في رواية " بئر العسل " يقدم لنا الكاتب الأحداث متقطعة ومتشظية من خلال الراوي الخبير وفي نهاية الرواية تكتمل الحدوتة وتصبح الرواية كاملة البنيان تدور الأحداث حول قاسم الذي يمثل البطولة ومعه زوجته سلمي بنت السامق التي عاشت مع أمها في القصر بجوار البئر وعندما كبرت أعطتها أمها علامات حبيبها , إنه شاب جميل وخجول ولم يعرف أنثي قبلها , وعاشت تدور في البلاد بحثاً عن حبيبها وكلما وجدت واحداً يحمل مواصفاته تدعوه إلى القصر وعندما تكتشف أنه ليس المقصود ,تقوم بطرده دون أن يمس شعرة من شعرها فكان الناس يتهمونها بالفحش , حتى التقت بقاسم الشاب الخجول في محطة المترو, وتعلقا ببعضهما وركبا القطار سوياً , ونزل معها واصطحبته إلي القصر وخلعت ثيابها أمامه بعد أن تأكدت أنه حبيبها , ثم تزوجته ونسوة البلدة يحسدونها عليه ويتمنونه بدلاً من أزواجهن , وقد أسقته سلمى من زبد البئر وتحاول أن تجعل منه سامقاً آخر يأخذ لها بالثأر من أهل بلدة "العسالة" ,التي أسسها أبوها السامق, وراحوا يلوكون سيرتها , وأصبح قاسم يشبه السامق في أشياء كثيرة وبالذات الرجولة وسلمي تشبه أمها حسنية في الأنوثة , قبل أن يلتقي قاسم بها كان يحلم بأن يكون صحفياً ولكنه ترك الجامعة وأخته الوحيدة وأمه , وعاش مع سلمي في قصرها غارقاً في الدلال والأنوثة وبدأ يعمل بائع فل للأحبة , وفجأة بدأ التحول الأول عندما حاول قاسم العودة لأخته بعد أن نشرت إعلاناً في الصحيفة تناديه بالعودة بعد موت أمها , ودب الخوف في قلب حبيبته سلمي التي لم تنجب له , ثم جاء التحول الثاني وأصبح قاسم رجل أعمال كبير وانصرف عن سلمي وتركها للوحدة داخل القصر وتفرغ لأعماله , هدم القصر وبني مكانه برجاً وجاء بأخته وأسكنها معه ,وفي آخر الرواية انهار كل شئ فجأة , شاخت حسنية أم سلمي التي لا يعرف أحد حقيقتها حتى الآن هل هي جنية أم إنسية وظلت سلمي تصرخ من الوحدة و انهار البرج وأصبح كومة من المخلفات وردمت البئر وطمست , وهنا تتضح لنا رؤية الكاتب حول موقفه من الأسطورة والأباطيل, ولكون تمسك الناس وتعلقهم بهذه الحكايات الأسطورية بدأت تتولد منها خرافة , حيث صرح محمد العطار الذي ظهر فجأة في السرد للصحف أن شجرة نبتت مكان بئر العسل وسرعان ما كبرت وأثمرت وكانت لأوراقها رائحة التمر الهندي وثمارها تفرز لبناً محلي وهي مقوية للجنس وتزيد من فحولة الرجال فهرول الناس إليها من كل صوب ولم يتركوها إلا وهي جافة . وظهر السامق مرة أخري في آخر الرواية بعد أن قال قائل أن ما حدث هو غضب السامق وربما غضب قاسم الذي يشبه السامق , وتنتهي الرواية بإدانة واضحة من الراوي الرافض لكل هذه الأباطيل رغم متعة الحكي , وتظل الحدوتة مفتوحة تحتمل تأويلات كثيرة وأقاويل متعددة .