تقترب مني ثم لا تلبث أن تبتعد ..... كأنك تمس حواجز فولاذية تصطدم بخوذة قلبك فتهرع به بعيداً عني.. وتسمّر أحلامنا على هياكل سرمدية جارفة .. حتى للأمل!!.. لهمس المسافات حفيف كأرواق الشجر عندما تئن من خطى الريح.. وأنت تبيح لهذه المسافات فنون التعذيب وأنواع الترهيب......طوراُ ببعدك عني.. طوراُ بأن تلامس أغوار نفسي حدَّ التوحد... وطوراً بالرحيل......ثم العودة.... الرحيل والعودة......لا يلتقيان إلا على شفير هاوية تفصل بين الحياة والموت.. ب ين الرمق واللارمق.. حين تدعني أتساءل أين أنت .... أن غيابك يرمي بحتفي إلى تلك الهاوية السحيقة.. لكن مهلا سيدي فقد تعلمت أن هناك سحر لامرئي سميته الاندثار.. عندما يندثر كل شيء .. يتفتت رماداً تذره الريح أفناناً جافة العود.. ليندثر حنيني إليك وتوقي الصارخ.. وصومي في محراب عينيك.... .وحتى أنا!!.... "مقطع اخر من الرواية التي بدأت كتابتها من ايام"