الناقد الشاب الدكتور عبد الهادي على عبد الهادي المدرس بكلية دار العلوم بالمنيا، مر بعدد غير قليل من التجارب الصعبة مع مرض الكورونا الذي يجتاح العالم كله منذ شهور، وقد كانت صغرى بناته مصابة بالمرض نفسه، ومحجوزة معه في الغرفة، وهو كان يطلب منا الدعاء له، ويبدو أنه استشعر بعض التباطؤ في دعائنا له، فكتب يقول: أحبابي وأصحاب الفضل وقرة العيون؛ حقيقة لا أدري أين دعاؤكم مني؟ بالله عليكم عودوا لما كنتم عليه من تكثيف الدعاء لأخيكم عسى أن يرفع الله عنه بدعاء صالحيكم. كثير من أساتذته وزملائه كانوا يتوقعون له مستقبلا أكاديميا مبهرا، لما عاينوه في عطائه من تفرد وجدة، لكنه فجعهم دميعا برحيله أمس الجمعة، فامتلأت نفوسهم، وامتلأت نفوسنا معهم ألما وحزنا على هذا المبدع الشاب الذي رأيناه وهو يتسرب من بين أصابعنا، ونحن لا نملك من أمرنا شيئا. اللهم بحق هذه الأيام المفترجة، فسح له في قبره، وافرشه من فراش الجنة، واملأه بالرضا والنور والفسحة والسرور. السمّاح عبد الله