الرئيسية
السياسية
الاقتصادية
الدولية
الرياضية
الاجتماعية
الثقافية
الدينية
الصحية
بالفيديو
قائمة الصحف
25 يناير
الأخبار
الأسبوع أونلاين
الأهالي
الأهرام الاقتصادي
الأهرام العربي
الأهرام المسائي
الأهرام اليومي
الأيام المصرية
البداية الجديدة
الإسماعيلية برس
البديل
البوابة
التحرير
التغيير
التغيير الإلكترونية
الجريدة
الجمعة
الجمهورية
الدستور الأصلي
الزمان المصري
الشروق الجديد
الشروق الرياضي
الشعب
الصباح
الصعيد أون لاين
الطبيب
العالم اليوم
الفجر
القاهرة
الكورة والملاعب
المراقب
المساء
المستقبل
المسائية
المشهد
المصدر
المصري اليوم
المصريون
الموجز
النهار
الواقع
الوادي
الوطن
الوفد
اليوم السابع
أخبار الأدب
أخبار الحوادث
أخبار الرياضة
أخبار الزمالك
أخبار السيارات
أخبار النهاردة
أخبار اليوم
أخبار مصر
أكتوبر
أموال الغد
أهرام سبورت
أهل مصر
آخر ساعة
إيجي برس
بص وطل
بوابة الأهرام
بوابة الحرية والعدالة
بوابة الشباب
بوابة أخبار اليوم
جود نيوز
روزاليوسف الأسبوعية
روزاليوسف اليومية
رياضة نت
ستاد الأهلي
شباب مصر
شبكة رصد الإخبارية
شمس الحرية
شموس
شوطها
صباح الخير
صدى البلد
صوت الأمة
صوت البلد
عقيدتي
في الجول
فيتو
كلمتنا
كورابيا
محيط
مصراوي
مجموعة البورصة المصرية
مصر الآن
مصر الجديدة
منصورة نيوز
ميدان البحيرة
نقطة ضوء
نهضة مصر
وكالة الأخبار العربية
وكالة أنباء أونا
ياللاكورة
موضوع
كاتب
منطقة
Masress
جامعة بنها تطلق معسكرًا دائمًا بمطروح لتعزيز مهارات الطلاب -صور
ب3 صور.. صلاح يستعرض احتفاله على طريقة جوتا من مباراة بورنموث
انطلاق تدريبات المشروع القومي للموهبة الحركية بالبحيرة -صور
القاهرة السينمائي ينعى مدير التصوير تيمور تيمور":"صاحب موهبة فذة"
قصور الثقافة تطلق الدورة الأولى من المهرجان الختامي لمسرح الطفل.. (مواعيد العروض)
نقيب الصحفيين: لابد من التصدى لتصريحات نتنياهو حول إسرائيل الكبرى
مستشار رئيس فلسطين: العقلية الإسرائيلية تستبعد أي إمكانية لسلام كامل ومستدام بالمنطقة
بأمر رئاسي.. الجزائر تسحب حافلات النقل المتهالكة بعد فاجعة وادي الحراش
خطة شاملة لزيادة إنتاجية محصول القطن في الإسماعيلية
العلمين الجديدة.. جوهرة تاج المتوسط.. موقع سفر عالمى: المدينة تنافس أهم وجهات السياحة الأوروبية الرائدة فى اليونان وإيطاليا وإسبانيا.. وتؤكد: تطويرها جزء من استراتيجية مصر الشاملة لتنمية الساحل الشمالي الغربي
تعثر مبكر.. الزمالك يفقد أول نقطتين في سباق الدوري أمام المقاولون
توتنهام يكثف مفاوضاته لضم إيزي من كريستال بالاس
نوتينجهام يضم جيمس مكاتي من مانشستر سيتي
لعبة الباتيناج تتسبب في مصرع طفل بمدينة 6 أكتوبر
تيك توك يحد من مشاهدات المحتوى التسويقى ويفرض قواعد جديدة للانتهاكات
المشدد 6 سنوات وغرامة 100 ألف جنيه لعاطل لاتهامه الإتجار فى الشابو بسوهاج
ليكيب: مصطفى محمد على رادار لانس الفرنسى لتعزيز هجومه
أكسيوس: إدارة ترامب تصنف 533 شركة وكيان داخل أمريكا بناءً على ولائها للرئيس
خالد سليم يُحيى ليلة ساحرة فى الليلة الثانية لمهرجان القلعة.. صور
أشرف زكى يكشف سبب رحيل مدير التصوير تيمور تيمور: توفى غرقا
الأوقاف: التعاون مع الشركة المتحدة ب"دولة التلاوة" فخر ويضفي زخما للمسابقة
يسري جبر يوضح ضوابط أكل الصيد في ضوء حديث النبي صلى الله عليه وسلم
عاوزه ألبس الحجاب ولكني مترددة؟.. أمين الفتوى يجيب
هل يجوز إخراج الزكاة في بناء المساجد؟.. أمين الفتوى يجيب
"الصحة" تعلن فحص 8 ملايين و336 ألفا ضمن مبادرة علاج فقدان السمع لدى حديثى الولادة
منها فقدان الوزن.. 5 علامات مبكرة لتلف العظام تتطلب اهتماما عاجلا
قانونية: الرجل ملزم بالتكفل بالزوجة والأبناء بعد الطلاق
حزن ودعوات| المئات يشيعون جثمان «شهيد العلم» في قنا
القائد العام للقوات المسلحة: المقاتل المصري أثبت جدارته لصون مقدرات الوطن وحماية حدوده
مصطفى محمد يترأس قائمة نانت ضد باريس سان جيرمان في الدوري الفرنسي
وفد من الثقافة والمهن التمثيلية يزور الفنانة نجوى فؤاد في منزلها بعد استغاثتها | صور
خالد يوسف يؤدي واجب العزاء في الروائي صنع الله إبراهيم. صور
وزير السياحة يؤكد: وجهت باتخاذ الإجراءات القانونية ضد الفيديو الترويجي للمتحف الكبير
الأونروا: معظم أطفال غزة معرضون للموت إذا لم يتلقوا العلاج فورا
منال عوض: تسريع وتيرة تنفيذ المشروعات البيئية لمواجهة التحديات العالمية
مصدر أمني ينفي شائعات إخوانية بوفاة شخص داخل قسم شرطة جراء التعذيب
رئيس جامعة طنطا يتفقد الاستعدادات النهائية لاستقبال لجان بدء الدراسة بجامعة طنطا الأهلية
صحة شمال سيناء: مستمرون في تحسين جودة الخدمات بوحدات الرعاية الأولية
«الزراعة»: انطلاق الحملة القومية لتحصين الثروة الحيوانية من العترة الجديدة ل الحمى القلاعية
لليوم ال13 على التوالي.. إسبانيا تواصل مكافحة حرائق الغابات وسط موجة الحر
5 أطعمة غنية بفيتامين «د» لتعزيز صحة العظام وتقوية المناعة
كنائس هولندية تطالب الحكومة بالاعتراف بفلسطين ووقف تسليح الاحتلال الإسرائيلي
وزير الأوقاف: مسابقة "دولة التلاوة" لاكتشاف أصوات ذهبية تبهر العالم بتلاوة القرآن الكريم
وفاة والدة الفنان صبحي خليل.. والعزاء غدًا بالحامدية الشاذلية
تنسيق المرحلة الثالثة 2025 أدبي.. الكليات المتاحة بكل المحافظات
العلاوة التشجيعية.. شروطها ونص القانون الصادر لها
مائدة مستديرة بالأعلى للثقافة بعنوان «ترشيد مياه النيل والحفاظ عليها من التلوث»
الشيخ خالد الجندي: الإسلام دين شامل ينظم شؤون الدنيا والآخرة ولا يترك الإنسان للفوضى
نتائج بطولة كأس مصر للتجديف بالإسماعيلية.. نادي القناة يحقق الصدارة
30 ألف جنيه متوسط سعر المتر للوحدة السكنية فى مشروع ظلال بديل جنة مصر
إنفوجراف| ضوابط تلقي طلبات المستأجرين المنطبق عليهم شروط قانون الإيجار القديم
ضبط 35 شيكارة دقيق مدعم و150 قالب حلاوة طحينية مجهولة المصدر في كفر الشيخ
ضبط 6003 قضايا بمجال الأمن الاقتصادي خلال 24 ساعة
وزير الري يتابع موقف التعامل مع الأمطار التي تساقطت على جنوب سيناء
الصحة: تدريب أطباء الأسنان وتقديم خدمات مجانية ل86 مواطنًا
محاكمة 6 متهمين في خلية «بولاق أبو العلا» الإرهابية| بعد قليل
بالأسماء.. تفاصيل إصابة 10 أشخاص من أسرة واحدة باشتباه تسمم جنوب المنيا
مفاجآت في قائمة الزمالك لمواجهة المقاولون العرب
شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
موافق
الحبُّ خريفٌ شرس
نمر سعدي
نشر في
شموس
يوم 29 - 05 - 2020
الكتابةُ ليست ملاذاً أخيراً وليستْ شفاءً لكلِّ الجراحِ
ولا فسحةً لتردُّدِ نيسانَ عبرَ النوافذِ
أو شرفةً أستريحُ على صدرها من نساءِ القصائدِ
أو من سرابِ انتظاري الطويلِ…
كتبتُ بحبرِ التنهُّدِ فوقَ مرايا الجسدْ
وأحببتُ من لا تحبُّ أحدْ
وغنَّيتُ حتى لصُمِّ الرياحِ
*
لا شِعرَ عندي اليومَ..
لنْ يُوحى إليَّ بجملةٍ إسميَّةٍ عذراءَ
أو بقصيدةٍ تصفُ الغزالةَ في أساطيرِ الرُعاةِ
وفي أغاني الحُبِّ والغزَلِ القديمِ
لكيْ أُسمِّيَ ساحلَ امرأةٍ
تفسِّرُ طعمَ قهوتها بشهوتها
وتوصدُ قلبها سوراً على بَحرٍ
وتتركُ ليلها لحرائقِ البحَّارةِ الغاوينَ..
لا رؤيا تضيءُ نوافذَ الأحلامِ
كيفَ إذنْ أُسمِّي وردةً مجروحةً
فمَ أجملِ امرأةٍ تُحِّبُّ من النساءِ
وكيفَ أُشعلُ جسمها وفتيلها المائيَّ
أو نيلوفرَ الأنهارِ في أقصى أنوثتها
بأعقابِ القصائدِ
أو بصرخةِ نجمةٍ مسحوقةٍ زرقاءَ
في أقصى دمائي
*
لأقولَ ما أهوى
أُريدُ لنسوةِ المعنى أصابعَ فضَّةٍ كتنهدَّاتِ النايِ في ليلِ الحبيبةِ
أو شوارعَ لا تقودُ إلى سوايَ..
لكيْ أرى ما أشتهي أحتاجُ رائحةَ اشتياقِ أُنوثةٍ مطويَّةٍ
في دفترِ النسيانِ للصلصالِ..
أطولُ هجرةٍ للطيرِ تنقصني لأعرفَ ما أُريدُ من القصيدةِ
ما تريدُ رسائلُ الشعراءِ والعشَّاقِ مني
حينَ تخطئُ دربها وتضلُّ في الصحراءِ
كيما تهتدي بيديَّ في ليلِ المجازِ
ولهفةٍ زرقاءَ تشعلُ برعمَ الرُمَّانْ
*
تركتُ للنورسِ الليليِّ أُغنيةً
تحتَ الوسادةِ.. من ماءٍ ومن زهَرِ
لمْ أقرأ امرأةً إلَّا وتوجعني
رؤيا أُنوثتها في النايِ والوترِ
عرفتُ.. كلَّ دواويني كتبتُ سُدىً
ولمْ تعوِّلْ فراشاتٌ على أثري
*
هل تطفئُ الشغفَ القصائدُ كلُّها
ويعانقُ الصلصالَ ماءٌ لاهبُ؟
بريَّةٌ جسدُ الحبيبةِ فيهِ من
جوعِ الذئابِ مجرَّةٌ وكواكبُ
ريحُ الهوى خضراءُ.. ليلي مُسرجٌ
بغناءِ لوركا.. والحنينُ مواربُ
يتوهَّجُ الليمونُ في قلبي.. وفي
المعنى تضيءُ خطى المجازِ حباحبُ
وصدى أبي تمَّامَ ينبضُ في دمي
)فكأنني مُذ غبتِ عني غائبُ)
(عجز البيت الأخير للشاعر العباسي أبي تمَّام)
*
في الماءِ موسيقى وفي رأسي بحارٌ لا تكفُّ عن الهديرِ
وفي القصيدةِ نزوةُ امرأةٍ لعوبٍ لا تكفُّ عن الغناءِ
وفي الغناءِ بكاءُ شاعرةٍ تخلِّصُ نفسها من ساعديْ ذئبٍ
ورؤيا عاشقٍ ضاقتْ عبارتهُ
وفي الرؤيا أصابعُ نسوةٍ يُلقينَ كُحلَ قصائدي في البحرِ
أو ينسينَ مفتاحَ الأُنوثةِ في سريرِ الصيفِ..
ليلٌ هادئٌ يطوي حدائقهنَّ
أو شغفٌ يعانقُ بعضهُ مثلي
ويشربُ ظلَّهُ كالبُنِّ أو وجعِ الكلامْ
*
الحالمونَ فقط
من لا يكتبونَ قصائدهم فوقَ عشبِ الرصيفِ
ولا يتململونَ من وردةٍ مهملةٍ في لوحةٍ
هم محايدون جدَّاً كظلالِ الظهيرةِ فوقَ سياجِ العوسجِ
ووحيدونَ كسنبلةٍ في ضفيرةِ امرأةٍ قرويَّةٍ
لا يترجَّلونَ من مرايا الشغفِ بسهولةٍ
ولا يخرجون من قصائدهم المنسيَّةِ
في خزائنِ الأُمَّهاتِ
*
الحُبُّ خريفٌ شرسٌ
يُعرِّي جسدي من أوراقِ الرغبةِ
مطرٌ يتغلغلُ في رخامِ الليلِ
تاركاً أثرَ القبلاتِ المحترقةِ
صهيلُ مهرةٍ توجعها سطوةُ حصانٍ هرمٍ
مايسترو خفيٌّ
يعلِّمني كيفَ أقرأُ شِعراً لنفسيَ
أمامَ جمهورٍ من الهواءِ
*
وأُحبُّ أن أتقمَّصَ الأشجارَ
أن أمشي على هديِ السنابلِ في ضفائرِ سيِّداتِ الماءِ..
يوجعني حزيرانُ الجميلُ
ندى الظهيرةِ في انسكابِ أشعَّةِ العنقاءِ فوقَ العشبِ يوجعني
وأُغنيةُ النوارسِ للسواحلِ
حزنُ صيَّادٍ يعانقُ في رمالِ خيالهِ حوريَّةً بيضاءَ يوجعني
ويوجعني خريفٌ ناقصٌ
وقصيدةُ امرأةٍ على تمثالِ عاشقها
الرياحُ تصبُّ في دمها وفي لغتي
لأنَّ حبيبتي خانتْ
لأني لم أعدْ أبداً بغيرِ دواريَ البحريِّ
أو بظلالِ وجهي من أصابعها
ولم أعشقْ سواها
*
في العزلةِ الكونيَّةِ / الفيسبوكِ
نصبحُ لا شعوريَّاً هوائيِّينَ.. آليِّين كالروبوتِ
نقتسمُ الحنينَ وخبزَ رغبتنا
نواري سوءةَ الكلماتِ في المرآةِ
لا فرحٌ يؤلِّفُ بينَ محزونينِ من أحفادِ دونكيشوتَ
لا حزنٌ يُفسِّرُ لهفةً بالماءِ بينَ ضفافِ معشوقينِ
لن تفنى طواحينُ الهواءِ
ولا محاريثُ البحارِ
وكلُّنا عن نصفهِ المفقودِ يبحثُ في المتاهِ اللولبيِّ
وهاوياتِ الافتراضِ / الحلمِ
لكنَّا بغيرِ غناءِ نسوتنا
المتوَّجِ بالبنفسجِ والمكلَّلِ بالقُرنفلِ
لن نعودَ إلى إيثاكا
*
يبحثُ محمد الماغوط عن امرأةٍ سمينةٍ
كي يحتكَّ بها في الحافلةِ
وأنا أبحثُ عن قصيدةٍ نحيلةٍ كأصابعِ آنا أخماتوفا
أحملها على ظهري الذي جلدتهُ حبيبتي الشمسُ
أغسلُ حزنها الأبديَّ بعينيَّ
أو بغزلي الذي أقايضُ بهِ أوجاعَ النساءِ
أقولُ لها: أُلمسيني في ظهيرةٍ قائظةٍ
كيْ تتحرَّرَ ينابيعي الجوفيَّةُ
ويحلِّقَ طائرُ اللهفةِ في فضاءِ القلبِ
يبحثُ سركون بولص عن حصانِ تو فو
وعن الدخانِ المتصاعدِ من مرايا الوجوهِ
وأنا كالمسرنمِ في الحلمِ
أُلاحقُ نهراً لا ماءَ فيهِ
وظلالَ صعاليكٍ وعُشَّاقٍ قدامى
*
من كثرةِ التحديقِ في الأشياءِ صرتُ صدىً
لصرخةِ وردةٍ مائيَّةٍ
أو ظلَّ نرسيسَ الشقيِّ
تمرُّ بي الأشجارُ كالأرقِ الطفيفِ
أمرُّ بامرأةٍ تعيدُ دمي إلى شبقِ الخريفِ
لشارعِ النارنجِ
أو لقصيدةٍ تصفُ ارتجاجَ الخصرِ في الأدبِ القديمِ
وبرعمَ النهدِ الصغيرِ
أقولُ لي: وسِّع عبارتكَ التي تحتاجها الرؤيا لتدخلَ
في مجازكَ..
وسِّعْ الرؤيا لتحتارَ العبارةُ
أو لتتخذَّ الكنايةُ شكلها..
إمزجْ حبَّ نيرودا بيأسِ أبي العلاءِ
إنحتْ نساءكَ من نداءِ يديكَ
غنِّي في العراءِ: أنا الوحيدُ..
أنا الذي من كثرةِ التحديقِ في الأشياءِ صرتُ صدىً
لصرخةِ وردةٍ مائيَّةٍ
وفقدتُ لونَ قصيدةٍ عن أجملِ امرأةٍ
لأنَّ الشمسَ في قلبي
وفي شجرِ الكلامِ غناءْ
الدوارُ الأزرقُ كرائحةِ البحرِ
يطبقُ بأصدافٍ صغيرةٍ على كلتا أُذنيَّ
ليمنعَ غناءَ الحوريَّاتِ أن يصلَ قلبي
كما تصلُ الذكرياتُ البعيدةُ
عبرَ آلافِ الوديانِ الشائكةِ والصخورِ المحدَّبةِ
لدرجةِ أنني كدتُ أنسى قصَّةَ البدويِّ الذي أحبَّ خلاسيَّةً
من نسلِ الهنودِ الحمرِ
ولم أعدْ أتذكَّرُ ملامحَ الفرنسيِّ
الذي هامَ بهنديَّةٍ في نهايةِ الفيلم
كلُّ امرأةٍ أضعتُ مفاتيحها
تشبكُ شَعرها بزهرةِ ليمون
ويضيءُ عينيها حزنٌ أخضرُ
كالتماعِ شجرةِ زيتونٍ في براري الجليلِ
*
للحياةِ ذاكرةٌ من حطبٍ يابسٍ وأنتِ ذاكرتكِ من لازوردْ
للحياةِ خاصرةٌ من صوَّانٍ بائسٍ وأنتِ خاصرتكِ من ماءٍ ووردْ
ما هو سرُّ هذا الولعِ المسائيِّ بالسجعِ الذي تلبسينه خلخالاً كنجومكِ الضَّالةِ؟
قصائدكِ كتأوُّهات الأسماكِ الذهبيَّة التي لا تعبأ بوجودِ أحدْ
وقصائدي الفقيرةُ كالفراشاتِ التي يشرِّدُها المطرُ الرمليُّ
*
بماذا يختلفُ عاشقٌ عن نرسيسَ؟!
هذا يقبِّلُ وجهَ امرأتهِ في المرآةِ والهاتفِ
وعلى شاشةِ اللاب توب وسحابةِ الوهمِ
وذاكَ يعانقها في ماءِ النهرِ
وعندَ منعطفاتِ الينابيعِ الجافَّةِ
كلاهما سيغرقُ في النهايةِ
الأوَّلُ في قصيدةٍ رعويَّةٍ
وشمتها فتاةٌ على نهديها
فيما سيصبحُ الآخرُ شجرةَ مرجانٍ
تترنَّحُ والهةً في قاعِ النهرِ
*
القصيدةُ التي أحلمُ بها كلَّ ليلةٍ منذُ زمنٍ بعيدٍ
تلكَ التي أُشعلها كلفافةٍ
أو أُراودها عن نفسها آخرَ الليلِ كإحدى النساءِ
التي أحفظها في الحلمِ حرفاً حرفاً وكلمةً كلمةً
المكتوبةُ وغيرُ المكتوبةِ كالماءِ والهواءِ
التي تصبُّ في قلبي وقلبي ليسَ بملآن
القصيدةُ التي أحلمُ بها كلِّ ليلةٍ
تتلاشى كلَّ صباحٍ كالضبابِ الخفيفِ
تنسحبُ كأصابعِ امرأةٍ
من قلبي ومن حدائقِ المجازِ
وأنساها بكاملِ جمالها وحزني
حينَ أجلسُ لكتابتها
على آخرِ ورقةٍ من البرديِّ
*
غناءُ عابري الليلِ والصحراءِ
يصبُّ في كلتا يديَّ كطائرِ قلقٍ أخضرَ
نحيبُ الماءِ في شجرِ الظهيرةِ يلتفُّ بشاشٍ ورديٍّ
كوميضِ غيمةٍ فوقَ السريرِ
أو كغابةٍ من برتقالِ البحرِ
طعمُ التينِ في تمُّوزَ يشبهُ عطرَ التبغِ
أو رائحةَ حبقِ سيِّدةٍ أربعينيَّةٍ
تربِّي كحلها القمريَّ في ليلِ القصيدةِ
والرمالَ الأُنثويَّةَ البيضاءَ في اسمها..
كما أُربِّي أرقَ المسافةِ في زرقةِ النثريِّ
وأوتارَ الحريرِ الليلكيَّةَ في النساءِ
*
دعي الحُبَّ يفعلُ بي ما يشاءُ..
يحوِّلني ذرَّةً من ترابِ السرابِ
وناياً على فمِ سيِّدةِ الريحِ
قارورةً للكلامِ الجريحِ
دعيهِ يعلِّقُ تفَّاحةً في أقاصي دمائيَ
كيْ أستضيءَ بكحلِ النساءِ
*
لا أُصدِّقُ الشعراءَ المكتهلينَ كأشجارِ الخريفِ
المتجهمِّينَ كالتماثيلِ الكالحةِ
الذين يمضغونَ نفسَ الكلامِ
المؤدِّي إلى المساربِ الخلفيَّةِ لهبوبِ النحلِ
كنوعٍ من اللبانِ الرخيصِ
لا أُصدِّقُ حبرَ الأُنوثةِ السريَّ
ولا الشاعراتِ اللواتي يُجدنَ اجترارَ القصائدِ العذريَّةِ
عن وشمِ حُزمةِ السنابلِ على ربلةِ ساقِ المرأةِ / النخلةِ
وعن فاكهةِ أجسادهنَّ المحرَّمةِ
القصيدةُ أُنثى تلوِّحُ من شرفةِ الصيفِ
للغرباءِ الحيارى وللشعراءِ السكارى
تعدُّ لكَ الهالَ بالزنجبيلِ صباحاً
وحضناً وثيراً لكيْ تستريحَ
من الركضِ في فلواتِ المعاني الشريدةِ..
أُنثى من الزعفرانِ ومن نمشِ الريحِ
مشتاقةٌ كالينابيعِ في جسدي للمصبِّ
ومنقادةٌ بالوميضِ الجريحِ..
تعدُّ ليَ الصيفَ ليلاً
وتكملُ رقصتها وحدها
في ممرِّ اشتهائي الفسيحِ
*
لو نظرتَ إلى قاعِ أقصى تفاصيلِ هذي الحياةِ
ترى نسوةً ورجالاً يمدُّونَ أيديهم من كواكبَ أُخرى إلى بعضهم
غرباءَ ومنسحقينَ..
عراةً كرجعِ الصدى
غامضينَ كليمونةٍ في الخريفِ..
قصائدَ من دونما شعراءٍ على الرملِ متروكةً للفراغِ
الذي سوفَ يأتي.. لسربِ طيورِ الأُنوثةِ..
أو لرياحِ اللهبْ
*
سحبتُ جيتارتي من خصرها
وصدى روحي براعمُ ليمونٍ مشبَّعةٌ
ماءً.. على الغصُنِ الليليِّ تتقدُّ
أضعتُ فيها نساءً كالقصائدِ.. لا
تُحصى لهنَّ غواياتٌ ولا عددُ
من فرطِ ما شعَّ في قلبي وتحتَ دمي
خريفنَّ كأني اليومَ لا أحدُ
كلُّ الأغاني التي بعثرتُ نرجسها
خلفي.. سرابٌ من الأحلامِ أو زبدُ
*
انقر
هنا
لقراءة الخبر من مصدره.
مواضيع ذات صلة
نساءٌ يرتِّبنَ فوضي النهار
نساءٌ يرتِّبنَ فوضي النهار
إستعارات جسديَّة (1)
إستعارات جسديَّة (2)
مجازاتُ وردةِ الحيرة.. ثلاثون قصيدة
أبلغ عن إشهار غير لائق