في السفر تصفو النفس وتساعد الغربة الإنسان على معرفة ما بداخله وفي سفري عرفت حقيقتي عرفت ان الشمس لا بمكن تغطيتها بغربال وايقنت ان الحياة مهما كانت قاسية فهي تستحق ان نعيشها كما يجب لا كما تُفرض علينا ... نتكيف معها ونكيفها بما يتناسب مع ظروفنا .. ولا نقف عند سلبياتها .. فهما كانت سوداوية بظاهرها الا انه لا بد ان يكون لها جانب مشرق يمتد في نفق يؤدي إلى اعماقنا بنور يشيع الفرح ويطرد كل ما يحبطنا ويكدر صفونا الايجابية في التفكير تعكس ذاتها على تصرفاتنا وعلى نظرتنا لكل شئ حولنا .. صدقني يا شهريار لا شيء يستحق ... لا شيء يستحق ان نخسر انفسنا من أجله مهما كان يمثل لنا ... ومهما كانت خيبتنا فيه ... يبقى هناك إرادة لله فوق كل إرادة وهو يفعل كل خير لنا وان كان ظاهره مؤلم وموجع . تعلمت يا شهريار ان الخسارة الكبرى عندما نخسر انفسنا ومبادئنا وما نؤمن به من قيم تربينا عليها وخصوصيات لا يمكن تجاوزها مهما كنا نعني للاخرين .. هناك حدود وخطوط حمراء نقف عندها حتى نحافظ على مساحة من الحرية لمن نتعامل معهم فلا نقيد ولا نتجبر ولا نصبح دكتاتوريين مستبدين .. وكأننا نملك ماضيهم وحاضرهم ومستقبلهم دون اعتبار لانسانيتهم ولارادتهم . تعلمت يا سيدي ان احترم فيك الإنسان قبل ان أخاف من سطوتك وجبروتك فأبقى معك لأنني أنا من تريد ذلك لا لانني أرهب سلطتك. أيقنت معك ان الحب أمان قبل ان يكون خوف .. ثقة واحترام قبل ان يكون شك وغيرة وجنون . فهل ايقنت انت ؟؟؟!!!!