صدر حديثا، عن الدار العربية للعلوم، بيروت 2013، رواية " في ظل العنقاء والخل الوفي" للروائي إسماعيل فهد إسماعيل، تمحورت حول معاناة الإنسان العادي البسيط، حين يضطر للعيش بظروف مبهمة مواطنيا. بجانب أهمية الموضوع المطروح من الناحية الإنسانية، إلا أن موضوع الصدق ومتتبعاته تعتبر الفكرة الرئيسية التي دارت حولها الأحداث. المنسي ابن أبيه شخص مثالي، فنان، مرهف الإحساس والروح، ولسوء طالعه أم لحسنه وضع في ظروف كان يمكن تجنبها كلها أو بعضها على الأقل لو كان أكثر أنانية وحنكة. ما يلفت انتباه القارئ في "العنقاء والخل الوفي"، بالإضافة الى الأسلوب الكتابي المبتكر الذي خلا من الأجزاء والعناوين مع طول الرواية (386 صفحة) خط صغير، ورق قطع A5 تقريبا، ابتكار مفردات بذاتها "تسلكت، بمعنى اتبعت سلوك". لقد خلا النص من حروف الجر والنصب الغير ضرورية كأن يقول " هي الآن دمشق" بدلا من قوله " هي الآن موجودة في دمشق"، "فريد نوعه" بدلا من قوله "فريد من نوعه". وذلك ليؤكد عدم حاجته لكل ما هو غير ضروري والتزامه بكل ما يخدم الهدف، وهو شرح ما حدث لابنته وتبليغها بالأحداث على طريقته، ومن قبله هو الأب المغيب قسرا . لقد تخفف الأديب قدر استطاعته من كل ما هو هامشي والتزم بتوصيل الفكرة، هدفه من الرواية، هدفه من الحياة، فهو يكتب بلغة الخبير الزاهد للدنيا وما عليها، محاولا ترك خبرته لمن سيجيئون بعده، علهم يتفادون بعض عذاباته. في روايته، الروائي إسماعيل فهد إسماعيل استخدام أسلوب أللا مبالاة، جاء النص دون إشارات تعجب ولا حتى سؤال، هي نقاط وفواصل ليس إلا، وسرد لأدق التفاصيل دون أدنى انصهار انفعالي من الراوي مع انه أبدع بالوصف والتحليل. تقوم فلسفة الأديب الحياتية على محاذاة الحياة نفسها، فهو شبه المتفرج، مسلوب الإرادة تماما لحياته هو نفسه. ولقد اعتمد أسلوب تحليل النفس السلوكي لأبطال روايته "علم النفس التصالحي.......... وعلم النفس السلوكي" ص.172. بالإضافة الى تحليله لمسألة الوقت، مآثر مرور الزمن على تحمل حياة مفروضة علينا بأعبائها التي لم نرغب بها يوما حيث أننا لم نخترها بالأصل، لقد كرس الكاتب ولاءه التام للام، بكل حالاتها وأكد على أنها الأساس والمرجع " سجادة أمي" هي منسكه وغرفة معيشته ومسرح حياته الداخلية الذاتية، " ليس دهن عود إنما رائحة أمي". لقد انتقلت عدوى الزهد من الكاتب لي كقارئ، فلم بعد لي رغبة سوى بنقل ما قاله بالحرف، لما احتواه "النص الحكيم" كما أطلقت عليه من العديد والعديد من المواعظ والحكم، والتي حاولت جاهدة سردها، ليس حصرا إنما: بداية ب " يا زينب" أدريك غير معنية بقراءة تفاصيل لا تمت لك أو لزمنك بصلة بينة، لكنها تفاصيلي تعيد لزمني ذاك دفئا يحفزني أواصل. منسي ابن أبيه، ( لما تحمل من معان قابلة للتأويل) ، بالصدفة يجيد التمثيل، يتيم الأب توفي قبل ولادته، وبعد محاولات فاشلة لامه للاحتفاظ بحملها. "سجادة صوفية بحجم دثار صغير ورثتها عن أمي، الملمس والرائحة"، ص.12 30 تلميذ، الصف السابع والمدرس مصري ، ص.12. إن الفن عامة ليس مهنة تؤدى فقط، لكنه موقف إنساني يبدو شخصيا أحيانا. ص.13 الأم العاملة المتعبة مريضة الربو والتي لا تقوى على ترك التدخين لشدة معاناتها. ص.14 اللون الرمادي سيد الألوان لأنه لون حليف لم تضطر أمي لان تبذل جهدا كبيرا في غسل السروال الرمادي. ص.15 مشقة أن يعيش الواحد مفتقدا أسباب بقائه حيا، مؤهلا لان يفارق نتيجة لا جدوى وجوده، وحدها الذاكرة باقية بالشكل الذي يؤهلني استعيديني أسألني. ص.17، مزج مراحل العمر شيخوخة دون كهولة. لو لم ألتق بإحداهن، لتنشأ قصة حب عدائي جارف، لو لم أتزوجها أو تتزوجني، ص.17 وقفت أمام المرآة لابسا بدلتي، في العمق من المرآة، لمحت أمي تجمع كفيها باتجاه السقف. عسى الله يوفقك. ص.18 لأني المسؤول تحاشيت الاقتراب، أنا كما أراني لست مؤهلا لأن، ولا حاجة بي أن، اكتفيت أراقب عبر مسافة أمان كافية. ص.18. الحزن في سياق الأحلام يختلف عن حزن نعانيه في حالات الصحو، حزن الأحلام يجيء خالصا مقطرا ينتاب الجسد كله يتشربه كله. ص.30 تابعت جهدها تجمعك فيها عند صدرها ترفع عينيها باتجاه سقف الملحق. ص.46 متطلبات القلب كما يفيد علم الحب تعمل على طريقتها من غير الالتفات لما يمليه العقل. ص.48 رب رمية من غير رام، ص.52 الاتصالات لا تأتي فرادى ، ص.54 نسيان موضوع معين مرهون بمعرفته، ص.58 ما هو الشك؟... المعرفة المنقوصة متاهة نوعية، ص.59 الناس أمثالنا يا زينب يخافون المفاجآت، خشيتهم أن يحل طارئ خارج حسبانهم يزيد حياتهم تعقيدا. ص.64 الحال بالنسبة لي حساسية عالية تلامس حدود الألم تتجاوزه الى ما هو أبعد أحيانا. ص.70 الجمال قياس مدرك، والجمال، في بعض الأحيان/ خارج نطاق كل القياسات. ص.71 تستطيع التأكد ما إذا كان الشخص وحيد أهله من حساسيته وعزلته حتى لو كان وسط الآخرين، ص.72 تسليمك لظلم واقع عليك مرهون بقدرتك على الاحتمال، ص.74 التوجهات الروحانية الخالصة تحقق سلاما داخليا نحتاجه. ص.75 أطلقت عهود ضحكة خافتة منزوعة الفرح، ص.76 لأننا في مدار الحزن أقول لك أمك عهود تمتلك خزينها المكثف منه منذ ما قبل لقاء دمشق،ص.80 أمك يا زينب مثلما عرفتها شخصية عصية على الاستيعاب،،،،، أم أنها تتسلك ضد طبيعتها.ص.91 الإنسان كائن لغوي يا زينب، ص.94 يا زينب، الكتابة جهد موصول بالوعي، ص.106 التوقع مدعاة لهاث داخلي، ص.109 حرية عهود بعدما انتزعتها من براثن آخرين توق ارتكاب، ص.110 تنتابك سنين مسننة الحواف عند الخاصرة، ص.114 للمرأة قدرتها على إعادة الرجل لطبيعته بسرعة الحب، ص.114 المطلقون للمطلقات، ص.121 يا زينب، الصدمة رد فعل أولي يطول أو يقصر بناء على شدة التأثر، ص.126 لما يصادفك من يستبيحك بحسن نية مبيتة، ص.128 صرت شخصيتين، إحداهما حاضرة تنساق وراء توالي الحدث، والثانية محايدة تنهض بأعباء المراقبة عن كثب، ص.136. لا تؤجل مصيبة اليوم ليوم ثان، ص.142 لو خليت قلبت، 150 عهود لم تتزوج إلا من اجل أن تنجب، ص.155.......... أنا الملحق بها، ص.155 تقمصت عهود د وعبد السلام المتسلط وألبستني ثوب المغلوب على أمره، ص.156 أنت حزين، غافلني عنوان محمد الماغوط، الفرح ليس مهنتي، ص.157 أنفقت ساعات الظهيرة رفقة ملفاتي ، ص.158 هي الآن دمشق، ص.158 فريد نوعه، ص.190 بلغت عاشرتها وهذا الهاتف لم، ص.159 يا منسي، تراك تكتشفك كما لم يسبق،161 الكتابة تحتاج صفاء ذهنيا وأنا بلا، ص.162 العلاقة قائد وتابع، ص.159 لأني وعدتك اكتبها خبط عشواء زينب، ص.159 المشاركة الإنسانية كفيلة بتشتيت الهم، ص.160 لا شيء يهم، ولا يهم أن تبذل جهدا بتأكيد حبك له، ص.161 احمل نفسي مسؤولية لا مبالاة مترتبة عن سذاجة، ..........كما يقضي الدور المفترض للزوج ، ص.162 راحة بال البعض تحل بعد موتهم، ص.168 رائحة المعدن المحروق، ص.174 أنا أتعرض للاغتصاب برد الفعل الموازي، ص.177 شمولية الحب تثمر احتراما للذات، ص.177 مسكينة أمي تظن الشاي علاجا يناسب الروح الجريحة، ص.182 آثرت الانسحاب ببقية كرمة، ص.187 ارتياد المجهول مع سبق التوقع، ص.187 هناك لذة صغيرة تعني حرية امتلاك اللحظة قبل فواتها، ص.189 لا أظنها نائمة، لعلها نهب معاناة شبيهة، ص.192 يا زينب مكابدة الشقاء قدر الكائن البشري، وبموازاة هذه القناعة تتبدى قناعة أخرى تدعى معيار الاحتمال، ص.203 وما منسي سوى أداة تحبيل مؤجرة أو مستعارة، ص.205 يوميات الزمن المغفل، الحب سكن الواحد للواحد، إذا تصدع عامل الاطمئنان تخلخلت السكينة، ص.228-229 اشتغل على إصابة شخصيتك بالعطب، ص.230 كنا في السابع من أكتوبر احتلال، ص.230 وأين تحضرني لحظة الإفضاء اكتفاء، ص.237 أنت نمط لا يكذب لكنه لا يصرح بالحقيقة كاملة، ص.243 مسألة المفاضلة بحد ذاتها دنس يستعصي تطهر الواحد منه، ص.248 الوطن كما أراه ماهية كامنة في جينات الكائن، ص.248 أنا ميمون أشوس، ص.261 جورج اورويل 1984-1948،ص263 يا زينب لا احد معصوم من الانهيار انفعالا، ص.274 الموتى وحدهم ينعمون بالسلام الأبدي، ص.276 أسالك بخصوص الفارق النوعي بين اختيار الموت مرضا ام اختياره انتحارا، ص.277 النبات يدفع ثمن العدوان على طريقته، ص.284 الحزن منحى نوعي يضغط الإضلاع يسد طريق التنفس، ص.284 الحزن رفيق درب من يعايشونه لدرجة الاعتياد، ص.289 الأحلام، في حالات منها، وجه آخر مواز للحياة المعاشة، ص.296 الإنسان كائن سيئ فطرة إلا إذا صادف من يقومه سلوكيا، ص .300 عاودني ألم الأسنان، آرثر كستلر.... وهومشغول لدرجة الانشداه بألم أسنانه.ص.315-316 الزمن مسار حساب تراكمي،تنظمه وحدات قياس معلومة، في حين أن العمر نوع من عد تنازلي تصادفه وحدات قياسية نوعية خاصة به لذاته.ص.316 شيخوخة المشاعر مع نشاط ذهني محمود داخل دائرة مفرغة، ص.316. حياة واحدنا عبء عليه،ص.319 مواصلة رصد السيرة أشبه بالخضوع لعلاج نفسي طوعي، ص.321. الركون لليأس تسليم، ص.321 إخلاء الذهن اعتراف بالعجز إن لم يكن صنف هرب الى أمام، ص.327 الحياة أقفاص متفاوتة، ص.380 ......حنظلة الكويتي، أم هو غاندي؟..... رواية عبرة، ومرجع أدبي وإنساني لسنوات قادمة، أنصح الجميع بقراءتها. صونيا عامر 29/1/2013