«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حوار مع الشاعرة والأديبة اللبنانية صونيا عامر
نشر في شموس يوم 16 - 12 - 2012


السلام عليكم
وعليكم السلام والرحمة
إن كل الأقطار تبدي اهتماما كبيرا بتنمية مواردها البشرية وتبذل من الجهود ما يسمو بمجتمعاتها نحو التقدّم الحقيقي والتنمية الشاملة. على ضوء هذه الخطى تبرز الثقافة كتراث اجتماعي يصوّر الهوية الخاصّة بكل أمّة وتبرز ركائزها في التجارب الفكرية والأدبية والفنية الذاتية الفردية. على مدى العصور من قديمها إلى حديثها تنافست وتتنافس الطاقات لإنتاج العمل الإبداعي من أدب وشعر وفن تشكيلي وموسيقي وإبداعات مسرحية وسينمائية وغيرها.
لقد أثبت التاريخ أن التجربة النسائية زاخرة و أكدت حضورها بقوّة في هذا المجال، و قد كانت و مازالت المرأة العربية من الشواهد على ذلك انطلاقا من السيدة "آمنة ابنة وهب" التي هي من أهم شاعرات عصرها والشاعرة الأندلسية "ولادة بنت المستكفي مرورا بالأديبة والشاعرة "زينب فواز" والأديبة "ألفة الأدلبي" وصولا إلى ضيفتنا وهي رسامة وشاعرة وأديبة، حملت الخط بنوعيه التجريدي والكتابي لتضعنا أمام دوائر من معارف وحقائق أدرجت ضمن صيغ تأليفية بحثت في الولادات والاجهاضات الاجتماعية.
اهتمّت شاعرتنا وأديبتنا بالتركيز على شواغل الناس و نزاعاتهم و الوقوف على طباعهم و ما يعتري حياتهم من عوامل التطوّر و أسباب الزوال والانحلال. إن بإطلاعنا على بوتقة أعمالها الشعرية والأدبية نصل وعن وعي وإدراك إلى الاقتناع بأن كل القضايا المطروحة ليست ضمن الافتراض والتوقع وإنما هي ذات صبغة إنسانية طبيعية محضة وسليلة الواقع الذي نعيشه.
من الملاحظ أن كتاباتها لم تكن في منأى عن استجلاء المواعظ و العبر من منطلق تجربتها الشخصية في الحياة و كل من عاشرها وجاورها وبذلك تضع أمامنا مجتمع مصغّر بكل نواميسه التي تسيّره و تحكمه من الجبل حلتها و من الجنوب جهتها و لبنان سنبلتها، هي الرسامة و الشاعرة و الأديبة اللبنانية "صونيا عامر
مرحبا بك سيدتي
مرحباً بك صديقتي آمنة وناس وأشكرك على هذا التقديم الجميل
ما مفهومك الخاص للثقافة؟
أرى بالثقافة مخزون المعرفة لدينا
من الفنون التي تتداولها الأمم و تشدّ إليها الركائب و الترحال و تسموا إلى معرفتها و الإطلاع عليها و احترافها إن أمكن، الشعر، الأدب و الرسم، ما علاقة السيدة "صونيا عامر" بنوعية هذه الفنون و كيف توجّه طاقاتها نحوها؟
الشعر هو لحظة التجلي، لحظة لا يطفئ ظمأ التعبير غير أبيات مختصرة مكثفة وتنتهي في حينها، الأدب أم السرد هو موقف من الحياة ومرتبط بالمبدأ وطريقة التفكير، أما الرسم فهو حالة وجدانية ذاتية تستخدم الألوان لتسافر بالروح إلى فضاء خاص داخلي
تقول حبيبة قلبي "سوني" "الإبداع يعني لي الإتقان لدرجة شديدة"، و تؤكد الروائية الأمريكية "بيرل باك" بأن "معرفة كيفية عمل شيء بإتقان يعني الاستمتاع به"، إلى أي مدى تنسجمين مع هذا الرأي و كيف ترين العلاقة القائمة بين الإبداع و الإتقان و الاستمتاع؟
أولا أشكرك علي مناداتي سوني كاسم حركي لأنه شديد الإتقان فهو ياباني أما فيما يخص المعرفة والاستمتاع فانا اختلف مع الروائية الأمريكية فنحن نتقن الكثير من الأعمال التي لا نستمتع بها، كالأعمال الوظيفية التي نجيدها بحكم التكرار ونتقنها رغم أن معظمنا لا يحبها، طبعا قد تختلف الظروف بين الموظف العربي والموظف الأمريكي، ولكني ضد فكرة التعميم بالأساس قد تنفع فلسفة ما في مكان ما وتضر بمكان آخر ظروفه تختلف.
في العمل الأدبي الإبداع يقرره القارئ وليس الكاتب ولكن سببه غالبا صدق الكاتب الذي قد يعاني الأمرين خلال الكتابة وليس بالضرورة أن يكون مستمتعا، ربما في الرسم تصبح واردة ولو قليلا فكرة الاستمتاع فالسعادة حالة وليست مؤكدة أم شرطا من شروط العمل الأدبي قد نرسم لوحة سوداء ويراها الناظر ممتعة ورائعة
ألا يمكن أن نعتبر هذا استمتاع في اللاوعي عندنا؟
لا لا اللاوعي لا يدخل ضمن خطتنا للعمل، فلقد خلق بالأساس كخطة بديلة لإنقاذ أرواحنا بالأساس وليس للاستخدام الحياتي اليومي
هو كجهاز المناعة لا يجوز أن نتحكم به أم نبني عليه، كل ما يمكننا فعله هو التصالح مع ذواتنا ليصبح عقلنا منسجما مع جزئه اللاواعي لتصبح شخصياتنا أكثر اتزانا وموضوعية
موقفك هذا هل يفهمنا أنه عندما لا يسعفنا وعينا في إدراك بعض المواقف، لن يتدخّل اللاوعي لبلوغ ذلك؟
إذا أربكناه قد يعطينا تحليلا خاطئا، نعم
ما هو القسطاس الذي تعتمده الشاعرة و الأديبة "صونيا عامر" لتقيس مدى إبداعها؟
أنا لست مبدعة ولا أفكر أبدا بإبداعي، ترعبني هذه النزعة، كل ما أحاول القيام به هو قول ما لدي قبل انقضاء مهلتي، كلنا مميزون ومختلفون إنما الإبداع بالمعنى الانبهاري فهو مصدر للقلق
يرى الشاعر و المسرحي الكلاسيكي و الفيلسوف و المؤرّخ الألماني "فون شيلر" بأن "الفن هو الذراع اليمنى للطبيعة، فالأخيرة لم تعطينا إلا الوجود، أما الأول فجعل منا بشرا"، هل لهذه النظرية ما يدعمها و يجتلي أعماقها في فكر الشاعرة والأديبة "صونيا عامر" الثاقب والناقد؟
نعم أوافقه بفكرة أن الدائم هو الفن، لا يفنى كالطبيعة لأنه نتاجها الروحي
"نعم، هي الفائزة الأولى في تصنيف الآداب في معرض الكتاب الدولي، بيروت، من هي؟"
مجموعتي القصصية "...وقصص أخرى" الصادرة عن مؤسسة الرحاب الحديثة، بيروت، أكتوبر 2012
حملت مجموعة "...وقصص أخرى" سبعة أبواب أيهم الباب الذي يحمل دواخل الشاعرة و الأديبة "صونيا عامر"؟
صونيا كتبت الأبواب السبعة، فهي أم السبع أبواب
أخذت كل من هناء، رانيا، مي، سناء و مريم سيمات جوهرية من صيفات و أهداف و مواقف دفاعية لتحظى هذه الشخصيات باسم الإنسانة "صونيا عامر"، فماذا أخذت الإنسانة "صونيا عامر" من هذه الشخصيات حتى حظيت باسم الشاعرة و الأديبة "صونيا عامر"؟
أخذت التجربة، بمعنى آخر الصدق
هل للتجربة علاقة بالمعرفة المؤدية بالأساس للحداثة؟
نعم علاقة شديدة الصلة
من أقوال "فون شيلر" أيضا "كل عبقري عظيم عليه أن يكون ساذجا"، تقول الشاعرة و الأديبة صونيا عامر" على لسان "هناء" "لا تكن ساذجا و تعلّم الحداثة"، كيف تفسّرين لنا هذا التصادم بين القناعتين و ما هي دعائمك التي بنيت عليها استنتاجك ؟
اتفق معه ولذلك وردت جملتي تهكما علي اتهام رافض المكننة بالساذج
هل للسذاجة علاقة بالفشل أم بالنجاح؟
السذاجة بمعناها الإيجابي تساعد على النجاح لأنها تدل على البساطة وتركيز صاحبها على الاتجاه الصحيح، أما السذاجة بمعناها السلبي القائم على التعنت بفكر خاطئ فهي من أسباب الفشل
لقد قرنت الفشل بالمعنى السلبي يعني هذا أنك تختلفين مع المؤلف الايرلندي "جورج برناردشو" عندما قال "تزداد شهرتي مع كل فشل"؟
أحلل ما قاله جورج برناردشو على وجهين:
الأول انه لا يثق برأي العامة
الثاني أن فشله سبب إعادة المحاولة أم نجاحه بالمقابل بأمر أدى إلى شهرته
أما عن ما قلته أن السذاجة السلبية قد تسبب الفشل، أما الفشل فلم نأت على ذكر ما قد يسببه بعد قال ابن النحوي "اشتدّي أزمة تنفرجي قد آذن ليلك بالبلج و ظلام الليل له سرج حتى يغشاه أبو السرج"، تقول "الشاعرة و الأديبة صونيا عامر" في "إذاعة هنا الفايسبوكية" " و تطوّر الموقف نحو التأزّم قد يسرّع من إيجاد الحل"، هذا الوئام بين رأي القرني الحادي و الثاني عشر و رأي القرني العشرون و الحادي و العشرين هل يعطينا منظور إيضاحي حول كينونات متجانسة في تطوّرها و تقدّمها رغم التباعد الزمني؟
نعم صديقتي، فالمشكلة والحل عنصران موجودان وسيبقيان في كل عصر وزمان، وما اتفقنا عليه أبو الفضل وأنا بأن تأزم المشكلة قد يسرع الحل، لأن الضغط الشديد يولد حلا أو انفجارا كما نقول، فليس الانفجار إلا الحل المناسب لمشكلة مزمنة متأزمة ولم يعد حلها يحتمل التأجيل
يقول المثل "تقدّرون و تضحك الأقدار"، تأكد "الشاعرة و الأديبة صونيا عامر" "نحن من يصنع قدرنا بقيامنا بما نحب و نحن من نغيّر قدرنا ليصبح قدرا جميلا كما نحب"، هذا الاختلاف في وجهات النظر هل يعكس ما تنطوي عليه حياتنا من تنوّع هائل في الثقافات و التشكيلات الاجتماعية و تباين طرق تكييف الصيغ المستنبطة بما يخدم و يتماشى مع مستلزمات المجتمع و أحداثه الطارئة؟
نعم تباين طرق التفكير ظاهرة صحية، وما حاولت القيام به بمجموعة " ... وقصص أخرى" هو التفكير بوجهة نظر مختلفة، علنا نجد حلولا أفضل. بالطبع مهما جاهدنا لن نمنع القدر بالموت فهو محتوم، ولكن باستطاعتنا العيش بطريق أفضل إلى أن يأتي القدر المحتوم، لو فكرنا بطريقة ايجابية، هذا طبعا على سبيل المثال لا الحصر
و لكنك تحدّثت عن نشوة الموت فما هي نشوة الموت؟
نشوة الموت تشبه حلاوة الروح
هل للروح علاقة بالإحساس؟
نعم بالتأكيد، وطيدة العلاقة بينهما
""يحيّرني معنى الإحساس و مدى أهميته في حياتنا" هذا ما صرّحت به "هناء"، إلى أي مدى تعتقدين في صدق علاقتك بالإحساس؟
علاقتي بالإحساس صادقة جدا، إنما ما ادعيه من إحساس تجاه الآخرين يشوبه التساؤل هذه حالة، هناك حالة أخرى كان لا افهم إحساسي أنا كشخص وبالتالي وبشكل بديهي سوف تتشوش علاقتي بالآخرين وإحساسي بهم، أعطي المثال على نفسي لتسهيل طريقة الشرح وهناك حالات أخرى عديدة لها ألما لانهاية، فنحن هنا نتحدث عن النفس البشرية، وهذا علم متكامل بحد ذاته
كيف يمكن لنا أن نتجاوز تعثرنا بكلمات بلا معنى و سقوطنا بين حروف مجروحة و محاذاتنا لأقلام أحناها قصف أحاسيس مفقودة؟
ولم تريدين التجاوز؟ هي إشارات حمراء علينا التوقف أمامها، لا يمكننا سلق المراحل
إذا اعتبرنا أنه بين القلم و الحرف ورق جائع و بين الروح و الإحساس وجود ضائع و بين الحياة و الموت شيء رائع، أين نجد الإنسانة "صونيا عامر" بين الجوع و الضياع و الروعة؟
ما بين الجوع والضياع والروعة ألوذ بألم في المعدة يسانده دوار بداعي الديسك، ورغم ذلك سعيدة بما أحققه من انجازات صغيرة واستمتع بالسعادات اليومية الصغيرة
يعني السعادة ليست مستحيلة في أيامنا هذه؟
بالعكس السعادة دائما موجودة طالما نؤمن بوجودها
في تسائل، الشاعرة و الأديبة "صونيا عامر" " لم نفترض المستحيل و لم نعتبره مستحيلا، فهل من شيء مستحيل أم أننا ضمنيا لا نرغب بتحقيق مستحيلنا؟"، هل يمكن لقول "بيرل باك" كل شيء ممكن حتى يثبت استحالته و حتى المستحيل قد يكون كذلك في الوقت الحالي فقط" أن يكون المرام الداعم لموقفها؟
نعم أنا أوافقها الرأي، وذلك على فكرة من سخرية القدر، قد يحدث ما تشتهين بوقت غير مخطط له من قبلك وبطريقة أبسط مما تتخيلين، أتعلمين لماذا؟ لان الكون كتلة واحدة متناغمة ولذلك تجدين من يقف بجانبك ويساندك ومن يعيق تقدمك مسبقا، وكل في وقته
إذن موقفك هذا يدلنا على أننا نعيش في شراكة؟
نعم شئنا أم أبينا نحن جزء من كل وعلينا أن ننصهر بالمحيط
""الوطن شراكة بين الموالين و المعارضين، هذه هي أهم ركائز الديمقراطية"، هل يمكن اعتبار اعتقادك هذا بأنه نسيب و خليل قول "جورج برناردشو" " الديمقراطية منهج يضمن أننا لن نحكم بأفضل مما نستحق"؟
نوعا ما، فالعدل المطلق غير موجود، إنما يضمن تبادل الأدوار على الأقل، وبالنسبة للمواطن، التجربة خير برهان، يستمر من هو الأفضل، يفترض طبعا، إنما ذلك ليس واقعيا
حسب مدلولك للديمقراطية و البيروقراطية، كيف تفسرين انتقالات المجتمع العربي الذي هو مجتمع إنساني يعيش في حركية مستمرّة، و هل تعتقدين أن ماهية العلل المؤدية إلى بقائنا ضمن الرجعيين فيما يخص الزعامة و مستوى التفوّق الثقافي عائد بالأساس إلى تأرجحنا بين هذين النظامين؟
لا أعتقد، تأرجحنا الرجعي سببه الفقر والظلم والتطرف الديني، ولكنها فترة وستنتهي، حتى وان طالت
إذا ما قلنا أن التحول هو تغيير مستمر في اتجاه واحد و أن التطوّر هو تغيير نحو النمو من شكل بسيط إلى شكل أكثر تعقيدا و أن التقدم هو تغيير للأمام للوصول إلى الأهداف، كيف تصنّف "الشاعرة و الأديبة صونيا عامر" حلمها بالولايات العربية المتحدة على ضوء هذه التغييرات؟
هي نتيجة حتمية للتشتت الحاصل، لن تقوى أي الدول العربية الصغيرة المستحدثة أن تنأى بنفسها عن المحيط، لن يكون لديها مقومات الحياة، لا مفر من الاتحاد، طبعا ليس بالشكل الشيوعي الذي أثبت فشله، ولا بالشكل الرأسمالي الذي سبب انهيارا اقتصاديا عالميا، إنما بشكل ثالث جديد، سيكون له بالطبع حسناته وسيئاته
و هل من أمل في ذلك؟
أكيد
و كيف ذلك و نحن ليس لنا أي سبق في أي مبادرة تحمل على التفاؤل و الأمل؟
وكيف وصلنا إلى الأندلس؟
و كيف فقدنا تدمر؟
بنفس الطريقة...
خلافا للمثل القائل "من سبق شمّ الحبق"، تدعو" الشاعرة و الأديبة صونيا عامر" للتروي لنستطيع أن نحيا حياة أكثر سعادة و عدلا، كيف يمكن لك أن تدعّمي لنا رأيك و تسيّده على المثل المشار إليه؟
العجلة من الشيطان، علينا أن نفكر ومن ثم نتصرف، وحتى بأصغر الأمور، لكي لا نظلم أحدا
وارد فقد قالوا أيضا "من استطاع الانتظار فاز بالأوطار"
نعم صحيح
اكتمل نموّي بعد 46 وقفة زمنية عندها خرجت للنور، استقبلني محيطي بحفاوة ما جعلني أخطو خطوات ثابتة و بثقة، على اختلاف أي مولود كوّنتني و ربتني أمي و أنا مازلت بين ضلوعها، كنت أقتات من تجاربها و أحاسيسها تجاه المحيط الخارجي غذّتني باستمرار و أعطتني كل اهتمامها، من أنا؟
ديوان " تيه"
حمل تيه التآلف و الفراق، الحب و الاشتياق، التبعيّة و الانعتاق، الظلام و الإشراق، التنفس و الاختناق، الابتعاد و الأشواق، ليثبت لنا أن حياتنا في جدلية دائمة ننشأ صغارا و ننمو إلى درجة النضج و الاكتمال ثم نأخذ في الأفول لنصل إلى الانحلال هذه هي حياتنا باختصار و كما قالت السيدة "آمنة ابنه وهب" كل حي مييت و كل جديد بال و كل كبير يفنى و أنا ميتة و ذكري باق"، هل تعتقدين أن ذكرانا ستبقى؟
نعم قدر سيرتنا الطيبة
إن شاء الله
أشكرك كثيرا على حسن تواصلك و سلاسة مصطلحك أرجو أن يجمعنا لقاء ثاني مع "عصفور الجنة" و بطن الحوت" إلى ذلك الوقت أستودعك الله و أتمنى لك الرقي على الدوام
أشكرك بدوري آمنة ... وسعدت بالحوار


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.