أنا ما ادخرت حنينا لكي أوصل الماء بالماء والحلم بالحلم فقط... كان نهر من الرفض.. يرسم خارطة للعناد لديك، وكنت كضفة بوح.. يحاصرها الوهم، والمستحيل وما اتسع الشوق.. في ظلنا العاطفي فكيف تكونين لي معبدا.. أصطفيه؟! وأنت مشوهة كالشتاء، وزئبقة كالبكاء، وساذجة فارجعي.. لست ألعب دور المهرج.. في الطلعة الحاسمة. أنتَ يا شَعْبي زَهْرة حياتي ... أنتَ يا شَعْبي السُّلطان والمَلِكْ ... قال الشَّهيدُ ... لماذا لم أزلْ حَيًّا لأراكَ يا عُمْري بعد مسارب الثَّورة كخُطاف البريق في مرايا السَّمَكْ ... قال الشَّهيدُ ... وأنتفضَ الحَجَرْ ... قال الشَّهيدُ ... وأنْتَصَرْ ...
هُمْ يَعيشون في حشرجات الثّري ... وشهيدنا يُرفرف في نجمات الثّريَّا ... هُمْ عَبِيدٌ بما جَنَوْا مِنْ كَرَي ... ونحن نَتَنَعَّمُ أسْيَادًا بنسمات الحُريّه ْ ... فَيَا مَنْ حَسِبَ نَفْسَه دَرَي ولكنَّه مَا دَرَي ... ما أفْظَعَ أن تُوكِلَ وجهكَ لناصر الهَمَجيَّه ْ ... فَقُلْ لِلأوجاع ما إسْتَطَعْتَ مِنْ لِظَي ... فَلَيْسَ أجْمل مِنْ أنْ يَعِيشَ الوَاحد مِنّا مُتَوَرِّدًا بِنَفَحَات الحُريَّه ْ ... لَيْسَ ثَمَّة كلمة أبَدِيَّه ْ ... سِوَي أن تقول ... تَحْيَا الحُريَّه ْ ... لَيْسَ ثَمَّة كلمة أبَدِيَّه ْ ... سِوَي أن تقول ... تَحْيَا الحُريّه ْ ... تَحْيَا الحُريّه ْ ... تَحْيَا الحُريّه ْ ... كَأنِّي بِي طَائِرٌ فِي قَلْبِهَا ...
( إلي " تونس " حبيبتي ... وكلّ أبنائها ... تُفَّاحة وَرْدْ ... عَلَي خَدِّ بَيْلَسَانَةِ الجِدّ ْ ... )
( حَمَاكِ الله لَنَا ... يا غَالِيَّه ْ ... )
( وقلتُ لها ... دعيني أراك ْ ... قالتْ ... أ ُنْظُرْ ... في دمِكَ ... أنا فِيكَ ... عِطْرٌ مِنْ سِوَاكْ ... )
نَظَرَ الماء إليّ وتَحَسَّنَ ... نَظَرَ الماء إليَّ وتَغَمَّقَ ... نَظَرَ الماء إليَّ وتَسَوْسَنَ ... نَظَرَ الماء إلي ميادين قلبي وتَوَدَّدَ ... قال أيْنَكَ ياحبيبي في نباريس ما تَعَتَّقَ من وَدَقَاتٍ في هذا الوطنْ ... قلتُ وطني حبيبي ... وطني لؤلؤة ما تَنَوَّرَ مِنَ نجمات في يدي ... يَشْهَدُ عليَّ الله ... وتَشْهَدُ عليَّ تفاحات عقلي ... وتَشْهَدُ عليّ الصَّلوات الفُضْلي في أيْقُونَات هذا الزَّمنْ ...
قلتُ ... وبلادي حين أ ُناديها تجيءُ ... ويَتَلألأ مِنْ فَيْض حنانها قَمَرْ ... وبلادي حين أ ُناجيها تضيءُ ... وتَتَسَعَّدُ بمُقْلَتَيْهَا أحلي الدُّرَرْ ... وبلادي حين أ ُناغيها تفيءُ ... ويَتَوَرَّدُ بمزهريها خالص الوَتَرْ ... بلادي حين أ ُناغيها تفيءُ ... تقول ... بعُمْري يَطُولُ عُمْرُكَ يا حبيبي ... وإن قَصُرَتْ فِيَّ مَقادير هذا العُمُرْ ... أنتَ حبيبي ... لَيْسِ إلا َّ... وذاك ما أشتهي ... وذاك ما تشتهي منِّي صادحات الأغادير ... وذاك ما ترنو إليّ فيه عابقات الشَّجَرْ ... وذاك ما يُخَلِّصُني من ثري وجعي ... أنتَ عندي يا حبيبي أغلي من غامقات السُّفُوح تَتَزيَّنُ بمداها أوردة القصائد وتَتَزَهَّرُ بمساراتها رائقات الصُّوَرْ ... أنتَ عندي يا حبيبي أغْلَي من موازين شمائلي ... فكيف لي ... يا حبيبي ... أن أ ُحِبُّ غَيْرَكَ مِنَ البَشَرْ ... ؟؟؟
وبلادي إذ ْ أ ُناديها تجيءُ ... وتقول لي ... أ ُحِبُّكْ ... وبلادي إذ ْ أ ُنَوِّرُهَا تضيءُ ... وتقول لي ... يَا لِقلبكْ ... عشتَ طويلا في هوائي ... ونمتَ طويلا في عروقي ... فكيف لي أن لا أ ُحِبّكْ ... وكيف لا أذوب في هامات عشقكَ ... وكيف لخُلُودي أن لا تَتَنَوَّر بشامات دربكْ ... أنا أ ُحِبّكِ يا بلادي ... وإنْ أبي الهوي أن يُطيعَ ... فإنِّي رَغْمًا عنه ... دائمًا وأبَدًا ... سأبقي دائمًا أ ُحِبّكْ ...
قلتُ ... هذا الوطنُ ... هو الإحتفال الأخير في المرايا ... فهل تُرَاكَ تُسَلِّيهِ ... أم تراه يُزهر كالسَّوسن في أضلُعِكْ ... آهِ ... يا وطني ... ما أجْمَلَكْ ... آهِ ... يا وطني ... أراكَ ... ما أجملكْ .. ... وبأحْرَار بلادي ... هُنَا ... أراكَ بهم تضيء كَسُنْدُس تهادي ... وتَبَخْتَرَ ... ثمَّ بَعْدَهَا ضَحكْ ... قلتُ ... ... وبلادي حين أ ُناديها تَجيءُ ... ويتلألأ من فيض حنانها قَمَرْ ... وبلادي حين أ ُنَوِّرُهَا تُضيءُ ... ويتملَّي بمرآي حُسْنِهَا النّظرْ ... وبلادي حين أ ُلاطفها تَفيءُ ... ويَتَمَرآي ما في سِحْرها من دُرَرْ ... قكيفَ إنْ قلتُ أ ُحِبُّكِ ... يا تونس الخضراء ... أ ُسِيءُ ... وأنتِ عندي أغْلي من حساسين / دواوين رُوحِي في هذا العُمُرْ ... بَلْ لو قلتُ غير هذا ، فذاكَ هو البَذِيءُ ... وتأكَّدِي يا تونس أنَّكِ ستبقينَ عِنْدِي دُرَّة لا تُطَالُ ... درّة ... ولا أصفُ ... ستبقين عندي درّة ... أغلي مِنْ كُلِّ الدُّرَرْ ... ذلك أنِّي إن متُّ خَلَّدْتِنِي أنتِ بدمائي ... أوَ بغَيْر رضاكِ يا بلادي نُخَلَّدُ نحن البَشَرْ ... !!! أوَ بغَيْر هواكِ يا بلادي نُخَلَّدُ نحن البَشَرْ ...!!! أوَ بغَيْر فِدَاكِ يا بلادي نَسْعَدُ في عُقُولنا نحن البَشَرْ ... !! تونس