تعد قضية تعليم المرأة الناتج الأساسي لتطور الحركة النسائية في مصر الحديثة فقد فكر المهتمون بشأن إصلاح حال المرأة في مصر باعتبارها أحد السبل لتطوير المجتمع المصري عامة . ولما كانت طبيعة المجتمع المصري القائمة على التعاون والمشاركة كانت الدعوات الشعبية العامل الأكثر فاعلية في اتساع نطاق تعليم المرأة المصرية وكانت البداية منذ القرن التاسع عشر عندما طالب المصلح رفاعة الطهطاوي بتعليم المرأة لاعتقاده أنه حجر الزاوية في إصلاح حال النساء في مصر، ومن ثم إصلاح المجتمع المصري كله . ثم جاءت مشاركات الجمعيات الأهلية فقامت الجمعية الخيرية الإسلامية بإنشاء أول مدرسة خاصة للبنات تابعة لهيئة إسلامية سنة 1878 وأطلقوا عليها اسم ” اليقظة النسائية” كما أنشأت الجمعية القبطية منذ عام 1860 مدرسة خاصة للبنات ،ثم تلتها مدرسة أخرى بحي الأزبكية . ومع بداية القرن العشرين وإقرار حق الفتاة في الحصول علي شهادة إتمام الدراسة الابتدائية ، نجد دعوة اجتماعية جديدة لمنح المرأة حقها في التعليم العالي كان صاحبها محضر محكمة طنطا الذي كتب عدة مقالات يطالب فيها بحق المرأة في التعليم العالي طالما حصلت على الشهادة الابتدائية وأكمل قائلا إن ابتدائية النساء هي نفس ابتدائية الرجال فلماذا لا تمنحها نفس الحق . وكانت صيحة محمود ابراهيم محضر طنطا أول صيحة تطالب بإفساح التعليم العالي أمام الفتاة المصرية . ونجد كذلك السيدة نبوية موسى التي كرست حياتها من أجل قضية تعليم المرأة التي أنشأت منذ عشرينات القرن الماضي جمعية لتعليم الفتاة ثم اعقبتها بالعديد من المدارس لتعليم الفتيات سواء في القاهرة أو الإسكندرية ولا تزال بعضها قائمة حتى الآن . وكانت قد أوقفت كل املاكها على مدارسها على أن يتولى أمر هذه الأوقاف وزارة المعارف العمومية لتوليها الصرف على هذه المدارس واستمرت نماذج مشاركات المجتمع المدني في نشر تعليم المرأة والدفاع عن حقوق المرأة المصرية عن طريق الدعوات المجتمعية أو على الواقع العملي .