي، وتتلهف كثيراً، لسماع أخباره، وهذا ما علمْته منها، من شدة اهتمامها بسماع أخباره، وكل ما يجري به من أحداث، وتتألم من اجله كثيراً، لما تسمع ما ينتابه من قتل وتجريح وخلافه، حواري لها كان متعدد، وليس بالطريقة التقليدية، التي تعودت على اجراء به حواراتي مع كل من سبقنها من حوارات، كعادتي، من اجل تعريف القاريء بها، كان سؤالي الأول لها هو: @من هي السيدة والكاتبة المغربية سلمى دجيما؟؟؟ أجابت وقالت:أنا من المغرب من مدينة كازا، تركت المغرب منذ فترة، وعشت في إيطاليا مع أهلي، ثم تزوجت، وذهبت إلى جمهورية رومانيا مع زوجي، وهنا في رومانيا، أنجبت ولدي الأول نجيب، عمري الآن، واحد وثلاثون عاماً، واحمل شهادة في التمريض البشري، وأهوى الخواطر، والأسلوب الراقي بالتعامل بين الناس، أتابع أخبار وطني العربي من التلفاز، بلهفة كبيرة، اشعر بأن العرب ينحدرون إلى الهاوية، فكل ما اسمعه عن أخبارهم مؤلم حقاً، وحقيقة، أنا لست أديبة، كما تعني الكلمة، لكنني أهوى كتابة الخواطر كثيراً، وكتابة الأشعار قليلاً، أقيم مع زوجي في رومانيا، وهو يعمل بمدينة بوخارست وأنا أقيم بمدينة تمشوارا، مع ولدي نجيب، وعمره الآن سنتان، كنت اعمل بالتمريض، وتركت عملي قبل فترة وجيزة، لأتفرغ لتربية ابني نجيب، أعشق كتابة الخواطر جداً، وأحب الشعر كذلك، حتى أنني أحب كل من يحب الشعر أيضاً، قلت لها: ماذا لديك من خواطر؟؟؟ قالت من كتاباتي مثلا قلت: أراك تبعد كلما اقتربت..أراك تهجر كلما دنوت..أراك في مخيلتي، ولا تفارق عينيِ، فانظر لي، كلما اشتقت إليك. قلت لها: وماذا تقولي للحبيب أحياناً؟؟ قالت أقول له:سيظل مكانك خالي...ستظل ذكراك على بالي..ستظل الأوحدْ بالتعليق...ستظل بالمعنى قريب. قلت لها وماذا عن ترانيمك، وماذا تقولي عنها؟؟؟ قالت: تقصد ماذا؟؟؟ ترانيم الجرح؟؟ تلك التي تُعزف على كل الأوتارِ، بلا إيقاع، وبدون أنغام،ِ نغم، بلا صوت، ولا يستمع قلبك لغير هذا النغمِ، هو عزفي على الجراح، ِ ذاك هو ألمي، ِ أعزف كل يوم لحناً،ِ على جرح كان، وسيكون. قلت لها: وماذا كتبت عن بنت النور؟؟؟ قالت: بنت النور، يا عطرُ الليل، وهمسُ الليل، أنا بي الأماني، سيل أعذر إحساسي، إذا قصّر..واعذرني إذا قصَّرت بحقك، أو قصَّر كلامي، وما وَصَفكَ شعوري ِ يا بنت النور، وعطر من الوَلْه منثور، يا دانةً، بعين بحاري، ترى الإحساس رباني ِ. قلت لها: وماذا قلت لحبيبك عن ما رايتيه في عينيه؟؟؟ قالت:قلت له:رأيت في عينيك سحر الهوى مندفعاً كالنور، من نجمتين، فبتُّ لا أقوى على دفعه، من ردَّ عنه عارضاً باليدين، يا جنة الحب، ودنيا المُنى، ما خلتْني ألقاك في مقلتين. قلت لها: وبماذا اختصرت كل الأمنيات: قالت:كل الأمنيات إختصرتْ نفسُها: بأمنيّة واحِدة : ليتك معي قلت لها: وماذا كتبت عن القلب وهمومه؟؟؟ قالت: قلت:يا للقلب، عندما تنساب شلال زهور على الشرفات الليليّة، لا تأبه لصمت، كأنّه اعتذار، يحدث للجمال، أن يكون انخطافاً، فوق الاحتمال، فما مِنْ ليل سَرَى وَهَوى، وما من قلب، بالحنين ارتوى. قلت لها: ماذا قلت عن الجوع إلى الخبز، عند البعض؟؟؟ قالت:قلت:الجوع إلى المحبة، أعظم من الجوع إلى الخبز، مشكلة البشرية كلها، الحب والعطاء، دون مقابل، أنت لا تسعد غيرك، عندما تحبه، أنت تسعد نفسك، قبل كل شئ. قلت لها: وماذا تقولي لمن سكن الروح، والفؤاد لديك، وشوقَكِ وعشقك له؟؟؟ قالت: أقول له: يا من سكن روحي وفؤادي، ِشوقي له كل يوم في اشتياق،ِ وحياتي له كل يوم في ازديادي، ِالقلب يهواك، والندى ينثرك، والطلُ في وجودك، يَغمرني بأزهارك. قلت لها: وماذا قلت للحبيب: كونك، ما زلت في عينيه تنظرين او تقيمين؟؟؟ قالت: قلت له حقاً: ما زلتُ في عينيكِ، أستبقُ المُنى والسحرُ والنورُ، الذي ملأ الدنيا، والهمسُ والحبُ الأصيلْ، أنا ما عرفتُك، كي أصوغ َ قصائدي، أو أكتبَ الحرفَ الأخيرْ، أنا شاعرة، لا يستطيعُ الشعرُ قهري، والقوافي والهوى، لا يستحيلْ. قلت لها: وماذا تقولي لمن كان يذكرك ويتذكرك باستمرار؟؟؟ قالت: إِلِلّي ذِكْر طِيْبِي عَلَى الْعَين وُالَرَّاس...وَإِلِلِي تَجَاهَلَنِي تَجَاهُلتْ سِيدَه. مَا هَمَّنِي مِن بَاعَني دُوْن مُقِياس...عَزَّيْت نَفْسي وَالْأَمَاني بَعِيْدَه. أَنَا كَذَا طَبَعي مَع كل الْأَجْناس...الْقَلْب عَزَّيْته، وشُدِّيت قَيدَه. حَوْلَه مِن الْأَضلَاع، حَطِيْتُ حُرّاس...تَحْمِيْه مِن غَدْر الْلَّيَالي الْشَّدِيْدَه. قلت لها: ماذا تقولي حقاً، لمن غزل بيديه وشاح حبك؟؟؟ قالت: أقول له: يَا مِنُ غَزَلَتْ بِيَدِيِكَ وِشَاحِ حَبِّيِ، وَغَرَسَتْ هواك فِي حَنَايَا قُلَّبِي، كِمُّ أَحُبَّكَ، حَتَّى أَنْ نَفْسُي تَتَعَجَّبُ مَنُّ نَفْسِي، فَقُبَلُكَ لَمْ أَكِنْ أَدْرَكَ مُعَنّى لِلْحَبِّ، أَعِشْقُكَ حَدِّ الثَّمِلِ، وَأُرَدِّدَ بِلَحْنِ الْأَمَلِ، اِبْقَ قُرْبَي حَبيبِي، ولا تغادر مملكتي. قلت لها ماذا تقولي عندما ينساب شلال الزهور على الشرفات الليلية؟؟؟ قالت:عندما ينساب شلال زهور، على الشرفات الليليّة، لا تأبه لصمتْ، كأنّه اعتذار، يحدث للجَمال أن يكون انخطافاً فوق الاحتمال، فما من ليل، سَرَى وهوى، وما من قلب بالحنين ارتوى...ومنك ارتوى. قلت لها: وماذا قلت لحبيبك، عن ما علَّمهُ حُبهُ لك، طيلة فترة حبه لك؟؟؟ قالت قلت له:علمَّني حُبَّك.. كيف الموت آلاف المرات، وكيف تعود الروح بأحضانك. علمَّني حبك..ألا أعرف الابتسام في بعدك، وفي بعدي تكن أشجانك. علمني حبك..أنك بقربك، وبعدك، في هجرك ووصالك، تسعد قلبي وتشقيه. علمني حبك..إنك وحدك، تسكن قلبي، إن شئت قتلته، أو شئت بيدك تسقيه. علمني حبك..ألاَّ وجود لحب، إلا بوجودك، يا نبعُ الحب، ونبع العطف والحنان. علمني حبك..أني في بعدك، تائه أبحث عنك، وعن ذاتي في كل مكان قلت لها أخيراً، ماذا تقولي عن الوطن، بعد كل ما سمعت من أخبار التلفاز، طيلة الفترة الماضية؟؟؟؟؟؟ قالت: أقول: مساء الخير يا وطني العربي، أيها الوطن الجريح: كثيرون هم الذين طعنوك، واستباحوا حُرماتك، وآخرين وقفوا متفرجين ينظرون إلى الوحوش القادمة من خلف البحار، ينهشون بلحمك، ويقطعوا أوصالك، وبقيت وحدك يا وطني، تتلقَّى الطعنات، دون أن يكترثُ أحداً، وبكيت على زمنِ، استحالت الشجاعة فيه، إلى جُبن، والمروءة إلى دنيئة، والفضيلة إلى رذيلة، ..ونظرتَ إلى حولك، فلم تجد إلا القليلون، الذين لملموا أشلاءك، وضمَّدوا جراحاتك، وصدَّوا عنك الأعداء، بما تجودُ به أنفسهم، وكان سلاحهم بعد التوكل على الله، عزيمةً لا تلين، وإرادة لا تنكسر، لا تأخذهم في الله لومة لائم، وأذاقوا العدو مُّرُ الهزيمة والهوان، وتقهقرَ عائداً من حيثُ أتى، بعد أن تكبَّدَ خسائر فاقتْ ما أُعلنَ عنها، وبقيَ العُملاء والمُتخاذلين، يعيثُون فيك فساداً وخراباً، وظهرت لنا فرقٌ تُتاجر بالشعارات الوطنية والدينية، وتعقد الصفقات، من اجل تقاسم الغنيمة، والاستحواذ على السلطة والجاه، ولم تسلم يا وطني، حتى من أشقائك، وأبناء عمومتك، فقد كادوا كيداً بك، ودفعوا أموالهم إلى العدو، كي يُدمر كُل شيء جميلٌ فيك، يا وطني العربي، وبرزَ لنا تُجار الحروب، ليأخذوا ما طاب لهم من الثروات، وضاعتْ في بنوك العالم أموالك، وتُراثك، وأصبحتَ يا وطني مادةً إخبارية، تتغذَّى عليها الفضائيات المحلية والعالمية، ويا لسخرية القدر، حتى الأقزام، جعلوك مادةً للتمثيل والسخرية، وفقدتَ يا وطني، كُل العُلماء والكفاءات، الذين تربَّوا في أحضانك، وشربوا من أنهارك، بعد أن قام الأعداء بتصفيتهم، او تهديدهم، فرحلوا على مضَضْ إلى ارض الله الواسعة... فلعنة الله على أمريكا، ومن دار في دائرتها، ولعن الله الزعماء العرب، المتخاذلين والمشاركين في تدمير العراق، ولعنة الله على أبنائك الضالين، الذين ارتضوا بالمذلة والهوان، فلم يُحركوا ساكناً، ولم يُغيَّروا مُنكراً، ولو بقلوبهم، وذالك اضعف الإيمان..الله اكبر أين أحفاد خالد، والمثنى، والقعقاع، فصبرٌ جميلٌ أيها الوطن الجريح، والله المستعان على ما يصفقون.