كان يلتهم الكتاب بعينيه ....يركض وراء الكلمات.....ينفث دخان سجارته....ويلهث وراء الصفحات.....لا يكاد يصدق ما تقرؤه عيناه.......عن أي شيء تكتب زوجته....؟هذه الاحداث ليست له.....ليست قصته معها....استشاط غضبا....ثار جنونه....واصل القراءة وكأنه يبحث عن هوية هذا الشخص....هل هذا مجرد خيال ووهم ام هو حقيقة؟ايصل بها الخيال الى هذه الدقة في التفاصيل؟....أحس بمرارة وألم....غيرة تسيطر على تفكيره....نار تتٌقد بين الضلوع....غيرة حنونية حتى وان كان رجل على الورق ....ماذا لو كان واقعا؟......وصل الى وصف مشهد إغراء ...وقبلات.....انتفض واقفا في حركة غضب وهو يتمتم......ما هذا الذي تكتبه ....اللعينة....أيكون هذا الرجل ملهمها؟اتكون على علاقة به وتخونني معه؟ام هي مجرد قصة تتسلى بكتابتها...........كان يعلم أنها تحب الادب وتطالع كثيرا.....لكنه لا يعلم انها تكتب وبهذه الدقة وهذا الاسلوب..... حتى ان الشك تسرب الى نفسه وكاد يصدق كل حرف قرأه.....هل يصارحها بشكوكه ام يتمهل ويراقبها دون ان تتفطن له؟احتار ماذا يفعل ....ضاقت الدنيا بعينيه......سيواحهها ويسألها سؤالا صريحا : من هذا الرجل؟هل مرٌبحياتها فعلا؟.... عاد ليتمعن في الحروف ....ينقٌب بين الكلمت عله يجد دليلا للخيانة....شيء يمت للواقع بصلة...يا للخداع ....يا للنساء ما سمع منها يوما كلاما رقيقا مثل هذا.....ولاول مرة يعرف ما تحبه زوجته في الرجل ....ما يثيرها كأنثى ....كيف ابدعت في وصف حبها لهذا الرجل...اهي رومانسية الى هذا الحد؟وراح يقارن بطل القصة بنفسه....تفطن انه مختلف عنه....يكاد يكون الضد تماما....هو لا يقول لها كلاما لطيفا....لا يهديها ورودا....ولا عطرا ولا يهمس في اذنها بكلمة احبك....لا يهتم بفستانها ولا تسريحة شعرها ....ولا يبدي اعجابه بعطرها.....هو مشغول عتها بعمله....بقي مطرقا يفكر لا يعرف كم من الوقت مضى.....لماذا لن تنبهه الى تلك الاشياء البسيطة ......ولم تعبر له عن رغباتها......هل الخطا منها ام منه؟ أرهقه هذا الكتاب واتعبه....إنه كاد يشم رائحة الخيانة....كاد بشم رائحة هذا الرجل...عطره ...تبغه ...ترى كيف كان طعم قبلته؟....كيف صورت مشهد القبلة بهذا الاحساس ؟....انهار امام تعبيراتها.....ما كان عليه ان يقرا.... فجاة فتحت الزوجة الباب ودخلت مبتسمة بلقائه بعد يوم متعب من العمل المتواصل....نظر اليها طويلا ....ثم اشار ملوحا بالكتاب وقال....انت طالق ياهانم....وهذا دليل خيانتك وان كان على الورق............