رئيس جامعة المنيا يشارك في اجتماع «الجامعات الأهلية» لبحث استعدادات الدراسة    أسعار طبق البيض اليوم الاربعاء 17-9-2025 في قنا    أسعار اللحوم الجملي والضاني اليوم الاربعاء 17-9-2025 في الأسواق ومحال الجزارة بقنا    خبير أمن معلومات: تركيب الصور بالذكاء الاصطناعي يهدد ملايين المستخدمين    الخارجية الكندية: الهجوم البري الإسرائيلي الجديد على مدينة غزة مروع    مباحثات سعودية إيرانية في الرياض حول المستجدات الإقليمية    فرنسا تدين توسيع العملية الإسرائيلية بغزة وتدعو إلى وضع حد للحملة التدميرية    ارتفاع حصيلة الشهداء في غزة إلى 108 منذ فجر الثلاثاء    السيطرة على حريق هائل نشب بمطعم شهير بمدينة أبو حمص في البحيرة    إصابة 12 شخصًا إثر إنقلاب "تروسيكل" بالبحيرة    د.حماد عبدالله يكتب: البيض الممشش يتلم على بعضه !!    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاربعاء 17-9-2025 في محافظة قنا    بهدف ذاتي.. توتنام يفتتح مشواره في دوري الأبطال بالفوز على فياريال    أمين عمر حكما لمواجهة الإسماعيلي والزمالك    «دروس نبوية في عصر التحديات».. ندوة لمجلة الأزهر بدار الكتب    الخارجية السورية تكشف تفاصيل الاجتماع الثلاثي واعتماد خارطة طريق لحل الأزمة في السويداء    حرق من الدرجة الثانية.. إصابة شاب بصعق كهربائي في أبو صوير بالإسماعيلية    زيلينسكي: مستعد للقاء ترامب وبوتين بشكل ثلاثي أو ثنائي دون أي شروط    بالصور- مشاجرة وكلام جارح بين شباب وفتيات برنامج قسمة ونصيب    "يانجو بلاي" تكشف موعد عرض فيلم "السيستم".. صورة    سارة سلامة بفستان قصير وهيدي كرم جريئة .. 10 لقطات لنجوم الفن خلال 24 ساعة    مبابي: مباراة مارسيليا تعقدت بعد الطرد.. ولا أفكر في أن أكون قائدا لريال مدريد    بسبب زيزو وإمام عاشور.. ميدو يفتح النار على طبيب الأهلي.. وينتقد تصريحات النحاس    موعد إعلان نتيجة تنسيق جامعة الأزهر 2025 رسميا بعد انتهاء التسجيل (رابط الاستعلام)    ارتفاع جديد ب 340 للجنيه.. أسعار الذهب اليوم الأربعاء 17 سبتمبر 2025 بالصاغة    زيارة صرف الأنظار، ترامب يصل إلى بريطانيا ومراسم استقبال ملكية في انتظاره    توقعات الأبراج حظك اليوم الأربعاء 17 سبتمبر 2025.. الأسد: كلمة منك قد تغير كل شيء    حريق هائل بمطعم شهير بمدينة أبو حمص في البحيرة (صور)    مصرع وإصابة 3 شبان بحادث تصادم في محافظة البحيرة    تدريبات فنية خاصة بمران الزمالك في إطار الاستعداد لمباراة الإسماعيلي    صندوق النقد: مطلوب زيادة اسعار الطاقة باسرع وقت .. مصطفى مدبولي: بنزين وسولار وبوتجاز من أول أكتوبر يا افندم!    بعد تضخم ثروته بالبنوك، قرار جديد ضد "مستريح البيض والمزارع"    نائب رئيس جامعة الأزهر يعلن موعد نتيجة التنسيق (فيديو)    أبرزها الإسماعيلي والزمالك، حكام مباريات الخميس بالجولة السابعة من الدوري المصري    مروان خوري وآدم ومحمد فضل شاكر في حفل واحد بجدة، غدا    انخفاض بدرجات الحرارة، الأرصاد تعلن طقس اليوم    أعراض مسمار الكعب وأسباب الإصابة به    كاراباك يصعق بنفيكا بثلاثية تاريخية في عقر داره بدوري الأبطال    4 أيام عطلة في سبتمبر.. موعد الإجازة الرسمية المقبلة للقطاع العام والخاص (تفاصيل)    رئيس أركان جيش الاحتلال ل نتنياهو: القوات تعمّق الآن «إنجازًا» سيقرب نهاية الحرب    سعر السمك البلطي والسردين والجمبري في الأسواق اليوم الأربعاء 17 سبتمبر 2025    سعر التفاح والموز والفاكهة في الأسواق اليوم الأربعاء 17 سبتمبر 2025    ننشر خريطة موعد بدء الدراسة للتعليم الابتدائي بمدارس الفيوم تدريجيًا.. صور    على باب الوزير    تحريات لكشف ملابسات العثور على جثة شاب طافية بنهر النيل في الوراق    ضبط ومصادرة 2 طن طحينة بمصنع بدون ترخيص بالمنيرة    مي عز الدين تهنئ محمد إمام بعيد ميلاده: «خفة دم الكون»    قبول الآخر.. معركة الإنسان التي لم ينتصر فيها بعد!    داليا عبد الرحيم تكتب: ثلاث ساعات في حضرة رئيس الوزراء    أوقاف الفيوم تنظّم ندوات حول منهج النبي صلى الله عليه وسلم في إعانة الضعفاء.. صور    يوفنتوس ينتزع تعادلًا دراماتيكيًا من دورتموند في ليلة الأهداف الثمانية بدوري الأبطال    قافلة طبية مجانية بقرية الروضة بالفيوم تكشف على 300 طفل وتُجري37 عملية    حتى لا تعتمد على الأدوية.. أطعمة فعالة لعلاج التهاب المرارة    يؤثر على النمو والسر في النظام الغذائي.. أسباب ارتفاع ضغط الدم عن الأطفال    ليست كلها سيئة.. تفاعلات تحدث للجسم عند شرب الشاي بعد تناول الطعام    أمين الفتوى يوضح حكم استخدام الروبوت في غسل الموتى وشروط من يقوم بالتغسيل    فيديو - أمين الفتوى يوضح حالات سجود السهو ومتى تجب إعادة الصلاة    أمين الفتوى يوضح الجدل القائم حول حكم طهارة الكلاب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حوار مع الشاعرة والأديبة اللبنانية صونيا عامر
نشر في شموس يوم 16 - 12 - 2012


السلام عليكم
وعليكم السلام والرحمة
إن كل الأقطار تبدي اهتماما كبيرا بتنمية مواردها البشرية وتبذل من الجهود ما يسمو بمجتمعاتها نحو التقدّم الحقيقي والتنمية الشاملة. على ضوء هذه الخطى تبرز الثقافة كتراث اجتماعي يصوّر الهوية الخاصّة بكل أمّة وتبرز ركائزها في التجارب الفكرية والأدبية والفنية الذاتية الفردية. على مدى العصور من قديمها إلى حديثها تنافست وتتنافس الطاقات لإنتاج العمل الإبداعي من أدب وشعر وفن تشكيلي وموسيقي وإبداعات مسرحية وسينمائية وغيرها.
لقد أثبت التاريخ أن التجربة النسائية زاخرة و أكدت حضورها بقوّة في هذا المجال، و قد كانت و مازالت المرأة العربية من الشواهد على ذلك انطلاقا من السيدة "آمنة ابنة وهب" التي هي من أهم شاعرات عصرها والشاعرة الأندلسية "ولادة بنت المستكفي مرورا بالأديبة والشاعرة "زينب فواز" والأديبة "ألفة الأدلبي" وصولا إلى ضيفتنا وهي رسامة وشاعرة وأديبة، حملت الخط بنوعيه التجريدي والكتابي لتضعنا أمام دوائر من معارف وحقائق أدرجت ضمن صيغ تأليفية بحثت في الولادات والاجهاضات الاجتماعية.
اهتمّت شاعرتنا وأديبتنا بالتركيز على شواغل الناس و نزاعاتهم و الوقوف على طباعهم و ما يعتري حياتهم من عوامل التطوّر و أسباب الزوال والانحلال. إن بإطلاعنا على بوتقة أعمالها الشعرية والأدبية نصل وعن وعي وإدراك إلى الاقتناع بأن كل القضايا المطروحة ليست ضمن الافتراض والتوقع وإنما هي ذات صبغة إنسانية طبيعية محضة وسليلة الواقع الذي نعيشه.
من الملاحظ أن كتاباتها لم تكن في منأى عن استجلاء المواعظ و العبر من منطلق تجربتها الشخصية في الحياة و كل من عاشرها وجاورها وبذلك تضع أمامنا مجتمع مصغّر بكل نواميسه التي تسيّره و تحكمه من الجبل حلتها و من الجنوب جهتها و لبنان سنبلتها، هي الرسامة و الشاعرة و الأديبة اللبنانية "صونيا عامر
مرحبا بك سيدتي
مرحباً بك صديقتي آمنة وناس وأشكرك على هذا التقديم الجميل
ما مفهومك الخاص للثقافة؟
أرى بالثقافة مخزون المعرفة لدينا
من الفنون التي تتداولها الأمم و تشدّ إليها الركائب و الترحال و تسموا إلى معرفتها و الإطلاع عليها و احترافها إن أمكن، الشعر، الأدب و الرسم، ما علاقة السيدة "صونيا عامر" بنوعية هذه الفنون و كيف توجّه طاقاتها نحوها؟
الشعر هو لحظة التجلي، لحظة لا يطفئ ظمأ التعبير غير أبيات مختصرة مكثفة وتنتهي في حينها، الأدب أم السرد هو موقف من الحياة ومرتبط بالمبدأ وطريقة التفكير، أما الرسم فهو حالة وجدانية ذاتية تستخدم الألوان لتسافر بالروح إلى فضاء خاص داخلي
تقول حبيبة قلبي "سوني" "الإبداع يعني لي الإتقان لدرجة شديدة"، و تؤكد الروائية الأمريكية "بيرل باك" بأن "معرفة كيفية عمل شيء بإتقان يعني الاستمتاع به"، إلى أي مدى تنسجمين مع هذا الرأي و كيف ترين العلاقة القائمة بين الإبداع و الإتقان و الاستمتاع؟
أولا أشكرك علي مناداتي سوني كاسم حركي لأنه شديد الإتقان فهو ياباني أما فيما يخص المعرفة والاستمتاع فانا اختلف مع الروائية الأمريكية فنحن نتقن الكثير من الأعمال التي لا نستمتع بها، كالأعمال الوظيفية التي نجيدها بحكم التكرار ونتقنها رغم أن معظمنا لا يحبها، طبعا قد تختلف الظروف بين الموظف العربي والموظف الأمريكي، ولكني ضد فكرة التعميم بالأساس قد تنفع فلسفة ما في مكان ما وتضر بمكان آخر ظروفه تختلف.
في العمل الأدبي الإبداع يقرره القارئ وليس الكاتب ولكن سببه غالبا صدق الكاتب الذي قد يعاني الأمرين خلال الكتابة وليس بالضرورة أن يكون مستمتعا، ربما في الرسم تصبح واردة ولو قليلا فكرة الاستمتاع فالسعادة حالة وليست مؤكدة أم شرطا من شروط العمل الأدبي قد نرسم لوحة سوداء ويراها الناظر ممتعة ورائعة
ألا يمكن أن نعتبر هذا استمتاع في اللاوعي عندنا؟
لا لا اللاوعي لا يدخل ضمن خطتنا للعمل، فلقد خلق بالأساس كخطة بديلة لإنقاذ أرواحنا بالأساس وليس للاستخدام الحياتي اليومي
هو كجهاز المناعة لا يجوز أن نتحكم به أم نبني عليه، كل ما يمكننا فعله هو التصالح مع ذواتنا ليصبح عقلنا منسجما مع جزئه اللاواعي لتصبح شخصياتنا أكثر اتزانا وموضوعية
موقفك هذا هل يفهمنا أنه عندما لا يسعفنا وعينا في إدراك بعض المواقف، لن يتدخّل اللاوعي لبلوغ ذلك؟
إذا أربكناه قد يعطينا تحليلا خاطئا، نعم
ما هو القسطاس الذي تعتمده الشاعرة و الأديبة "صونيا عامر" لتقيس مدى إبداعها؟
أنا لست مبدعة ولا أفكر أبدا بإبداعي، ترعبني هذه النزعة، كل ما أحاول القيام به هو قول ما لدي قبل انقضاء مهلتي، كلنا مميزون ومختلفون إنما الإبداع بالمعنى الانبهاري فهو مصدر للقلق
يرى الشاعر و المسرحي الكلاسيكي و الفيلسوف و المؤرّخ الألماني "فون شيلر" بأن "الفن هو الذراع اليمنى للطبيعة، فالأخيرة لم تعطينا إلا الوجود، أما الأول فجعل منا بشرا"، هل لهذه النظرية ما يدعمها و يجتلي أعماقها في فكر الشاعرة والأديبة "صونيا عامر" الثاقب والناقد؟
نعم أوافقه بفكرة أن الدائم هو الفن، لا يفنى كالطبيعة لأنه نتاجها الروحي
"نعم، هي الفائزة الأولى في تصنيف الآداب في معرض الكتاب الدولي، بيروت، من هي؟"
مجموعتي القصصية "...وقصص أخرى" الصادرة عن مؤسسة الرحاب الحديثة، بيروت، أكتوبر 2012
حملت مجموعة "...وقصص أخرى" سبعة أبواب أيهم الباب الذي يحمل دواخل الشاعرة و الأديبة "صونيا عامر"؟
صونيا كتبت الأبواب السبعة، فهي أم السبع أبواب
أخذت كل من هناء، رانيا، مي، سناء و مريم سيمات جوهرية من صيفات و أهداف و مواقف دفاعية لتحظى هذه الشخصيات باسم الإنسانة "صونيا عامر"، فماذا أخذت الإنسانة "صونيا عامر" من هذه الشخصيات حتى حظيت باسم الشاعرة و الأديبة "صونيا عامر"؟
أخذت التجربة، بمعنى آخر الصدق
هل للتجربة علاقة بالمعرفة المؤدية بالأساس للحداثة؟
نعم علاقة شديدة الصلة
من أقوال "فون شيلر" أيضا "كل عبقري عظيم عليه أن يكون ساذجا"، تقول الشاعرة و الأديبة صونيا عامر" على لسان "هناء" "لا تكن ساذجا و تعلّم الحداثة"، كيف تفسّرين لنا هذا التصادم بين القناعتين و ما هي دعائمك التي بنيت عليها استنتاجك ؟
اتفق معه ولذلك وردت جملتي تهكما علي اتهام رافض المكننة بالساذج
هل للسذاجة علاقة بالفشل أم بالنجاح؟
السذاجة بمعناها الإيجابي تساعد على النجاح لأنها تدل على البساطة وتركيز صاحبها على الاتجاه الصحيح، أما السذاجة بمعناها السلبي القائم على التعنت بفكر خاطئ فهي من أسباب الفشل
لقد قرنت الفشل بالمعنى السلبي يعني هذا أنك تختلفين مع المؤلف الايرلندي "جورج برناردشو" عندما قال "تزداد شهرتي مع كل فشل"؟
أحلل ما قاله جورج برناردشو على وجهين:
الأول انه لا يثق برأي العامة
الثاني أن فشله سبب إعادة المحاولة أم نجاحه بالمقابل بأمر أدى إلى شهرته
أما عن ما قلته أن السذاجة السلبية قد تسبب الفشل، أما الفشل فلم نأت على ذكر ما قد يسببه بعد قال ابن النحوي "اشتدّي أزمة تنفرجي قد آذن ليلك بالبلج و ظلام الليل له سرج حتى يغشاه أبو السرج"، تقول "الشاعرة و الأديبة صونيا عامر" في "إذاعة هنا الفايسبوكية" " و تطوّر الموقف نحو التأزّم قد يسرّع من إيجاد الحل"، هذا الوئام بين رأي القرني الحادي و الثاني عشر و رأي القرني العشرون و الحادي و العشرين هل يعطينا منظور إيضاحي حول كينونات متجانسة في تطوّرها و تقدّمها رغم التباعد الزمني؟
نعم صديقتي، فالمشكلة والحل عنصران موجودان وسيبقيان في كل عصر وزمان، وما اتفقنا عليه أبو الفضل وأنا بأن تأزم المشكلة قد يسرع الحل، لأن الضغط الشديد يولد حلا أو انفجارا كما نقول، فليس الانفجار إلا الحل المناسب لمشكلة مزمنة متأزمة ولم يعد حلها يحتمل التأجيل
يقول المثل "تقدّرون و تضحك الأقدار"، تأكد "الشاعرة و الأديبة صونيا عامر" "نحن من يصنع قدرنا بقيامنا بما نحب و نحن من نغيّر قدرنا ليصبح قدرا جميلا كما نحب"، هذا الاختلاف في وجهات النظر هل يعكس ما تنطوي عليه حياتنا من تنوّع هائل في الثقافات و التشكيلات الاجتماعية و تباين طرق تكييف الصيغ المستنبطة بما يخدم و يتماشى مع مستلزمات المجتمع و أحداثه الطارئة؟
نعم تباين طرق التفكير ظاهرة صحية، وما حاولت القيام به بمجموعة " ... وقصص أخرى" هو التفكير بوجهة نظر مختلفة، علنا نجد حلولا أفضل. بالطبع مهما جاهدنا لن نمنع القدر بالموت فهو محتوم، ولكن باستطاعتنا العيش بطريق أفضل إلى أن يأتي القدر المحتوم، لو فكرنا بطريقة ايجابية، هذا طبعا على سبيل المثال لا الحصر
و لكنك تحدّثت عن نشوة الموت فما هي نشوة الموت؟
نشوة الموت تشبه حلاوة الروح
هل للروح علاقة بالإحساس؟
نعم بالتأكيد، وطيدة العلاقة بينهما
""يحيّرني معنى الإحساس و مدى أهميته في حياتنا" هذا ما صرّحت به "هناء"، إلى أي مدى تعتقدين في صدق علاقتك بالإحساس؟
علاقتي بالإحساس صادقة جدا، إنما ما ادعيه من إحساس تجاه الآخرين يشوبه التساؤل هذه حالة، هناك حالة أخرى كان لا افهم إحساسي أنا كشخص وبالتالي وبشكل بديهي سوف تتشوش علاقتي بالآخرين وإحساسي بهم، أعطي المثال على نفسي لتسهيل طريقة الشرح وهناك حالات أخرى عديدة لها ألما لانهاية، فنحن هنا نتحدث عن النفس البشرية، وهذا علم متكامل بحد ذاته
كيف يمكن لنا أن نتجاوز تعثرنا بكلمات بلا معنى و سقوطنا بين حروف مجروحة و محاذاتنا لأقلام أحناها قصف أحاسيس مفقودة؟
ولم تريدين التجاوز؟ هي إشارات حمراء علينا التوقف أمامها، لا يمكننا سلق المراحل
إذا اعتبرنا أنه بين القلم و الحرف ورق جائع و بين الروح و الإحساس وجود ضائع و بين الحياة و الموت شيء رائع، أين نجد الإنسانة "صونيا عامر" بين الجوع و الضياع و الروعة؟
ما بين الجوع والضياع والروعة ألوذ بألم في المعدة يسانده دوار بداعي الديسك، ورغم ذلك سعيدة بما أحققه من انجازات صغيرة واستمتع بالسعادات اليومية الصغيرة
يعني السعادة ليست مستحيلة في أيامنا هذه؟
بالعكس السعادة دائما موجودة طالما نؤمن بوجودها
في تسائل، الشاعرة و الأديبة "صونيا عامر" " لم نفترض المستحيل و لم نعتبره مستحيلا، فهل من شيء مستحيل أم أننا ضمنيا لا نرغب بتحقيق مستحيلنا؟"، هل يمكن لقول "بيرل باك" كل شيء ممكن حتى يثبت استحالته و حتى المستحيل قد يكون كذلك في الوقت الحالي فقط" أن يكون المرام الداعم لموقفها؟
نعم أنا أوافقها الرأي، وذلك على فكرة من سخرية القدر، قد يحدث ما تشتهين بوقت غير مخطط له من قبلك وبطريقة أبسط مما تتخيلين، أتعلمين لماذا؟ لان الكون كتلة واحدة متناغمة ولذلك تجدين من يقف بجانبك ويساندك ومن يعيق تقدمك مسبقا، وكل في وقته
إذن موقفك هذا يدلنا على أننا نعيش في شراكة؟
نعم شئنا أم أبينا نحن جزء من كل وعلينا أن ننصهر بالمحيط
""الوطن شراكة بين الموالين و المعارضين، هذه هي أهم ركائز الديمقراطية"، هل يمكن اعتبار اعتقادك هذا بأنه نسيب و خليل قول "جورج برناردشو" " الديمقراطية منهج يضمن أننا لن نحكم بأفضل مما نستحق"؟
نوعا ما، فالعدل المطلق غير موجود، إنما يضمن تبادل الأدوار على الأقل، وبالنسبة للمواطن، التجربة خير برهان، يستمر من هو الأفضل، يفترض طبعا، إنما ذلك ليس واقعيا
حسب مدلولك للديمقراطية و البيروقراطية، كيف تفسرين انتقالات المجتمع العربي الذي هو مجتمع إنساني يعيش في حركية مستمرّة، و هل تعتقدين أن ماهية العلل المؤدية إلى بقائنا ضمن الرجعيين فيما يخص الزعامة و مستوى التفوّق الثقافي عائد بالأساس إلى تأرجحنا بين هذين النظامين؟
لا أعتقد، تأرجحنا الرجعي سببه الفقر والظلم والتطرف الديني، ولكنها فترة وستنتهي، حتى وان طالت
إذا ما قلنا أن التحول هو تغيير مستمر في اتجاه واحد و أن التطوّر هو تغيير نحو النمو من شكل بسيط إلى شكل أكثر تعقيدا و أن التقدم هو تغيير للأمام للوصول إلى الأهداف، كيف تصنّف "الشاعرة و الأديبة صونيا عامر" حلمها بالولايات العربية المتحدة على ضوء هذه التغييرات؟
هي نتيجة حتمية للتشتت الحاصل، لن تقوى أي الدول العربية الصغيرة المستحدثة أن تنأى بنفسها عن المحيط، لن يكون لديها مقومات الحياة، لا مفر من الاتحاد، طبعا ليس بالشكل الشيوعي الذي أثبت فشله، ولا بالشكل الرأسمالي الذي سبب انهيارا اقتصاديا عالميا، إنما بشكل ثالث جديد، سيكون له بالطبع حسناته وسيئاته
و هل من أمل في ذلك؟
أكيد
و كيف ذلك و نحن ليس لنا أي سبق في أي مبادرة تحمل على التفاؤل و الأمل؟
وكيف وصلنا إلى الأندلس؟
و كيف فقدنا تدمر؟
بنفس الطريقة...
خلافا للمثل القائل "من سبق شمّ الحبق"، تدعو" الشاعرة و الأديبة صونيا عامر" للتروي لنستطيع أن نحيا حياة أكثر سعادة و عدلا، كيف يمكن لك أن تدعّمي لنا رأيك و تسيّده على المثل المشار إليه؟
العجلة من الشيطان، علينا أن نفكر ومن ثم نتصرف، وحتى بأصغر الأمور، لكي لا نظلم أحدا
وارد فقد قالوا أيضا "من استطاع الانتظار فاز بالأوطار"
نعم صحيح
اكتمل نموّي بعد 46 وقفة زمنية عندها خرجت للنور، استقبلني محيطي بحفاوة ما جعلني أخطو خطوات ثابتة و بثقة، على اختلاف أي مولود كوّنتني و ربتني أمي و أنا مازلت بين ضلوعها، كنت أقتات من تجاربها و أحاسيسها تجاه المحيط الخارجي غذّتني باستمرار و أعطتني كل اهتمامها، من أنا؟
ديوان " تيه"
حمل تيه التآلف و الفراق، الحب و الاشتياق، التبعيّة و الانعتاق، الظلام و الإشراق، التنفس و الاختناق، الابتعاد و الأشواق، ليثبت لنا أن حياتنا في جدلية دائمة ننشأ صغارا و ننمو إلى درجة النضج و الاكتمال ثم نأخذ في الأفول لنصل إلى الانحلال هذه هي حياتنا باختصار و كما قالت السيدة "آمنة ابنه وهب" كل حي مييت و كل جديد بال و كل كبير يفنى و أنا ميتة و ذكري باق"، هل تعتقدين أن ذكرانا ستبقى؟
نعم قدر سيرتنا الطيبة
إن شاء الله
أشكرك كثيرا على حسن تواصلك و سلاسة مصطلحك أرجو أن يجمعنا لقاء ثاني مع "عصفور الجنة" و بطن الحوت" إلى ذلك الوقت أستودعك الله و أتمنى لك الرقي على الدوام
أشكرك بدوري آمنة ... وسعدت بالحوار


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.